«كاراباج» من معمودية النار إلى أضواء دوري الأبطال

انتهى الأمر بقرة باخ، أو "كاراباج" بطل الدوري الأذربيجاني لكرة القدم لأربعة مواسم متتالية، أن يبلغ هدفه: سيكتشف هذا النادي القادم من منطقة دمرتها الحرب "معمودية النار" في مسابقة دوري أبطال أوروبا عندما يحل الثلاثاء ضيفا على تشلسي، بطل إنجلترا.
اخترنالك
اتحاد الكرة يكشف مصير «عودة الجماهير» وموعد حسم الأمر
إيقاف لأجل غير مسمى.. عقوبات رادعة تنتظر حكم مباراة الأهلي والجيش
عصام عبدالفتاح يعترف بوجود أخطاء تحكيمية في مباراة الأهلي والجيش
عمرو جمال يُسجل هدفًا عكسيًا يُطيح بفريقه بيدفست من كأس السوبر
وتعين على قرة باخ كي يهدي البلد القوقازي الصغير أول مشاركة في البطولة الأوروبية، أن يجتاز ثلاثة ادوار تمهيدية آخرها على حساب كوبنهاجن الدنماركي في البلاي أوف (الذهاب 1-صفر والإياب 1-2) بتسجيله هدفا خارج أرضه.
وصرح مدرب الفريق قربان قربانوف لوكالة فرانس برس "كان هدف فريقنا منذ زمن بعيد ان نشارك في البطولة الأوروبية العريقة"، معربا عن أمله بان تكون البداية جيدة ضد فرق قوية في المجموعة الثالثة التي تضم أيضا اتلتيكو مدريد الاسباني وروما الايطالي.
وأضاف المدرب الأسطوري في بلاده "منافسونا أقوياء جدا وأصحاب خبرة، لكننا جاهزون لبذل كل ما نستطيع في كل مباراة".
وبدأ قربانوف (45 عاما) الإشراف على قره باخ عام 2008، ويتولى هذا المهاجم الدولي السابق المهمة للموسم العاشر على التوالي، أي انه الأقدم بين مدربي الفرق ال 32 المشاركة في المسابقة الأوروبية.
ويدافع قربانوف، المعجب بجوسيب جوارديولا، عن نظرة في كرة القدم قريبة من تلك التي يملكها المدرب الاسباني لمانشستر سيتي الانكليزي، مبررا بذلك ما يطلق على فريق قره باخ بأنه "برشلونة القوقاز".
وتحتل قصة هذا النادي اليوم واجهة المشهد وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بمنطقة ناغورني قره باخ، المنطقة الانفصالية في غرب البلاد والمتنازع عليها بين اذربيجان وارمينيا ومسرح حرب أدت إلى 30 ألف قتيل ومئات آلاف اللاجئين بين 1988 و1994.
والاسم الكامل للنادي هو قره باخ اغدام نسبة إلى المدينة التي تأسس فيها وأصبحت غير موجودة الآن بعد ان اجتاحتها الحرب وهجرت، في حين ان المنطقة التي هي عاصمتها مقسومة إلى قسمين: غربي تسيطر عليه سلطات ناغورني قره باخ المدعومة من ارمينيا، وشرقي تسيطر عليه اذربيجان.
ولم يتم التوقيع على اي وقف لاطلاق النار، وتحدث اشتباكات باستمرار على طول خط الجبهة. واصبح الفريق مرغما منذ اكثر من 20 عاما على خوض مبارياته البيتية في العاصمة باكو التي تبعد اكثر من 350 كلم.
وهذا الامر لا يمنع ان يكون النادي مدعوما على مستوى البلاد كلها، وقالت المشجعة نارمينا فالييفا (29 عاما) لوكالة فرانس برس "نجاح قره باخ وحدنا جميعا، الشباب والكهول، النساء والرجال وكل مشجعي الاندية الاخرى في اذربيجان".
وأضافت "هذا الامر (المشاركة) مهم جدا لا سيما ان قره باخ يمثل ارضنا المحتلة، والعالم بأسره سيكون على علم بمشكلتنا".
وكانت بداية هذا النادي غير مستقرة لانه كان تابعا لنقابة العمال الزراعيين، ففي العام 1968، وبعد ثلاثة مواسم في الدوري الاذربيجاني، تم حله بسبب عدم توفر الدعم وسوء النتائج.
وابصر النادي النور من جديد عام 1977، وبدأ اللعب في الدرجات الدنيا السوفياتية حتى تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، واحرز اول القابه المحلية الخمسة في 1993، العام الذي ارغمته فيه الحرب على نقل مقره.
وناضل الفريق في السنوات التالية من اجل البقاء ماديا حتى توقيع اتفاق رعاية ضخم مع العملاق المحلي "ازرسون" لتصنيع المنتجات الزراعية سمح باجتذاب لاعبين اجانب.
ولا يملك قره باخ في صفوفه نجوما مميزين، لكنه يضم بعض اللاعبين من اصحاب الخبرة مثل الاسبانيين ميشال وداني كينتانا اضافة الى الجنوب افريقي دينو ندلوفو صاحب الهدف الذي منحه بطاقة التأهل الى دور المجموعات.
وحسب تحقيق نشر نتائجه مؤخرا صحافيون اوروبيون، انفقت اذربيجان مبلغ 2,5 مليار يورو بين 2012 و2014 من اجل الحصول على الدعم الخارجي وتحسين سمعتها، في حين تتهم باستمرار بعدم احترام حقوق الانسان.
وتمر +القوة الناعمة+ لباكو ايضا عبر الرياضة حيث نظمت اذربيجان في 2015 اول العاب اوروبية في التاريخ. وفضلا عن تنظيمها احدى مراحل بطولة العالم للفورمولا واحد، ستستضيف اذربيجان بعض مباريات كأس اوروبا 2020 لكرة القدم والتي ستقام في عدة دول اوروبية.