الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات كأس الافريقية المؤهلة لنهائيات غينيا الاستوائية والجابون العام القادم كانت على موعد مع مفارقات وغرائب لا حصر لها .. ليس فقط فيما يتعلق بغياب منتخبات لها ثقلها عن المونديال الافريقي القادم .. ولكن ايضا فى حالة اللبس والارتباك التي سادت تحديد المواقف في بعض المجموعات لدرجة ان القلوب توقفت للحظات قبل الاعلان الرسمي عن الفريق المتأهل طبقا للوائح الاتحاد الافريقي (كاف). قمة الغرائب كانت في المجموعة السابعة التي تضم مصر والنيجروجنوب إفريقيا وسيراليون.. فبعد تعادل الثلاثي الأخير في رصيد النقاط وهو تسع .. خرجت جماهير الأولاد لتحتفل بصعود فريقها بناء على مجموع نتيجة مباراتيه مع النيجر.. وسادت حالة من السعادة الغامرة أرجاء الملعب.. لاسيما بعد التزام مراقب مباراة الفريق مع سيراليون الصمت وعدم الإعلان عن لوائح الكاف التي تؤهل النيجر على أساس أنها الاكثر نقاطا بين المنتخبات الثلاثة بناء على نتائح مبارياتها معا وبعد استبعاد نتائجها مع المنتخب المصري.. وبعد لحظات ليست بالقصيرة جاءت الصدمة من خلال موقع الكاف لتتعرف جماهير جنوب إفريقيا على ىمصير منتخبها وأنه خارج الصورة . وبالطبع لم يجد المدير الفني للاولاد موسيماني بيتسو كلاما يخفي به خيبة امله سوي اعلانه بانه يشعر بالاضطراب وانه لا يعرف اذا ما كان فريقه قد تأهل أما لا. وقال ان الجميع كان يعتقد ان بطاقة التأهل ذهبت الى فريقه خاصة مع التزام المراقب الصمت .. ولكن كل شيء ذهب ادراج الريح وانه لا يجد ما يقوله سوي انه محبط للغاية بعد هذا الفشل . لم تتوقف مفارقات الجولة الحاسمة عند هذا الحد .. فقد جاءت لتشهد مفاجأة سارة لابناء نسور قرطاج علي يد منتخب تشاد الذي عرقل مسيرة منافسه مالاوي بالتعادل 2/2 في الوقت الذي فاز فيه المنتخب التونسي على توجو بهدفين للاشيء ليحتل المركز الثاني بعد بواتسوانا المتصدرة للمجموعة ال 11 وليصعد الفريقان معا مباشرة حيث انها المجموعة الوحيدة التي يصعد منها منتخبان مباشرة الى النهائيات لانها تضم أكبر عدد من المنتخبات بين المجموعات الأخري. كما حجز المنتخب اللليبي مقعده في الجابون وغينيا الاستوائية رغم تعادله مع زامبيا المتصدرة للمجموعة الثالثة.. ليرسم الفريق ابتسامة على شفاه جماهيره المعذبة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد خلال الفترة الماضية واستمرار الحرب بين الثوار ونظام العقيد الليبي السابق معمر القذافي .. كما انه بذلك زاد من التواجد العربي في المونديال الافريقي بعد الاخفاق الذي لحق بالفراعنة والجزائر في هذه التصفيات. اما منتخب صقور الجديان او السودان فانه صعد ضمن افضل ثوان بعد خسارته على ملعبه بهدفين للاشيء امام غانا صاحبة المركز الاول في المجموعة التاسعة حيث تجمد رصيده عند 13 نقطة.. في حين ارتفع رصيد غانا الى 16 نقطة. واذا كانت هناك مناطق مضيئة في الجولة الاخيرة من التصفيات فان هناك اخري مظلمة لاسيما بالنسبة لكبار القارة ... فنسسور نيجيريا احد المرشحين ليس فقط للصعود بل ايضا للفوز باللقب خرجوا بخفي حنين مبكرا .. فقد جاء تعادلهم على ملعبهم ووسط جماهيرهم مع غينيا 2/2 ليدفع بهم خارج الحلبة تماما في اول غياب لهم منذ نهائيات 1986 . ولم يكن اسود الكاميرون افضل حالا .. فالفريق جاء في الوقت الضائع من التصفيات ليحقق فوزا معنويا على الكونجو بثلاثة اهداف مقابل هدفين ليترك بطاقة التأهل الى السنغال متصدرة المجموعة الخامسة .. في حين انتزعت انجولا قمة المجموعة العاشرة بفوز غال على غينيا بيساو بهدفين للاشيء .. وتصدرت انجولا قمة المجموعة الاولي في الامتار الاخيرة على حساب كاب دي فيرد أو الرأس الاخضر .. وانفردت اجياد بوركينا فاسو بقمة السادسة دون مشاكل تقريبا لاتساع الفارق بينه وبين اقرب منافسيه الى ست نقاط.