××.......... كنت قد آثرت على نفسي منذ بدأت الكتابة فى هذا المكان العزيز على قلبي ووجدانى، عدم التحدث فى التحليل الفنى لأى مباراة سواء للأندية أو المنتخبات وذلك لأن هناك من هو أفضل وأكثر خبرة وحنكة – بالطبع- سيسهب فى هذه الجزئية.. ولكن مع الخطب الجلل والفضيحة التى تعرض لها رجالات المنتخب الوطنى فى غانا على يد نجومها بل كتيبة المحترفين المدججة بخيرة لاعبي العالم فى كل مركز، حيث سقطنا بأقسى هزيمة نتعرض لها فى تاريخنا الكروى الرسمي وهى بالستة أهداف في مباراة واحدة فى منتخب الفراعنة الذى كان أيام الجنرال الراحل الجوهرى والمعلم حسن شحاتة عندما يدخل أكثر من هدفين نعتبرها فضيحة وذات مرة طارت رقبة الجوهرى بعد الهزيمة الودية أمام اليونان في عام 1990 وكانت بالمناسبة بالستة أيضا.. أقول عقدت العزم للحديث عن الأخطاء الفنية الفادحة فى لقاء غانا بكوماسي وهى بالمناسبة ليست وليدة هذه المواجهة لكنها كانت موجودة لكن المواجهات السهلة فى الدور التمهيدي أمام منتخبات ليست من كبار القارة أغفلتنا جميعا عنها.. وحتى عندما ركب الجهاز الفنى بقيادة الرجل الذى حسبناه قويا حازما حتى خر ساقطا فى مواجهة ما كانت لتخرج بهذه الفضيحة أو النكسة الكروية لولا وجود بعض المفسدين الذين أحاطوه بهالة من التعصب لرأيه ورأي ياوره الأيمن والأيسر – رحمهما الله على ما اقترفوه من ذنب للمصريين- وأقنعاه بألا يضم حارسين كبيرين من عينة الحضري وعبدالواحد السيد حيث وسوسا له بأن عصرهما ولى ولا بد من التغيير، ولم ينظرا للمنتخبات الكبيرة فى القارة الإفريقية التى استعادت كبار النجوم فى الجولة الفاصلة للتصفيات مثل الكاميرون مع إيتو زالأفيال مع دروجبا وتونس مع الشيخاوى وصابر والجزائر مع عنتر يحيى وحتى غانا استعانت بنجمين كبيرين كانا بعيدين تماما عن الصورة وعادا من أجل المونديال وذلك رغما عن أنف أبياه المدير الفنى.. كل هذا ما قبل رحلة غانا أما ما كان فى الرحلة فهو ما أشعرنا جميعا بالصدمة بناء على شهود عيان من داخل المعسكر الذى وصفوه بأنه كان كرحلات الأعياد أو المهرجانات الرياضية.. صخب وتهليل للفوز قبل حتى نزول الملعب وزفة للاستاد ما جعل برادلى يصرخ فى الجميع بألا يخرجوا اللاعبين من تركيزهم المفقود أصلا بفعل التفكير فى اللعب أساسيا دونما التفكير فى المصلحة العامة للفراعنة.. ونأتى للتشكيل الغريب والعجيب والإدارة السيئة للأمريكانى بداية من اختيار "الاسكور شيت" وتقديمه وحتى صافرة الحكم.. أقسم بالله تعالى أننا جميعا فى مصر والمهتمين بالرياضة وضعنا التشكيل الأمثل إلا المدعو برادلى وتاحا والضياء.. هل يجوز أن أبدأ مواجهة أمام البلاك ستارز الذين أمطروا شباك المنافسين فى الدور التمهيدى ب 18 هدفا كأقوى خط هجوم فى القارة قاطبة بأربعة لاعبين اثنان منهم عمرهما يتجاوز ال 67 عاما في قلب الدفاع ويلعبان على مهاجمين شديدى السرعة والشراسة والاثنان الآخران منهما لاعب لا يلعب أساسيا مع الأهلى فى البطولة الوحيدةى التى يخوضها بإفريقيا ويفتقد حساسية المواجهات الودية فما بالك وهو يلعب أحدى أهم المواجهات فى تاريخ الكرة المصرية.. ولن اقول كان مفروضا اللعب بليبرو كتأمين لقلب الدفاع لأنه خاض كل المواجهات بدونه – مع العلم بأن هناك فرقا ومنتخبات عتيدة تلعب بالليبرو وعلى رأسها منتخب البرازيل فى المواجهات الحاسمة- ما سمح للغانيين بأن يسيطروا على الكرات العرضية الأرضية منها واغلعالية وبالطبع كان إكرامي فى أسوأ مستوياته بسبب الخضة التى نالها فى بداية اللقاء وأدت الى فقدانه التركيز إلى أن طلب العفو والسماح من الغانيين بأن طلب تغييره.. وحتى فى خط الوسط فقد لعب المحروس برادلى بثلاثي ما أنزل الله به من سلطان على الرغم من خبرة عاشور الكبيرة لكنه عاد ليؤكد أنه لا يصلح للعب دوليا ومعه "سوأة" المباراة الأولى حسام غالى الذى قدم واحدة من المباريات الأسوأ فى تاريخ أى لاعب مصري ومن بعدهما النني الذى لم يشارك مع بازل السويسري منذ شهور ما أضعف الضغط فى الوسط بل جعل ايسيان وبادو ومونتاري وأيو يصولون ويجولون فى الملعب وهم رباعي يصلح لقيادة أحد المنتخبات العالمية الأولى فى العالم وليس غانا.. والحسنة الوحيدة فى اللقاء أبوتريكة الذى أكد أن هناك شيئا ما كان خطأ في اللاعبين ومعه فى الأمام وليد سليمان غير الخبير بمواجهات المنتخب طوال التصفيات فوجد نفسه أساسيا فى مباراة حاسمة فارتبك ولم يستطع محابهة وحوش غانا.. طبعا هذا التشكيل لم يكن من صنع برادلى وحده لكن كان هناك من يوسوس له بأن يلعب هذا ولا يلعب هذا فمنهما من أراد الانتقام من حارس سطر لنفسه فى القارة السمراء اسما كبيرا ومنهما من أراد أن يضع بصمة منتخبه الشاب في 2011 بأن يكون على الأقل في وجود لاعبين أو 3 له.. وحتى عندما تم التغيير وجدنا الرجل يدفع بلاعبين خارج ليس "مود" اللقاء لكنهما كانا خارج الحياة من الأساس وأجلس بجواره لاعبين بحجم جدو وعمرو زكى الذى كان الغانيون يخشونهما منذ وصول البعثة لأرض أكرا لكن الرجل الذى قدم الاعتذارات والتوسلات للمصريين بأنه المسئول الاول عما حدث واعدا اياهم بالتعويض.. حسبي الله ونعم الوكيل فيمن جعل يوم العيد كابوسا مصريا ومن جعل شهر الانتصارات العسكرية نكسة كروية.. وأخيرا لك منى يا برادلى الذى ساندناه جميعا وتوسمنا فيه خيرا منذ قدومه لكنه أهال التراب على كل ما فعله.. ونراكم على خير فى تصفيات 2018 كضيوف شرف طبعا لا للتأهل.. حيث اننا سنزور كأس العالم بعد 3 أو 4 دورات من الآن.. اللهم لو نجحنا فى تنظيم مسابقات كروية محترمة وامتلاك ترسانة من المحترفين.. وخير اللهم اجعله خير يا رب!! ××........... مع كامل احترامي وتقديري لناقدنا الكبير حسن المستكاوى والفيلسوف الأبيض أيمن يونس فلم أستوعب دعوتهما للاعبي المنتخب بضرورة الفوز من أجل الكرامة الكروية المصرية أمام غانا فى موقعة 19 نوفمبر المقبل وذلك للرد على السداسية المذلة.. ذلك أنه مهما فازت مصر على غانا – والذى أراه غير مضمون لأسباب يعرفها لاعبو الكرة نفسيا ومعنويا بسبب فداحة الهزيمة والثقة الكبيرة للمنتصرين- فلن يمحى التاريخ الكروى فى القارة السمراء السقوط المدوي بكوماسي فهى ليست مباراة للنسيان حيث ما زال المصريون يشعرون بمرارة مواجهتى السعودية فى 1999 بكأس القارات بالخسارة 2-5 رغم أن لها ظروفا غير طبيعية وكذلك الهزيمة الودية من اليونانيين المغمورين وقتها بالستة أيضا.. كما أن الحديث عن عدم تعرض برادلى للإقالة غير واقعى لأنه لا بد أن يدفع الثمن بعد نهاية مواجهات التصفيات بغض النظر عن الحديث عن اهدار المال العام من قبل الجبلاية فهو ليس أكبر من محمود الجوهرى الذى رحل بسبب هزيمة اليونان وبجملة الاهدار.. وسيكون رحيل الأمريكانى خطوة كبيرة لتهدئة جموع المصريين الذين قضوا ليلة 15 أكتوبر في ذهول غير مصدقين أن المنتخب الذى حلموا معه لشهور طويلة بالتأهل للمونديال أضاع الجهد والعرق والتألق فى 90 دقيقة مخيبة للآمال.. ولا أنسى توجيه كلمة لكل الشامتين والمخلطين للأوراق بين السياسة والرياضة وتفريق لاعبينا لأحزاب وجماعات بأن مصر فوق الجميع ومحروسة من المتربصين.. ويا دعاة العدالة الاجتماعية وحماة الشرعية التى بدونها سقطنا بالستة ووقفت جماهير غانا ضدنا فى المدرجات لمساندة الشرعية واحراز هدفنا اليتيم بلاعب مهادن لحزب سياسي دون الأغلبية الكاسحة ، عودوا لرشدكم يرحمكم الله وصفوا نفوسكم واعلموا أننا أمة واحدة وأفضل أمة أخرجت للناس.. ولله الأمر من قبلُ ومن بعد!! ××............. كان الله فى عون محمد يوسف المدير الفنى للاهلى الذى يدخل مواجهة مصيرية فى دورى أبطال إفريقيا أمام القطن الكاميرونى في طريق احتفاظ المارد الأحمر بلقبه الإفريقي حيث عاد له لاعبو المنتخب ال 11 مهزومين نفسيا ومكسورين كرويًا وهم القوام الأساسي له فى البطولة التى يبلي فيها بقوة واقترب من دورها النهائي.. فكل التمنيات الطيبة بأن ينجح "جو" في معالجة نجومه نفسيا لأن الأهلى أصبح الأمل الباقى للكرة المصرية فى استعادة كرامتها المفقودة داخل إفريقيا بعد تحول حلم المونديال لسراب.. وبالنسبة لخبر اعتزال أبوتريكة وهو ما أشك فى مصداقيته حاليا فهو رد فعل في غير وقته تماما لأن اللاعب الذكى يا أبا سيف هو من يخرج من الملعب منتصرا ولك فى شبيهك العربي – الفرنسي زين الدين زيدان عبرة وعظة فقد اعتزل بعدما قدم أفضل اداءاته الفنية وهو في ال 35 من عمره على الرغم من ضياع كأس العالم منه بفعل فاعل.. فرجاء التمهل يا تريكة لأنك ما زلت تمتلك الكثير والكثير وهو ما شاهدناه فى غانا.. ولعلها كبوة تعود بعدها الانتصارات من جديد!! ××........... ولا أجد أفضل من هذه الأبيات الشعرية لأنهى بها حديثي هذا: فَمُوتُوا كِرَامًا أَوْ أَمِيتُوا عَدُوَّكُمْ وَدِبُّوا لِنَارِ الْحَرْبِ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ وَإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَغْضَبُوا بَعْدَ هَذِهِ فَكُونُوا نِسَاءً لاَ يُعَبْنَ مِن َ الْكُحْلِ والسلام ختام.......................................................................