انتهت فعاليات النسخة الثانية من كأس العالم 1934 بتتويج إيطاليا بالجائزة الأكبر في عالم كرة القدم، بعدما فازت على المنتخب التشيكوسلوفاكي بهدفين مقابل هدف في مباراة امتدت إلى الأشواط الإضافية، وحقق موسوليني حلمه بالتتويج بالمونديال على أرضة، واستخدم تلك البطولة من أجل أغراض سياسية وهي دعم الفاشية، وكسب "بوتسو" المدير الفني للمنتخب الإيطالي تحدية للزعيم الإيطالي "موسوليني" كما استعراضنا في الحلقة الماضية. اخترنالك «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل».. صدمة «هتلر» و«موسوليني» يواصل الهيمنة نشرة السادسة: «المعلم» وقيادة «الفراعنة» بالمونديال وتصاعد أزمة الزمالك و«صالح» يرفض الأهلي هدفه في ستوك لم يُدون باسمه... «صلاح» لازال متقدمًا على «كين» ب5 أهداف صور.. «نوفل» يبدأ رحلته إلى روسيا بالدراجة لمؤازرة «الفراعنة» بالمونديال يومًا بعد يوم يزداد شغف الجماهير باللعبة الوليدة حديثًا في البشرية ويزداد تعلقهم بها، ولم يقتصر الأمر على الجماهير فقط، بل وصل إلى أن كرة القدم اصحبت موضع اهتمام للزعماء والرؤساء من أجل استخدامها في أغراض أخرى، لتتصارع الدول من أجل أخذ شرف استضافة الحدث الكروي الأكبر في البشرية، لذلك عقد الأتحاد الدولي لكرة القدم برئاسة الفرنسي جول ريميه اجتماعًا في برلين في شهر أغسطس وبالتحديد في يوم الرابع عشر لتحديد هوية مستضيف البطولة الأكبر في العالم، وتم التصويت واختيار فرنسا لاستضافة البطولة والتي يعود لهذا البلد الفضل في تطوير اللعبة عن طريق الأفكار الجديدة التي كانت تقدمها "للفيفا"، ولكن اختيار فرنسا لم يعجب القارة الاتينية، حيث أنهم كان يعتقدون بأن سيكون هناك تناوب بين القاراتين على استضافة الجائزة الأكبر في عالم كرة القدم، ونال هذا الأختيار سخط الصحافة والمتابعين للكرة القدم في مختلف قارة أمريكا الجنوبية، لذلك لم تشارك الأرجنتين وصيفة النسخة الأولى من المونديال وكذلك الأوروجواي بطلة النسخة الأولى لكأس العالم، للمونديال الثاني على التوالى وايضًا تغيبت أسبانيا بسبب قيام الحرب الأهلية هناك وتم التأكيد على مشاركة إيطاليا كبطل للمونديال وفرنسا كمستضيف، للمرة الأولى في تاريخ كؤوس. وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مشاركة 16 منتخب في البطولة، حيث تم تخصيص 11 مقعدًا لقارة أوروبا ومقعدين للامريكتين ومقعد آسيوي بالاضافة إلى فرنساوإيطاليا، وشهدت هذه النسخة من البطولة أقل عدد مشاركين من خارج القارة الأوروبية وهو جزر الهندالشرقية وهي أندونسيا حاليا لتكون أول دولة أسيوية تشارك في كؤوس العالم، وكوبا التي تشارك لأول مرة في تاريخها، والبرازيل التي لم تغب شمسها عن كأس العالم إلى الأن. وتأهلت النمسا إلى كأس العالم ولكنها لم تشارك في المونديال بسبب اتحادها مع ألمانيا النازية، ليبقى هذا المقعد فارغ ويكون عدد المنتخبات الذاهبة إلى أرض فرنسا 15 منتخبًا فقط، وهم كالتالي: (ألمانيا- إيطاليا- فرنسا- كوبا- البرازيل- أندونسيا- السويد- سويسرا- المجر- رومانيا- تشيكوسلوفاكيا- هولندا- بلجيكا- النرويج- بولندا). وكانت هذه البطولة قبيل الحرب العالمية الثانية الأمر الذي أضفى على هذه البطولة جانب سياسي أكثر من كونه جانب رياضي، حيث ارادت إيطاليا الفوز بالبطولة الثانية على التوالي من أجل بيان قوة نظامها الفاشيي الذي يقودة الديكتاتور الإيطالي بينتو موسوليني، وبسط سيطرتها على العالم من بوابة كرة القدم، كما ارادت ألمانيا بقيادة زعيمها النازي "هتلر" الشخص الذي أشعل فتيلة الحرب الأكثر دمار في تاريخ البشرية، أن يحصل على البطولة الأكبر في البشرية من أجل التأكيد على المبادئ النازية وقوتها، أما فرنسا المنظمة كانت تمني النفس بالظفر بأول لقب لها على أرضها وبين مناصيريها. وقدمت فرنسا نموذج مشرف في التنظيم حيث أنها خصصت 11 ملعب لأستضافة فعاليات البطولة وجاءت الملاعب كالتالي: (بارك دي برينس بباريس، ستاد فيلودروم بمارسيليا، ملعب اولمبيك دي كولومبوس بباريس، ملعب هنري جوري بمدينة ليل، ملعب جول ديشازو ب لو هافر، ملعب شابان-دلماس ببوردو، ملعب دو فورت كاري في أنتيب، ملعب جيرلان في ليون، ملعب تولوز البلدي في تولوز، ستاد دو لامينو في ستراسبورج، ملعب اوجست ديلاون في مدينة ريمس). وابقى الأتحاد الدولي "فيفا" على نفس نظام البطولة وهو خروج المغلوب من الدور الأول وفي حالة أنتهاء المباراة بالتعادل في الوقت الأصلي والأضافي يتم اللجوء إلى إعادة المباراة ليكون مونديال فرنسا هو أخر كأس عالمي يستخدم فيه هذا النظام وتم استبدالة واللجوء إلى نظام المجموعات من جديد. وانطلقت النسخة الأخيرة من الجائزة الكبرى في عالم كرة القدم قبل الحرب العالمية الثانية في الرابع من يونيو1938، وتمكن المنتخب المضيف من إجتياز الدور الثمن النهائي بعد تفوقه على بلجيكا بثلاثة أهداف مقابل هدف، فيما فجرت سويسرا مفجاءة "صارخة" بإطاحته لألمانيا النازية بعدما تعادلوا في المباراة الأولى 1-1 ليتم اللجوء إلى مباراة إعادة، وأقيمت المباراة في يوم التاسع من يونيو واكتسح المنتخب السويسري "الماكينات" الألمانية برباعية مقابل هدفين وسط صدمة من الصحافة الألمانية التي راهنت على هذا المنتخب كما أصابت "هتلر" حالة من الصدمة بعد الخروج حيث أنه كان يرغب من أن يكون كأس العالم هو تأكيد للقوة النازية وخطوة لبسط سيطرته على العالم ولكن كل ذلك بات سراب، وفي باقي المبارايات تأهلت إيطالياوكوباوالبرازيل وتشيكوسلوفاكيا والمجر والسويد التي تأهلت دون اللعب. وفي دور الثمانية اصطدمت إيطاليا الذي كان مازال يدربها المدرب الإيطالي "بوتسو" بالدولة المنظمة فرنسا، ولقن "الطليان" "الديك" الفرنسي درس قاسيًا للغاية وبثلاثية مقابل هدف ليطيح بصاحب الأرض والجمهور خارج البطولة، وكانت هذه المباراة سياسية أكثر من كونها رياضية لأن إيطاليا الفاشية كانت هي خصم فرنسا في الحرب العالمية الثانية حيث أنضمت فرنسا إلى الحلفاء فيما كانت إيطاليا من دول المحور، وتمكنت البرازيل من إقصاء وصيف النسخة السابقة التشيكوسلوفاكيا في المباراة المعادة بنتيجة 2-1، واكتسحت السويدكوبا بثمانية أهداف نظيفة، وتأهلت المجر بعد فوزها على سويسرا 2-0. ليصطدم العملاق البرازيليبإيطاليا الفاشية بطلة العالم، وكانت هناك تفائل شديد لدى الجانب البرازيلي بتخطي عقبة بطل العالم ولكن إيطاليا أظهرت من جديد صلابتها وقوتها وتمكنت من هزم الطموح البرازيلي بهدفين مقابل هدف ليتأهل منتخب "موسوليني" إلى المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي، وفي المباراة الثانية اكتسحت المجر منتخب السويد بخماسية مقابل هدف، ليتجدد الصراع الأوروبي من جديد في نهاية كأس العالم. وتمكنت البرازيل من حسم المركز الثالث بعد أمطار شباك السويد برباعية مقابل هدفين. وفي التاسع عشر من يونيو بباريس وبالتحديد في ملعب اولمبيك دي كولومبوس كان موعد المباراة النهائية بين الفريق الإيطالي بطل العالم وبين المنتخب المجري الذي راهن عليه الجميع في الحصول على البطولة نظر للاعيبة المتميزة الذي كان يضمها المجر في ذلك الوقت، وأرسل موسوليني عشية المباراة النهائية برقية إلى الاعبيين من ثلاث كلمات وهي "النصر..او..الموت" وكانت الجماهير الفرنسية تساند المجر حيث أنها كانت تكره دولة موسوليني الفاشية ولأنها أيضًا خصم في الحرب الذي كانت قدأقتربت، وبدء اللقاء ولم يمهل جينوكولايساي المجر سوى6دقائق ليقص شريط البداية ويحرز الهدف الأول "للطليان" ولكن المجر تمكنت من العودة سريعًا عن طريق "تيتكوس" عند الدقيقة الثامنة وسط فرحة من الجماهير الفرنسة المحتشدة في العاصمة باريس، ولم تمضي سوى 8 دقائق ليحرز"بيولا" هدف إيطاليا الثاني عند الدقيقة ال16، ثم يأتي "كولايساي " ويسجل الهدف الثاني له والثالث لمنتخبه عند الدقيقة ال35، وقبل 20 دقيقة من نهاية المباراة قلص "شاروشي" النتيجة للمجر ليشعل بذلك المباراة من جديد، ولكن "بيولا" أحرز الهدف الثاني له والرابع لأيطاليا، لتنتهي المباراة بتتويج ثاني "للطليان" وسعادة بالغة من الاعبيين والمدرب "بوتسو" حيث أنقذوا رقابهم من هذا الديكتاتور الفاشي "موسوليني"، لذلك قال انتل زيرب حارس مرمى المجر(ربما أدخلت أربعة أهداف في مرماي، لكني على الأقل أنقذت أرواحهم). لتواصل بذلك إيطاليا هيمنتها على الكرة العالمية وتصبح أول منتخب يحصل على بطولة كأس العالم مرتين متتاليتين تحت قيادة "بوتسو" الذي صنع مجد إيطاليا في العصر القديم، واستقبل بينتو موسوليني الاعبين في قصر فينسيا في العاصمة روما واعطى كل لاعب 8ألف ليرة إيطالية لأنهم قاموا برفع منزلة الفاشية في العالم. إحصائية عن البطولة: أقيمت 18 مباراة خلال البطولة بأكملها. شهدت البطولة تسجيل 84 هدف عن طريق 42 لاعب. 375 الف متفرج هي حصيلة الحضور الجماهيري. البرازيلي ليونيداس هو الهداف التاريخي للبطولة برصيد 7 أهداف. ليتوقف بذلك كأس العالم بسبب اندلاع الحرب الأكثر وحشية في تاريخ البشرية لمدة 12 عامًا، وإلى هنا تنتهي الحلقة الرابعة من «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل»، انتظرونا في موعد جديد وحكاية جديدة عن كأس العالم.. «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل».. صدمة «هتلر» و«موسوليني» يواصل الهيمنة «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل».. صدمة «هتلر» و«موسوليني» يواصل الهيمنة «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل».. صدمة «هتلر» و«موسوليني» يواصل الهيمنة «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل».. صدمة «هتلر» و«موسوليني» يواصل الهيمنة «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل».. صدمة «هتلر» و«موسوليني» يواصل الهيمنة «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل».. صدمة «هتلر» و«موسوليني» يواصل الهيمنة «المونديال.. كما لم تعرفه من قبل».. صدمة «هتلر» و«موسوليني» يواصل الهيمنة