كان مذاق المباراة الأولى مرَا بالنسبة إلى يورجن كلينسمان في تصفيات CONCACAF، ذلك لأن فريقه الذي يعتبر قوة ضاربة في القارة الأمريكية إلى جانب المكسيك أهدر تقدمه بهدف امام هندوراس قبل ان يخرج خاسرا. وكان المدرب الألماني ومعبود الجماهير سابقا عندما كان لاعبا حل بدلا من المدرب السابق بوب برادلي وكانت ابرز أولوياته احداث التغيير. وقد قام بالفعل بإحداث التغيير حيث قاد فريقه إلى أول فوز له على الأرض الايطالية وعلى ملعب أزتيكا الشهير في مكسيكو. لكن المباراتين المذكورتين كانتا وديتين، في حين تعتبر المباريات العشر التي سيخوضها ضمن التصفيات القارية أكثر تنافسية وعادة ما تقام في اجواء عدائية وبالتالي تشكل تحديات من نوع آخر. الخسارة امام هندوراس 1-2 في سان بدرو سولا كانت تاريخية للمنتخب الأمريكي لأنها كانت المرة الأولى التي يسقط فيها في هندرواس في التصفيات. كما انها الخسارة الأولى التي يمنى بها في مستهل مشوار تصفيات كأس العالم منذ اعتماد هذا النظام خلال تصفيات كأس العالم فرنسا 1998 FIFA. وقال كلينسمان في المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة وقد بدا مصدوما بعض الشيء "الخط الخلفي لم يكن السبب الذي ادى الى خسارتنا المباراة". لكن بعض النقاد لم يوافقه الرأي وانتقدوا اختياره لرباعي دفاعي "جميع أفراده تحت الثلاثين من العمر" والمؤلف من قلبي الدفاع عمر جونزاليز من لوس أنجليس جالاكسي وجف كاميرون من الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى الظهيرين فابيان جونسون (25) الذي يلعب في الدوري الألماني وتيمي تشاندلر (22 عاما) والذي كان يخوض أول مباراة تنافسية له. وكان عدم اختيار كليسنمان للمدافع المخضرم كارلوس بوكانيجرا الذي خاض نهائيات كأس العالم مرتين ويملك في رصيده 110 مباريات دولية- أي اكثر من رباعي خط الدفاع مجتمعا- موضع انتقادات كبيرة. وقال كلينسمان ردا على هذه الإنتقادات ومدافعا عن خياره بإشراك جونزاليز صاحب الجسم النحيل والذي ساهم بإحراز لوس أنجليس جالاسكي اللقب المحلي "نعتقد بان عمر جونزاليز جاهز للإرتقاء درجة على المستوى الدولي"، كما وصف جونسون لاعب هوفنهايم الألماني بأنه "احد افضل من شغل مركز الظهير في البوندسليجا وبإمكانه ان يكون احد افضل من شغل هذا المركز في أوروبا". لم يظهر أي لاعب بشكل لافت خلال الخسارة امام هندرواس التي اعتمدت على لاعبين شبات يتمتعون بسرعة كبيرة، بإستثناء لاعب وسط توتنهام كلينت ديمبسي. افتتح ديمبسي التسجيل بتسديدة على الطاير بعد مرور 36 دقيقة مستغلا تمريرة رائعة من جرماين جونز احد اكتشافات كلينسمان بعد بحث عميق. واحتفل المنتخب الأمريكي الساعي إلى بطاقة التأهل إلى النهائيات العالمية للمرة السابعة على التوالي، لكنه وجد صعوبة في الاحتفاظ بالكرة في خط الوسط وسط حرارة مرتفعة. وقد اقيمت المباراة بعد الظهر وسط حرارة مرتفعة جدا علما بأن ثمانية لاعبين من افراد المنتخب الأمريكي يلعبون في اوروبا حيث الحرارة متدنية جدا. لم ينعم المنتخب الأمريكي بالتقدم أكثر من اربع دقائق علما بانها المرة الرابعة على التوالي التي يفرط فيها بتقدمه في التصفيات. جاء هدف التعادل لهندوراس من ضربة مقصية رائعة. تناقل لاعبو هندوراس الكرة على مشارف المنطقة من دون ان يتمكن أي لاعب أمريكي من ابعاد الخطر. ونجح اصحاب الأرض في انتزاع الفوز قبل نهاية المباراة ب11 دقيقة اثر سوء تفاهم بين الحارس المخضرم تيم هاورد وكاميرون سمح للاعب هيوستن دينامو الأمريكي أوسكار بونييك جارسيا بتمرير الكرة امام المرمى المشرع ليتابعها جيري بينجستون الذي يلعب هو الآخر في الدوري الأمريكي داخل الشباك متفوقا على المدافع الأمريكي جونزاليز. وقال هاورد الذي شوهد يصرخ في وجه مدافعيه طوال المباراة إلى موقع FIFA.com"عندما تتقدم خارج قواعدك يتعين عليك حسم المباراة في مصلحتك. لا يمكن ان تدع الفرصة تفوتك، فعندما تدع الفريق المنافس يعود في اجواء المباراة فإنه دائما ما يجعلك تدفع الثمن". ولخص لاعب وسط نادي روما الإيطالي مايكل برادلي نجل مدرب المنتخب الأمريكي سابقا الوضع الحالي مشددا على النظر إلى المستقبل بقوله "يتوجب علينا التضامن في ما بيننا بغض النظر عما يحصل. المباريات التي تقام خارج الديار ليس سهلة دائما". ويعاني برادلي الذي يعتبر كتلة نشاط من غياب زميله في خط الوسط المعتزل اللعب الدولي حاليا لاندون دونوفان. إذا كان من المبكر اطلاق جرس الإنذار، فإن الامور لا تبدو وردية بالنسبة إلى المنتخب الأمريكي في التصفيات القارية التي يعتبرها برادلي بأنها تضم "افضل ستة منتخبات في منطقة CONCACAFفي الوقت الحالي من دون ادنى شك" .الامتحان الأول للمنتخب الأمريكي سيكون على ملعبه في 22 مارس/آذار ضد كوستاريكا التي تغلبت على هندوراس لتحرز لقب بطلة أمريكا الوسطى. وقد اظهر لوس تيكوس قدرته على اللعب خارج ملعبه بعد ان قلب تخلفه بهدفين نظيفين امام بنما إلى تعادل 2-2 في مباراته الإفتتاحية في التصفيات". بعد اربعة أيام على هذه المباراة المصيرية التي يتعين على المنتخب الامريكي الفوز بها، سيتوجه إلى ملعب أزتيكا الشهير لمواجهة غريمه التقليدي المكسيك حيث لم يسبق للمنتخب الأمريكي ان حقق الفوز في التصفيات سابقا. ثم يتعين عليه التوجه إلى كينجستون عاصمة جامايكا حيث خسر في سبتمبر/أيلول الماضي بعد ان تقدم في المباراة أيضا. وختم برادلي قائلا "الأهم هو ما يلي المطبات خارج الديار، لأن المطبات موجودة دائما".