من المنتظر أن تكون الجولة ما قبل الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم البرازيل 2014 عن منطقة أوقيانوسيا حاسمة عندما يتقابل صاحبا الصدارة، نيوزيلندا وكاليدونيا الجديدة، ويحاول كل منهما السير خطوةً أخرى على درب تحقيق الحلم العزيز. وسيبلغ الصراع أشده بين هذين المنتخبين، علماً أن نتيجة الفوز ستأهل كتيبة الكيوي لمباراة الملحق ضد خصم عن منطقة CONCACAF. وفي حالة أخفقت في احراز النقاط الثلاث الثمينة، ستكون مضطرة لخوض نهائيٍ مثير يوم الثلاثاء القادم. أما المواجهة الأخرى التي ستجمع بين تاهيتي وجزر سليمان فلن تكون بنفس الندية، علماً أنهما فقدتا كل حظوظهما في المنافسة على بطاقة التأهل. غير أن تلك المباراة ستكتسي أهمية قصوى بالنسبة لمنتخب تاهيتي الذي يستعد لتمثيل القارة ضمن فعاليات كأس القارات 2013التي ستجرى في يونيو القادم. وستَختَتِم هاتان المواجهتان الهامتان برنامج تصفيات كأس العالم المقرر ليوم الجمعة. وستفتتح المباراة التي ستستضيفها نيوزيلندا في ديوندن برنامج التصفيات عبر أربع قارات خلال نفس اليوم، قبل أن يُختتم بعد أربع وعشرين ساعة في بابيتي عندما تواجه تاهيتي ضيفها القادم من جزر سليمان. ويسلط الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" الضوء على مواجهتى الجولة قبل الأخيرة للأوقيانوس: مباراة القمة: يحتل هذان المنتخبان صدارة الترتيب في المرحلة الثالثة والأخيرة من تصفيات أوقيانوسيا، مع أفضلية لأصحاب الأرض الذين حققوا أربعة انتصارات متتالية في أربع مباريات. أما منتخب كاليدونيا الجديدة، المتمركز ثانياً، فقد فاز بثلاثة لقاءات من أصل الأربعة التي أجراها وخسر نزالاً واحداً في عقر الدار بهدفين نظيفين أمام المنتخب النيوزيلندي خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي. ولعل كتيبة لي كاجو ترزح تحت ضغط كبير لأنها تدرك أن أية نتيجة غير الفوز ستضع حداً قاطعاً لطموحها في بلوغ العرس العالمي. وفي حال حققت كاليدونيا الجديدة –التي تتخلف على غريمها بفارق هدف واحد– فوزاً مفاجئاً ستتعادل مع نيوزيلندا من حيث النقاط قبل انطلاق الجولة النهائية يوم الثلاثاء القادم. وحينها ستواجه ترسانة الكيوي امتحاناً عسيراً عندما ترحل لمقابلة جزر سليمان وتتحمل عبء الطقس الحار هناك، بينما ستعود كاليدونيا الجديدة إلى الديار لتستضيف تاهيتي في ديربي فرانكفوني خالص. وبعيداً عن الظروف الجوية القاسية التي تنتظرهم في هونيارا، سيستقبل النيوزيلنديون منتخب كاليدونيا الجديدة في مدينة ديوندن وهو ما يعد سابقة من نوعها علماً أنهم اعتادوا على استضافة خصومهم في المدن الأربع الرئيسية للبلاد. وستكون تلك المواجهة فرصة للمنتخب الأبيض ليثأر لنفسه بعد الهزيمة التي تلقاها على يد لي كاجو في نصف نهائي كأس أمم أوقيانوسيا OFCالعام الماضي، تلك المسابقة التي شكلت المرحلة الثانية ضمن تصفيات مونديال البرازيل 2014. وخلال نهائي البطولة القارية تلك، لم تتمكن كالدونيا الجديدة من تحقيق المراد وفسحت المجال لتاهيتي كي تتربع على عرش الكرة في أوقيانوسيا. وستدخل نيوزيلندا هذه المباراة وهي تتمتع بكامل قوتها رغم غياب مدافعها الصلب بين سيجمود بسبب جمعه للبطاقات الصفراء؛ ويتعين على العديد من لاعبي المنتخب الأبيض أن يتوخوا الحذر ويتفادوا الإنذارات التي قد تغيبهم عن الموعد القادم أمام جزر سليمان. وسيشكل هذا النزال بداية لعهد جديد يتولى فيه مدافع ويستهام وينستن ريد شارة الكابتن بعد أن قرر أيقونة المنتخب الأبيض ريان نيلسون اعتزال اللعب في الآونة الأخيرة. المباراة الأخرى: تبدو المباراة التي ستستقبل خلالها تاهيتي منتخب جزر سليمان في بابيتي ببولينزيا الفرنسية خالية من كل تحد أو رهان، علماً أن الطرفين خرجا من المنافسات منذ وقت طويل؛ فجزر سليمان لا تحتكم سوى على فوز وحيد فقط حققته داخل ميدانها في سبتمبر/أيلول الماضي أمام تاهيتي (2-0). غير أن هذا النزال يعد مناسبة أخرى لتاهيتي ومدربها إيدي إيتايتا من أجل خلق الانسجام بين مكونات الفريق استعداداً لمواجهة عمالقة الكرة العالمية ضمن كأس القارات FIFA. وبهذا الخصوص كان حارس مرمى تاهيتي مايكل روش قد صرح حديثاً لموقع FIFA: "كل ثانية نقضيها فوق أرضية الملعب تساعدنا للتحضير جيداً للموعد المقرر في البرازيل". ولعل المثير في قصة تاهيتي هذا العام أنها عاشت على إيقاع التناقضات والنتائج المتباينة؛ فبعد أن انتصرت في خمس مباريات وتربعت على العرش القاري في يونيو الماضي، منيت بأربع هزائم ضمن التصفيات المؤهلة للمونديال. ومن جهته، يبدو أن منتخب جزر سليمان يولي اهتمامه للمستقبل بإشراكه لاعبين جدد في رحلته الطويلة والشاقة إلى الشرق. ويشكل هينري فارودو إلى جانب بنيامين توتوري الذي يعد المحترف الوحيد خارج البلاد بلعبه بين صفوف ويلينجتون فينيكس في الدوري الأسترالي الممتاز، الاسمين البارزين الوحيدين داخل فريق جل عناصره من الشباب. تصريحات : "نيوزيلندا أكثر خبرة منا في المباريات ذات المستوى العالي وعلينا أن نكون واقعيين في هذا الصدد. غير أننا لن نرحل إلى هناك كي نكون فريسة سهلة وسنواصل النضال حتى النهاية." كابتن منتخب كاليدونيا الجديدة، أوليفيير دوكونينجو الرقم: 8 – عدد الأهداف التي سجلها مهاجم كاليدونيا الجديدة الفذ، جورج جوب-فينيبيج، في التصفيات المؤهلة لنهائيات البرازيل 2014عن منطقة أوقيانوسيا. ويتقدم جوب-فينيبيج عن كل من زميله في المنتخب، جاك هايكو، وهداف نيوزيلندا، كريس وود. الدور الأخير في تصفيات أوقيانوسيا، الجولة الخامسة: 22 مارس: نيوزيلندا – كاليدونيا الجديدة (ديوندن) تاهيتي – جزر سليمان (بابيتي) الدور الأخير في تصفيات أوقيانوسيا، الجولة السادسة: 26 مارس: جزر سليمان – نيوزيلندا (هونيارا) كاليدونيا الجديدة – تاهيتي (نوميا).