من أفضل بداية في تاريخ دوري الدرجة الاولى الالماني لكرة القدم الى اسرع نجاح في نصف قرن.. عاد بايرن ميونيخ الى القمة بانتصار مليء بالارقام القياسية منحه اللقب 23 في الدوري. وتصدر الفريق البافاري الترتيب من البداية للنهاية ليضع حدا لموسمين سيطر خلالهما بروسيا دورتموند وينتزع أول لقب فيما يأمل ان تكون ثلاثية هذا الموسم. وكان الفريق البافاري الذي لم يحرز اي لقب منذ 2010 يتوق لاعادة نفسه الى الانتصارات المحلية هذا الموسم بعد عامين من لعب الدور الثاني خلف دورتموند في الدوري وكأس المانيا. ومع الانفاق ببذخ قبل بداية الموسم وهو ما تضمن التعاقد مع لاعب الوسط المدافع خابي مارتينيز مقابل 40 مليون يورو (52.09 مليون دولار) والمدافع دانتي عزز بايرن خط دفاعه الذي شكل له نقطة ضعف في المواسم القليلة الماضية. كما اضاف عمقا للتشكيلة بالتعاقد مع المهاجم ماريو مانزوكيتش والجناح السريع شيردان شاكيري وصاحب الخبرة كلاوديو بيزارو. واثبت الكرواتي مانزوكيتش ان قيمته مثل الذهب واصبح هداف النادي برصيد 15 هدفا في الدوري حتى الان وجعل بايرن ينسى تقريبا مهاجمه المصاب ماريو جوميز. وحافظ مانزوكيتش على موقعه في التشكيلة الاساسية حتى عندما عاد جوميز من اصابة طويلة بسبب الاصابة. وشكل مارتينيز ثنائيا رائعا مع لاعب وسط المانيا باستيان شفاينشتايجر الذي سجل هدف الفوز في الانتصار 1-صفر في اينتراخت فرانكفورت أمس السبت الذي ضمن لبايرن احراز اللقب قبل ست مباريات على النهاية. ووضع الاثنان أساس اسلوب لعب يعتمد على التمريرات السريعة مع الحركة ليسجل بايرن 79 هدفا في 28 مباراة بالدوري. واستمتع الجناح فرانك ريبري بأكثر مواسمه مع بايرن نجاحا وسجل سبعة اهداف وصنع تسعة اهداف أخرى. وكان خط الدفاع فعالا بالقدر نفسه وفي طريقه لتسجيل رقم قياسي إذ استقبلت شباك الفريق البافاري 13 هدفا فقط في الدوري حتى الان هذا الموسم. وكان هناك تحولا خارج الملعب ايضا إذ حل ماتياس سامر الطموح محل كريستيان نرلينجر في منصب المدير الرياضي. وجلب اللاعب الفائز من قبل ببطولة اوروبا مع المانيا حماسه المعروف من أجل النجاح وسرعان ما أصبح وجوده ملحوظا واستمر في منح الفريق دفعة رغم البداية القياسية للموسم. وحتى عندما كانت الأمور تسير في صالح بايرن كان سامر موجودا ليذكر الفريق بالاشياء المطلوب تحقيقها. وبحلول ديسمبر كان واضحا ان بايرن يسيطر على سباق المنافسة على اللقب بتعادله 1-1 مع دورتموند وهي أول نقاط يحصل عليها ضد حامل اللقب وقتها عقب اربع هزائم متتالية أمامه في الدوري. واحتاج بايرن الى تحذير لتفادي تعثر اخر بعد العطلة الشتوية مثلما حدث في الموسم الماضي حين فرط في تفوقه بتسع نقاط ليهدي اللقب الى دورتموند. واستمتعت تشكيلة المدرب يوب هينكس بالفوز في 11 مباراة متتالية لتبدد اي آمال لدى دورتموند. وحذر سامر في مارس - بعد تراجع طفيف في المستوى ادى الى فوز بايرن في مباراتين بدون ان يسيطر كالمعتاد - قائلا "رأينا مستوانا يتراجع." ورد بايرن بالفوز 2-1 على باير ليفركوزن صاحب المركز الثالث و9-2 على هامبورج في اسبوعين متتاليين ليضع نفسه على مشارف احراز اللقب مبكرا. ومع استمرار المنافسة على لقبي كأس المانيا ودوري أبطال اوروبا يسير بايرن على الطريق الصحيح نحو ما قد يصبح موسما تاريخيا.