تغلب الأهلي على التوتر والأجواء المشحونة ودفاع الترجي القوي ليجتاز اختبارا صعبا في مباراة ذهاب مثيرة بالدور النهائي لدوري أبطال افريقيا لكرة القدم ويبقي على سعيه نحو لقب سابع في البطولة القارية أمس الاحد بعد التعادل 1-1 مع ضيفه التونسي حامل اللقب. وهز البديل السيد حمدي الذي خاض النهائي الافريقي للمرة الأولى شباك الترجي قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي بعدما افتتح المدافع طويل القامة وليد الهشري التسجيل للترجي بضربة رأس في بداية الشوط الثاني. لكن أجواء غير مألوفة بدت في استاد الجيش المصري في برج العرب على مشارف الاسكندرية في حضور نحو 20 ألف متفرج سمحت السلطات المصرية بدخولهم بعد أكثر من تسعة أشهر من إقامة مباريات الفريق بدون جمهور. وأثار مشهد مدرج كامل ممتلئا بالمشجعين في الاستاد الذي شيدته مصر في سعيها الذي لم يكلل بالنجاح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2010 لمسة من البهجة في الاستاد لكنها أثارت توترا ومخاوف من تكرار مشاهد دامية لمقتل أكثر من 70 شخصا أغلبهم من مشجعي الأهلي حين اجتاح مشجعون منافسون أرض الملعب ولاحقوهم في استاد بورسعيد عقب صفارة النهاية لمباراة في الدوري المصري الممتاز في أول فبراير شباط الماضي. بعد تلك الليلة التي كان لاعبو الأهلي أنفسهم شهودا عليها لم تعد الجماهير إلى الملاعب المصرية. وباستثناء مباراة للزمالك في مرحلة المجموعات بدوري أبطال افريقيا حضرها أقل من ثلاثة آلاف متفرج في استاد آخر تابع للجيش في شرق القاهرة أقيمت مباريات في مسابقات قارية وإقليمية أمام مدرجات خالية في ظل توقف كامل للنشاط الرياضي. وقال محمد يوسف المدرب المساعد للأهلي للصحفيين: "حضور الجمهور كان عاملا مساعدا للأهلي اليوم.. ظل الجمهور يشجع اللاعبين في الدقائق الحاسمة حتى هدف التعادل." وكادت مجموعات مشجعي (الالتراس) تتسبب في منع إقامة مباراة كأس السوبر المصرية التي كان الأهلي طرفا فيها في ملعب برج العرب في سبتمبر ايلول الماضي. وأقيمت المباراة بدون جمهور أيضا وسط إجراءات أمنية مشددة. وشددت السلطات قبضتها الأمنية أكثر في مباراة الأحد ضد الترجي وانتشر مئات الجنود وعشرات العربات المدرعة في محيط الاستاد بينما اصطف عشرات من مشجعي الالتراس - الذين وافقوا على إقامة المباراة لكنهم رفضوا حضورها - رافعين لافتات للتذكير بضحايا بورسعيد. وهتف المشجعون داخل الاستاد "المجد للشهداء" بينما وضعت صور 72 شابا يقول الأهلي إنهم مشجعوه القتلى في الكارثة. وحتى القمصان التي تدرب بها لاعبو الأهلي قبل المباراة حملت الرقم 72. لكن الأهلي تسلح بجماهيره مرة أخرى في أجواء مشوبة بالعواطف رغم توتر بدا على وجوه اللاعبين وهم يجرون تدريبات الاحماء أمام جمهور في ملعب مصري للمرة الأولى منذ ليلة الكارثة. وحين يلتقي الفريقان يوم 17 نوفمبر الجاري في لقاء الاياب الحاسم قد تنتقل هذه الأجواء ربما بحذافيرها إلى تونس - التي عاشت مثل مصر ثورة شعبية في أوائل العام الماضي - حيث سيسمح الترجي للجمهور بالحضور في المدرجات للمرة الثانية على التوالي بعدما ساعده على تجاوز مازيمبي في إياب قبل النهائي الشهر الماضي.