ههههههه وخخخخخخخخ.. جتكم القرف! في ثقافتنا العربية وتحديدا المصرية، يبدأ المكان راقيا متحضرا بقلة قليلة من "الناس النضيفة" ثم رويدا رويدا يتحول إلى صفيحة زبالة.. بولاق.. منطقة في قلب القاهرة، سميت في الماضي بهذا الاسم "بو لاك" أي البحيرة الجميلة باللغة الفرنسية، وكانت حي راق يسكنه كبار وعلية القوم.. ومع مرور الزمن نزح له زبالة الشعب، فجاءوا عليه وحطوا، ودمروه بمرور الزمن حتى أصبح أحد أسوأ المناطق الشعبية وأكثرها عشوائية وعدم تنظيم.. مصر الجديدة، مدينة نصر كيف كانا وكيف أصبحا؟ المهندسين، كذلك الدقي، وحي العجوز، حتى حدائق القبة ألم تصبح "قمامة" القبة؟.. هي نظرية في كل أحياء مصر وستمتد للقاهرة الجديدة، فسيأتي يوما ستصبح مزبلة أخرى وحي آخر يموت مثل سابقيه، نظرية أعرفها منذ كنت أسكن في شقة بها 3 غرف وصالة، وكلما أزبلت غرفة وصارت العيشة فيها مستحيلة أغلقها بالمفتاح لأقطن في الغرفة الأخرى، حتى أصل للعيش في الصالة، وعندما يصبح الحال في الضياع كنت ألجأ لأمي أن "إنقذيني أنا في عرضك"، فكانت تنقذني وتأتي بمن ينظف الشقة فأعود لنفس الكرة.. ولكن المشكلة أن الأحياء ليس لها مالك، والحكومة ليست "ماما"، لذلك تبقى الأحياء تحتضر وتموت دون منقذ.. هكذا الأمر بالنسبة للفيسبوك.. بدأ رائعا نتواصل فيه مع أهالينا، ونتعارف فيه على أصدقاء جدد مبشرين بالخير، وأصبح الآن مرتعا لكل من يعتقد نفسه ذكيا وصاحب رأي ورؤية وفكر، والغباء منه يستعر.. كانت القلة القليلة الموجودة كل يقول رأيه في احترام ونتبادل المعرفة والآراء، فصار كل واحد فيه ينشر خفة ظل أمه متبوعة ب"هههههههه"، والتي أحيانا تكون "خخخخخخخخخخ"، دليل على السخرية ولكنها في الواقع تجلب المخاط لا أكثر ولا قل. نقلنا العفش والعتاد وذهبنا لتويتر فبدأ بالمحترمين وأصحاب الرأي والفكر، وكنا نتابع اللاعبين الأوروبيين يتشاركون مع عشاقهم الصور، والتعليقات، ويظهرون جوانب من حياتهم، ويتبادلون التحيات وأحيانا الاعتذارات عن أشياء فعلوها في المباريات، ومازالوا يفعلون.. فالأرجنتيني سيرخيو أغويرو لاعب مانشستر سيتي ضرب زميله دافيد لويز البرازيلي لاعب نادي تشيلسي وكل منهما يحمل جنسية دولة من العالم الثالث (هكذا المفترض)، ولكن اللاعب الأرجنتيني خرج بمنتهى الرقي واعتذر عبر تويتر لزميله، مؤكدا أنه لم يقصد الإساءة، فرد عليه الآخر أن الاعتذار شيم العظماء صافحا عنه.. وعندما تحدث لاعب (على ما أذكر آشلي يونغ) بلهجة غير مهذبة عن زميل، على الفور عاقبه الاتحاد الإنكليزي على تصريحه عبر تويتر (بابا وماما مبيرحموش)! أما في مصر المحروسة فليس لنا (بابا ولا ماما) فلاعب كان نجما مثل ميدو، يسخر من هذا الزميل ويتناول سيرة الآخر، ويضرب في أعراض آخر، فيدخل معه لاعبا آخر كان نجما أيضا ولكن "كيس النجومية خلص" فيشتم هذا ويسب ذلك، ويفتعل شجارا بين جماهير الأهلي والزمالك، رغم أن كل من اللاعبين لعب ويلعب ويتواجد في أوروبا، ولكنهما يتحدثان اللغة العربية لذلك فلا رقيب والأخلاق في أجازة، وعلى التوازي يدخل معهما آخر يدعي أنه شريف إكرامي حارس الأهلي فيشتم في هيما فتقوم الدنيا ويبدأ الكل في سباب بعضه... تماما كسلحفاة أحمد مكي التي تأكل خسا على يوتيوب! الاتحاد الإنكليزي عاقب أكثر من مرة لاعبين على تعليقات عبر تويتر، بل أنه عاقب مشجع بالحرمان من حضور المباريات بسبب كلام عنصري.. والسؤال هنا من في اتحاد الكرة المصري سيقَوِم اللاعبين ويمنعهم من نشر زبالات أنفسهم عبر تويتر؟.. حسن فريد مثلا؟ ولا المتناوي الذي سب فريد وقال له يا ع... ولا أقولكم لماذا لا يقوم عزمي مجاهد اللاعبين وسلوكهم؟ فيربيهم على السباب وقلة الأدب، ويربي فيهم كيف تكون واشيا بكل من حولك، وخباصا على كل من يحيط بك، ونماما على كل المقربين والمبعدين تحت مسمى (مصدر مسؤول رفض ذكر اسمه)؟.. صحيح إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت كلهم الرقص! تويتر ليس للعرب.. حقيقة علمية نظرية معملية بحتة، لا خلاف عليها ولا جدال فيها، فنحن العرب (في عصورنا المظلمة حاليا) هادمو الحضارات ومحطمو الرقي، لذلك فتويتر ليس لنا.. اخرجوا منه قبل أن يتحول إلى "صفائح قمامة القبة" أخرى، أو "بولاق" جديدة، اخرجوا منه لأن ليس لكم ماما ولا بابا ينظف زبالتكم، ويصلح ما تفسدوه ويقوم ما تفعلونه.. حتى بابا وماما كل اللاعبين (اتحاد الكرة) أنيل من ميت غمر.. اخرجوا منه قبل أن يتحول إلى ههههههه وخخخخخخ جتكم القرف! ** يسأل متفذلك ولماذا لا تخرج منه أنت؟ أقول له لأ ما هو أنا عربي آخري أتكلم بس! زياد فؤاد لمتابعة الكاتب على تويتر اضغط هنا