بمجرد الإعلان عن تورط البرازيلي جواو هافيلانج رئيس الحصول على رشاوى خلال فترة تولية سدة الحكم في دولة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من شركة أي اس ال للتسويق .. انتفض الثعلب العجوز سيب بلاتر خلفه في رئاسة إمبراطورية كرة القدم .. فقد اقترب رفع الستار عنه باعتباره "الرجل الثاني" واقتربت النيران من عرشه علي اساس انه اذا لم يكن متورطا في الأمر بشكل مباشر فانه على الاقل كان مشاركا فيها سواء بالتلميح أو التصريح دون الكشف عنها. وفي حقيقة الأمر فان ما حدث لا يعد مفاجأة .. فعندما فكر هافيلانج في الرحيل من دولة الفيفا بعد سنوات طويلة من احتكار الحكم تحت شعار الاكتفاء بهذا القدر .. لم يكن لديه أفضل من الرجل الثاني وسره الدفين الذي يعلم كل كبيرة وصغيرة عما دور خلف الكواليس ويمتلك كافة الملفات الساخنة ولديه شفرة الإدارة, دون ان يعبث ورائه .. ولم يكن يدور في خلده للحظة ان الثعلب السويسري سينفض يده منه بمجرد إزالة اللثام عن فضائح الرشاوى والعمولات الخفية التي كانت تدخل جيوب الرئيس السابق ومعه رئيس الاتحاد البرازيلي السابق أيضا وعضو اللجنة التنفيذية ريكاردو تيكسيرا.
وكانت الشرارة التي أطلقت الحمم البركانية ضد زعيم دولة الفيفا اعتراف مسئولين كبار داخل هذا الكيان بحصول عدد من المسئولين السابقين وفي مقدمتهم هافيلانج على رشاوى من شركة التسويق .. وان الاتحاد الدولي وافق على دفع مليوني ونصف مليون فرنك سويسري مقابل عدم تحريك أي دعاوي قضائية ضد رئيس الاتحاد السابق ومعه مواطنه تيكسيرا.
وزادت الأمور اشتعالا من خلال التقرير الذي نشره المدعي العام السويسري بان بلاتر كان على دراية بكل ذلك, وان الموضوع برمته لم يخضع للتحقيق من الجهات المسئولة داخل الاتحاد وذلك لان هناك العديد من الأطراف لها أصابع خفية في الأمر وان المسئول المالي نفسه يعتبر شاهد عيان على كل ما حدث .. وان التقرير كشف عن أن هافيلانج كان المسئول عن التوقيع مع شركة التسويق باسم الفيفا عام 1997 ثم من بعده بلاتر الذي تولي المسئولية خلفا له .
وقال التقرير أن هافيلانج حصل من الشركة ومعه تيكسيرا على حوالي 14.4 مليون جنيه إسترليني , وان هذا الثنائي نقلا سيطرتهما على الساحة البرازيلية لمدة نصف قرن الى الساحة العالمية .. وان الأخير الذي يرتبط بصلة نسب مع رئيس الاتحاد الدولي السابق اضطر للتنحي عن رئاسة اتحاد بلاده والخروج من اللجنة التنفيذي للفيفا قبل كشف المستور الاعلان عن محتويات التقرير.
وتشير بعض المصادر الي ان تيكسيرا وهافيلانج حاولا منع إعلان التقرير باللجوء إلى القضاء السويسري ولكنهما فشلا في ذلك.. وان الفيفا وافق على تسوية الأمور من خلال دفع تعويضات للشركة وانه على ضوء ما ذكره التقرير فان بلاتر لم يكن ضمن قائمة المرتشين وانه ليس متورطا باي شكل من الإشكال في الأمر.