أحرز باريس سان جرمان الفرنسي لقبه الأول هذا الموسم بعد تتويجه بلقب بطولة اوروبا للانتقالات بعدما أنفقت إدارة النادى مبلغ 147 مليون يورو للتعاقد مع لاعبي كرة القدم، فى الوقت الذى انخفض فيه مجموع الانفاق الأوروبي على شراء اللاعبين إلى 8ر1 مليار يورو مقابل معدل 2ر2 مليون بين 2008 و2011. ومع الأخذ بعين الاعتبار التعاقد الجنوني الأخير لزينيت سان-بطرسبرج الروسي، جلبت الاندية الأوروبية 20 لاعبا بقيمة 15 مليون يورو مقابل 26 عام 2011 و33 عام 2009. وفي معظم البطولات الاوروبية، غلب التقشف والصرامة وتقليص النفقات على مشاريع انتقالات الاندية. فالازمة الاقتصادية التي تضرب القارة العجوز بالاضافة الى مبدأ اللعب المالي النظيف للاتحاد الاوروبي لكرة القدم، أجبرت الاندية على تهدئة نشاطها فى مجال التعاقد مع لاعبين جدد. الأرقام صارخة في إسبانيا: انفاق 360 مليون كمعدل بين 2008 و2011 لفترة الانتقالات الصيفية، مقابل 126 مليون فقط في الصيف الحالي. وذهبت أيام الانفاق ببذخ، على غرار الفترة التي انفق فيها ريال مدريد 95 مليون يورو لضم كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد الانجليزي في صيف 2009. وكان الانخفاض كبيرا في البطولات الاخرى، ففى الدورى الانجليزى تم انفاق 470 مليون هذا الصيف مقابل 556 مليون فى المتوسط بين عامى 2008 و2011. أما توضيح اضمحلال الدوري الايطالي فيظهر في بيع ابرز لاعبين في صفوف ميلان المختنق ماليا، مثل البرازيلي تياجو سيلفا والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش الى باريس سان جرمان، الذي اشترته العام الماضي مجموعة قطر للاستثمار الرياضي المعتمدة على احتياطي هائل من الغاز الطبيعي في الدولة الخليجية. ويقدر الاتحاد الاوروبي، وفقا لمعلومات معتمدة نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية، أن الاندية الفرنسية انفقت 235 مليون يورو هذا الصيف مقابل متوسط انفاق بلغ 206 مليون بين عامى 2008 و2011، وبالتالى كسبت نحو 169 مليون يورو من بيع اللاعبين. لكن سان جرمان لوحده تكفل بدفع 147 مليون يورو، بما فيه 40 مليون يورو لضم البرازيلي لوكاس مورا من ساو باولو الذي سينضم لفريق العاصمة عند انتهاء الدوري البرازيلي في يناير 2013. والمؤكد أن القوة القطرية-الباريسية حسمت لقب بطولة اوروبا لشراء اللاعبين، فيما عجز الرباعي الانجليزي والاسباني والايطالي والالماني عن المواجهة، فانتقل لقب المنافس الشرائي الى روسيا، بعدما أرهب زينيت سان-سطرسبرج سوق الانتقالات بضم البرازيلي هولك من بورتو البرتغالي والبلجيكي اكسل فيتسل من بنفيكا البرتغالي مقابل نحو 80 مليون يورو، فيما رجحت وسائل الاعلام الروسية اقتراب الرقم من مئة مليون يورو!. وينتمي زينيت الى مجموعة "جازبروم" عملاق الغاز الطبيعي فى روسيا. كما أنفق نادى انجي ماكاشكالا التابع لعملاق النفط الروسي سليمان كريموف 79 مليون يورو مؤخرا، في حين دفع روبين كازان الواقع في منطقة تترستان الغنية بالبترول 4ر69 مليون يورو. وبهذا تكون الندية الروسية قد أنفقت هذا الصيف لوحده نحو 200 مليون يورون وهو ما يزيد عما تم انفاقه فى الفترة بين عامى 2008 و2011، وهى الفترة التى شهدت انفاق 112 مليون يورو. يعتمد زينيت مثله مثل باريس سان جرمان على وفرة أموال مالكيهما. وذلك خلافا لبايرن ميونيخ الالماني الذي يولّد ايراداته بنفسه، وانفق نحو 70 مليون يورو بينها 40 للاسباني خافي مارتينيز، ليشعل بايرن المنافسة على الانفاق مع باقى الأندية الألمانية التى أنفقت مجتمعة نحو 227 مليون يورو هذا الصيف مقابل 175 يورو بين عامى 2008 و2011.