قبل 33 عاما حصل أليخاندرو سابيا على فرصة للعب في الدوري الانجليزي لكرة القدم بدلا من دييجو مارادونا وها هو يسير على خطى النجم الشهير بعدما تولى تدريب منتخب الأرجنتين في مشواره نحو التأهل إلى كأس العالم 2014. وتولى سابيا مسسئولية الأرجنتين بعد إقالة سيرجيو باتيستا الذي قاد المنتخب خلفا لمارادونا عقب كأس العالم في العام الماضي لكنه قدم نتائج ضعيفة مع الفريق في كأس أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) في الشهر الماضي. وكان سابيا يتمتع بالمهارة أيضا مثل مارادونا لكن شهرة الأخير تفوقه بكثير في الملاعب بينما الأول يتحلى بهدوء أكبر وتفكير أعمق كمدرب. وتوجه هاري هاسلام مدرب شيفيلد يونايتد إلى الأرجنتين في أواخر السبعينات من القرن الماضي للتعاقد مع الصاعد مارادونا من أجل ناديه الذي كان يلعب حينذاك في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي. لكن المقابل المادي لمارادونا كان باهظا للغاية ليبحث هاسلام في مكان آخر ويضم سابيا الذي كان أقل شهرة من نوربرتو ألونسو في ريفر بلات الرجنتيني. وتصادف انتقال سابيا مع انضمام الثنائي الأكثر شهرة وهما اوزفالدو ارديليس وريكاردو فيلا إلى توتنهام هوتسبير الإنجليزي بعد فوزهما بكأس العالم مع الأرجنتين في 1978. وأمضى سابيا ثلاثة مواسم في انجلترا ولعب في دوري الأضواء مع ليدز يونايتد لكن بطء سرعته لم تقترن بمهاراته الجيدة ليعود إلى الأرجنتين. وجاء نجاح سابيا في بلاده مع استوديانتس ليفوز معه بالدوري مرتين مع المدرب كارلوس بيلاردو الذي قاد الأرجنتين بفضل مهارات مارادونا للفوز بكأس العالم 1986. ولعب سابيا القليل من المباريات الدولية تحت قيادة بيلادرو قبل أن يعود من جديد في منتصف التسعينات من القرن الماضي كمساعد لدانييل باساريلا في منتخب الأرجنتين بكأس العالم 1998. وساهمت خبرة سابيا في توليه منصب المدرب للمرة الأولى والوحيدة عندما قاد استوديانتس في مارس 2009. ونجح سابيا في قيادة استوديانتس نحو لقبه الرابع في كأس ليبرتادوريس بمساعدة خوان سيباستيان فيرون أحد أفضل لاعبي النادي عبر تاريخه عندما تغلب الفريق في مفاجأة كبيرة على كروزيرو بالبرازيل في إياب الدور النهائي. ولعب أستوديانتس في نهائي كأس العالم للأندية مع برشلونة في أبوظبي خلال ديسمبر 2009 وكان متقدما بهدف دون مقابل حتى الدقيقة 88 قبل أن يخسر 2-1 عقب وقت إضافي. واحتل استوديانتس المركز الثاني في المرحلة الختامية للدوري الأرجنتيني موسم 2009-2010 ثم فاز الفريق باللقب في المرحلة الافتتاحية للمسابقة خلال ديسمبر الماضي. لكن سابيا استقال فجأة قبل أيام من بداية المرحلة الختامية للدوري في فبراير الماضي بسبب خلافات مع مجلس إدارة النادي بشأن التعاقدات الجديدة على ما يبدو لكن الأسباب الحقيقية لم تعلن على الملأ مطلقا. وقد تصبح خسارة استوديانتس مكسبا للبلاد بأكملها إذا نجح سابيا فيما فشل فيه مارادونا بجنوب إفريقيا في العام الماضي وقيادة مجموعة من أكثر لاعبي العالم مهارة للفوز بلقب كبير مرة أخرى في البرازيل التي تستضيف كأس العالم 2014.