يقولون الدوي في الودان أفضل من السحر، هل فكرت يوما في معنى المثل، هل تعمقت في التفكير فيه؟ سأشرحه لك ببساطه أرجوك لا تعتبرها إهانه هو مجرد تشبيه.. تخيل أحدهم نائما، وأنا (كعامل في مجال الإعلام) أجلس جوار أذنه أهمس بلا توقف طوال ساعات نومه (أنت حمار أنت حمار أنت حمار أنت حمار) مما لا شك فيه أن أول ما سيفعله صباحا عندما يفيق أنه سيأخذ في التنهيق، ولا عجب إن رأيته يتوجه للمطبخ لطهي قليل من البرسيم.. هذا هو الدوي في الودان.. وفي مصر الإعلام يقوم بهذا الدور بمنتهى البراعة، شوبير يقنعنا يوميا أنه من الثوار، وشبانة يخرج لنا حوليا يقنعنا أنه شريف الشرفاء في البحر المتوسط، وخالد الغندور فوق رؤوسنا يوميا ليفهمنا حجم المؤامرة الكونية على الزمالك وتحالف قوى سلاحف النينجا لوقف المد الأبيض، وشلبي يخرج علينا كل يوم وكل ساعة لنقتنع أنه رقاصة! ونحن ك"مَهْموسٍ" في أذننا باستمرار ودون توقف ماذا نفعل؟ باختصار نطهو البرسيم دون أن ندري، ونبتلعه فينمو (البرسيم) في داخلنا وتكبر أذننا وتبرز أسناننا بالتدريج رغم ما نقوله لأنفسنا دائما أننا نتفرج لمجرد المتعة وأننا لا نصدق ما يقولونه. المنيسي والقيعي وغيرهم زرعوا فيكم وفينا أن حسام البدري أعظم مدرب في الكون، صدقتم ورددتم وآمنتم، والآن يزرعوا فيكم أن البدري خائن وعميل وماسوني واحتمال ماجوسي، وتصدقون وترددون عادي، حتى وأنتم تتظاهرون بأنكم فوق الاقتناع وأنكم أذكى من أن تبتلعوا برسيم الإعلام. زرعوا فيكم أن الزمالك الكل يتآمر عليه وأن مرتضى منصور مستشارا، وأن ممدوح عباس ناجحا وابتلعتم وقبلتم، وصدقتم، وعادوا وزرعوا فيكم أن ممدوح عباس فاشلا وأن مرتضى منصور مستشارا وأيضا صدقتم وستسيرون وفقما يسيرونكم.. تكابر وتعاند وتتكبر وتقول أنك فوق السمع وفوق الاستجابة وأنت تردد دون أن تدري، كم واحد كان يتناول توفيق عكاشة بسخرية ويضحك على كلماته، وعندما تواجهه يقول لك "ده أنا بضحك عليه بس"، وفي النهاية ترى الناس يرددون أهابليه وأعابيطه لو جاز النسب بهذه الطريقة.. مقاطعة الكاذبين والمنافقين والمخادعين والرقاصين هو الحل الأمثل والأنسب حتى لا نبتلع البرسيم، ولكن من منهم منافق ومن نظيف.. مبدأيا لا تشاهد ولا تتابع بدافع المتعة وأنك تتسلى لأنك في الحقيقة تسلم مخك دون أن تدري، اقرأ فالقراءة أولا هي تمرينات لعضلة المخ (لو كان للمخ عضلة) وثانيا هي لا تتسلل إلى عقلك دون رضاك، عكس الإعلام المرئي، القراءة لا تقتنع بها طالما لم تقتنع بها عكس التليفزيون.. القراءة أيضا تمنكك (للأسف) أن تلعن سلسفين أم الكاتب في التعليقات ويراها فيشبع ذلك النقص الرجولي عند البعض.. بينما في التليفزيون لا تستطيع فعل ذلك.. أو أقولك تفرج على التليفزيون وشاهد كل الطبالين والرقاصين والمنافقين والداوين في أذنك ولكن لا تلم إلا نفسك لو طهوت البرسيم! زياد فؤاد لمتابعة الكاتب على تويتر اضغط هنا