لا يستطيع أحد أن يشكك فى القوة الهجومية الضاربة التي يتمتع بها المنتخب الالماني لكرة القدم بوجود الرباعي ماريو جوميز وتوماس مولر ولوكاس بودولسكي ومسعود اوزيل، لكن قلب الدفاع هولجر بادشتوبر يرى ان خط دفاع ال"مانشافات" يحمل مفتاح نجاح فريق المدرب يواكيم لوف في كأس أمم أوروبا 2012. فقد تمكن المنتخب الالماني، الباحث عن لقبه الاول على الصعيدين القاري والعالمي منذ تتويجه بطلا للقارة العجوز عام 1996 على حساب تشيكيا بفضل مديره الحالي اوليفر بيرهوف، من حجز مقعده في بولندا واوكرانيا 2012 بعلامة كاملة بعد ان خرج فائزا من مبارياته العشر ثم واصل مسلسل انتصاراته في النهائيات بعد ان تفوق على البرتغال ثم هولندا والدنمارك، رافعا مسلسل انتصارات في المنافسات الرسمية الى 14 على التوالي حيث كان قد أنهى مشاركته في مونديال جنوب افريقيا 2010 بالفوز على الاوروجواي في مباراة المركز الثالث. وغالبا ما ينال لاعبو الخطين الاماميين في ال"مانشافات"، مثل جوميز وبودولسكي، الاهتمام الاعلامي كما هي الحال دائما في غالبية المنتخبات والاندية، لكن بادشتوبر يشدد على ضرورة القاء الضوء على الدور الذي يلعبه رباعي الدفاع في النجاح الذي يحققه المنتخب الالماني. وقال مدافع بايرن ميونيخ في حديث لموقع الاتحاد الاوروبي لكرة القدم عشية مواجهة اليونان في الدور ربع النهائي: "جميع المباريات كانت متقاربة جدا. بامكانكم ان تروا هذا الامر مع اسبانيا ايضا (ضد كرواتيا في الجولة الاخيرة). عليك ان تدافع جيدا لكي تحقق نتيجة جيدة هنا". واضاف بادشتوبر الذي ساهم بالاداء الدفاعي المميز لمنتخب بلاده في الدور الاول حيث اهتزت شباك الحارس مانويل نوير مرتين فقط: "نملك قدرات هائلة في الهجوم لكن الدفاع هو اهم عامل في بطولة من هذا النوع". وبالنظر للطريقة التي لعب فيها المنتخب الالماني في مبارياته الثلاث خلال الدور الاول، كان من الصعب التصور بان المدرب يواكيم لوف كان متخوفا قبيل انطلاق البطولة القارية نتيجة الاصابة التي يعاني منها قلب دفاع ارسنال الانجليزي بير ميرتيساكر. لكن مدافع بوروسيا دورتموند ماتس هوملز ارتقى الى مستوى المسئولية الملقاة على عاتقه ونجح بجانب بادشتوبر، زميله السابق في فريق شباب بايرن ميونيخ، في ان يشكل سدا منيعا امام الهجمات البرتغالية والهولندية والدنماركية. وقال بادشتوبر في حديثه مع الموقع الرسمي للاتحاد القاري: "ماتس وانا نفهم كرة القدم والدفاع"، مضيفا "الامور على ما يرام بيننا نحن الاثنين. قبل البطولة، اعتبر الدفاع الحلقة الاضعف في فريقنا واعتقد اننا قمنا بعمل جيد حتى الان. من المؤكد انه بامكاننا التحسن، لكن هذا الامر ينطبق على الفريق باكمله. بير (مرتيساكر) عانى كثيرا خلال الاشهر الستة الاخيرة. كان مصابا وافتقد الى لياقة المباريات. انه عنصر هام في الفريق والجميع يحبه". وكان بادشتوبر قلب الدفاع الوحيد الواثق من خوضه نهائيات كأس أمم أوروبا اساسيا، لانه ومنذ سجل بدايته في دوري ال"بوندزليجا" خلال موسم 2009-2010، نجح اللاعب البالغ من العمر 23 عاما في فرض نفسه الخيار الاول لفريقه ومنتخب بلاده. وتحدث لاعب بايرن ميونيخ الذي خاض جميع المباريات العشر لفريقه في دوري ابطال اوروبا (خسر النهائي امام تشلسي الانجليزي)، عن هذا الامر قائلا: "قبل عام، اختبرت فترة صعبة. هذا الموسم المنصرم ساعدني كثيرا. شكل خطوة هامة لي نحو الامام. كسبت الكثير من الخبرة الدولية مع بايرن، ولعبت حتى في 12 من المباريات ال 13 الاخيرة لالمانيا. هذا الامر يؤكد ان المدرب يثق بي وهذا امر هام". وستختبر هذه الثقة غدا الجمعة عندما يتوجه الالمان مع اليونانيين وسيكون بادشتوبر ورفاقه في خط الدفاع مطالبين بالحذر الدائم من الهجمات المرتدة المفاجئة لابطال 2004 الذين قلبوا الطاولة على روسيا في الجولة الاخيرة وتمكنوا من احدى هجماتهم النادرة من خطف النقاط الثلاث والتأهل. واعترف بادشتوبر انه بحاجة الى مساندة زملائه اصحاب النزعة الهجومية من اجل الوقوف في وجه اليونانيين، مضيفا: "نتمتع بالثقة بعد انتصارات الثلاثة، لكن المهمة لن تكون سهلة. انهم منافس صعب المراس ويملكون دفاعا قويا جدا. انهم اقوياء من الناحية الجماعية. بدا وكأنهم في طريقهم للخروج من البطولة لكنهم تغلبوا بعدها على روسيا، الفريق القوي جدا".