مع كل المرارة التى نشعر بها جميعا جراء الخروج المهين والمؤسف من التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية المقررة إقامتها 2013 بجنوب إفريقيا، وهى سابقة نادرة الحدوث أن يخرج بطل إفريقيا القياسي منتخبنا الوطني من لعبة نهائيات كأس الامم للمرة الثانية على التوالى فى أقل من عام فقط على الخروج الماضى أمام جنوب إفريقيا بالقاهرة العام الماضى، إلا أنني وجدت نفسي متعاطفا مع الأمريكي بوب برادلى المدير الفنى للفراعنة لعد أسباب وهي: أولا: توقف النشاط الرياضى فى الكرة المصرية على خلفية كارثة بورسعيد الدامية التى ألغى الدورى الممتاز على أثرها وأتمنى ألا تطول ناديي الأهلى والزمالك فى مشواريهما الإفريقي الذى يبدأ بعد أيام قليلة، برغم توافر المبارايات الودية والمعسكرات التى وفرتها اللجنة التنفيذية التى تقود الجبلاية مؤقتا سواء داخليا أو خارجيا، فدائما ما يعتمد الفراعنة على نجومه المحليين من الدورى الممتاز لكن هذا أثر على مستوى كل النجوم حتى المحترفون منهم مثل الجباس فى بلجيكا الذى لا يرقى مستواه للمنتخب وكذلك إصابة أحمد المحمدى وافتعال زيدان لمشكلة التعاقد فى الصين واتضح أنه فى القاهرة وزار نجل الرئيس المخلوع برغم نفيه مرارا. ثانيًا: التغيير والتجديد فى دماء المنتخب الوطنى بدخول عناصر لم تعتد بعد اللعب الدولى سواء لدخولها للمرة الأولى فى صفوف الفراعنة مثل عاشور التقى وأحمد تمساح أو صغر سنها وعدم الخبرة مثل أحمد حجازى والننى وصلاح . ثالثًا: التناحر الدائم بين برادلى ورمزى مدرب المنتخب الأوليمبي وكأنه يتصيد له الأخطاء بسبب اللاعبين الذين يضمهم برادلى من المنتخب الأوليمبي وحاجة رمزى لهم واتهامه برادلى بالإصرار على ضمهم مما أربك الجهاز الفنى للفراعنة وكذلك إصرار رمزى على ضم لاعبين على خلاف أخلاقى مع برادلى وهما أحمد عيد عبدالمللك وعمرو زكى اللذان اصطحبهما للبطولة العربية التى خرج منها مطأطأ الرأس متهما برادلى بأنه وراء سوء النتائج بسحبه أفض اللاعبين منه للمشاركة فى تصفيات الأمم الإفريقية ولم يكتف بذلك بل يفكر فى ضم محمد زيدان الذى انسحب من الفراعنة متعمدا بداعى الاحتراف فى الصين وهو ما لم يحدث. رابعًا: خروج أكثر من لاعب بالمنتخب الوطنى من تركيزه لأسباب مختلفة مما أثر على أداء الفريق فى مباراتى إفريقيا الوسطى ذهابا وإيابا مثل: محمد زيدان وتفكيره فى الاحتراف الصيني بعد أن كان فى أحد أقوى الدوريات العالمية وكذلك حسنى عبدربه أحد الأعمدة الرئيسية فى المنتخب الوطنى الذى انشغل هو الآخر بالتعاقد مع الاتحاد أو النصر السعوديين لرغبته فى عدم الاستمرار مع الإسماعيلي بسبب الأزمة المالية التى يمر بها وأيضا محمد الننى الذى انخفض مستواه بشدة فى لقاءي الوحوش الضارية بالإسكندرية وبانجى بسبب تفكيره فى العروض المحلية من الأهلى بالتحديد والخارجية مع بازل السويسرى ومعهم الحضرى غير المستقر فنيا وبدنيا لابتعاده عن الأندية منذ أزمته الشهيرة مع المريخ السودانى وكذلك أزمة متعب مع الجهاز الفنى بعد مباراة موزمبيق والتى استمرت مع غينيا ومباراة إفريقيا الوسطى الأولى.. وأخيرا المستوى الفنى السيئ الذى ظهر عليه تميمة الفريق وأفضل اللاعبين محمد أبوتريكة صاحب اللمسات الحريرية ولا أحد يعرف سر هذا التراجع برغم تألقه الشديد فى الفترة التى سبقت لقاءى إفريقيا الوسطى. خامسًا: الغيابات المؤثرة لبعض اللاعبين بسبب الإصابات مثل وائل جمعة برغم نغمة كبر السن التى ترددت أخيرا حيث ترك فراغا كبيرا فى الدفاع المصري ومعه محمد عبدالشافى الذى تألق فى المباريات الأخيرة مع الفراعنة وكذلك وأحمد المحمدى الظهير الأيمن المحترف فى إنجلترا. ×× ولكن رغم كل النقاط السابقة التى لم يكن ذكرها لتبرير الخروج المهين فهناك أيضا نقاط إيجابية لم يستطع برادلى وكتيبته استغلالها مثل الدعم الإعلامى المرئي والمسموع الذى لم يحظ به المدربون الوطنيون الكبار مثل محمود الجوهرى ومحسن صالح وأنور سلامة وأخيرا حسن شحاتة.. وكذلك توفير المباريات الودية التى طلبها والمعسكرات الخارجية برغم إلغاء بعضها الذى أربك برنامج التدريب لكن فى الوقت نفسه كانت هناك البدائل المتاحة. ×× وحسنا فعل الاتحاد المصري لكرة القدم عندما جدد الثقة فى برادلى ومعاونيه لاستكمال مشوار تصفيات كأس العالم الذى نسير فيه بخطوات ثابتة فى الدور الأول بتصدر مجموعتنا وهو ما جاء رد فعله سريعا من برادلى الأمريكانى الذى تعهد بالتأهل الثالث فى تاريخ مصر للمونديال.. وهو الأهم هنا فبرغم حسرة الخروج من أمم إفريقيا 2013 إلا أن التأهل لمونديال البرازيل سيمحو كل هذه المرارة وسيدخل الكرة المصرية مرحلة جديدة من التوهج الكروى التى نستبشر بها خيرا مع الرئيس الجديد للجمهورية الدكتور محمد مرسي. ×× نتمنى جميعا كل الخير والتوفيق للأهلى والزمالك فى مشوارهما الإفريقي الذى يبدأ السبت للزمالك فى غانا والأحد بالقاهرة للأهلى بدورى المجموعات الإفريقي لتستعيد مصر مكانتها الإفريقية على مستوى الأندية بعد غياب أميرة البطولات عن القاهرة منذ 4 سنوات كاملة.