لا يفصلنا عن 9 مارس سوى أيام قليلة، ولم نر أحدا وقد استعد لرأب فتنة تطل براسها، في ظل ترصد الكثيرين لإيقاظها من جديد .. 9 مارس يوم النطق بالحكم في قضية قتلة ضحايا مجزرة بورسعيد الذين نحسبهم جميعا بإذن الله من الشهداء، وقد قتلوا غدرا بتدبير وتنفيذ من شياطين الإنس، ورغم أنه لم يتبق سوى أربعة أيام فقط، لم أرصد فضائية واحدة ولا سياسي واحد من الذين أغرقتنا دموعهم على التدخل في أحكام القضاء وقف يحذر من أن ما يجري في شوارع بورسعيد و تحركات الألتراس الأهلاوي في القاهرة و الإسكندرية، ما هو إلا محاولة للضغط على هيئة المحكمة للنطق بحكم يتوافق مع وجهة نظر كل طرف من أطراف القضية، يحفظ حقوقها ويحقق أهدافها، وهي أطراف يخطئ من يظن أنها تقتصر على مشجعي ناديين تبارى معا ضمن مسابقة كروية. لم نر ولم نرصد للأسف إلا كل محاولة للنفخ في نار الفتنة المقبلة من أجل كراسي السلطة ومقاعد البرلمان، ولم نسمع عاقلا واحدا يتساءل عن مصير تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها رئيس الجمهورية للبحث في قضايا قتل ضحايا الثورة والذي قال المسئولون عن هذا التقرير أنه يحمل مفاجآت في مجزرة ستاد بورسعيد وموقعة الجمل. ولم نسمع عن هيئة المحكمة أنها استجابت للنائب العام الذي قام بتحويل التقرير لها، أو تصريحا يفيد أن هذا التقرير لا يحمل جديدا، ولا يستحق النظر فيه، ولم يكشف بعد عن رأي مفتي الجمهورية الذي استفتته هيئة المحكمة في أمر 21 متهما لإعدامهم، ومن بينهم متهمين بإلقاء الحجارة على جمهور الأهلي، بل من بينهم مشجع من الأهلي لا ناقة له ولا جمل في المجزرة البشعة. لقد تناسى الجميع عمدا أسباب القضية وراحوا يحتفلون بأحداثها وما يمكن ان ينتج عنها من آثار في صراع السلطة بكل أسف، و أهل بورسعيد الذين كانوا في نظرهم لعام كامل من القتلة أصبحوا ثوارا، وروابط الألتراس التي كانت لعامين كاملين من وقود الثورة باتوا من المخربين الذين يهددون أمن البلد. حما الله كنانته، وحفظها من كل سوء، وأظهر الحق جليا، وفضح كل باطل بإذنه. حما الله كنانته التي لم يحافظ عليها أبناؤها، وثبّت قضاتها للحكم باسمه العدل والحق، وحماهم من ضغط الضاغطين وكيد الكائدين وحنق الحانقين وحقد الحاقدين وتهور المتهورين والساعين إلى كراس زائلة على جثث الشباب ومقدرات شعب بأكمله. اللهم يا ربنا يا ظاهر الحق وزاهق الباطل أعد إلينا السلام إلى نفوسنا وبلادنا، وأزح عنا هذه الغمة التي تكاد تفتك بنا، إنك أنت السميع العليم المجيب. [email protected]