يتسلح المنتخب الالماني لكرة القدم بلاعبيه الشباب لاثبات الذات في المجموعة الثانية القوية ضمن كأس اوروبا في اوكرانيا وبولندا في سعيه الى احراز اللقب الرابع في تاريخه. وتبدو مهمة الالمان صعبة في الدور الاول كون القرعة اوقعتهم في احدى اقوى المجموعات في البطولة الى جانب الجارة هولندا والبرتغال والدنمارك. وتعتبر المانيا بين اكثر المنتخبات تتويجا باللقب في القارة العجوز حيث نالته 3 مرات اخرها عام 1996 في انكلترا وذلك بعدما نالته عامي 1972 و1980. وتتقدم المانيا، التي خسرت النهائي 3 مرات ايضا اخرها في النسخة الاخيرة عام 2008 في سويسرا والنمسا، بفارق لقب واحد على منتخبي اسبانيا حاملة اللقب وفرنسا، فيما نالته 6 منتخبات مرة واحدة. ويطمح المنتخب الالماني ومدربه يواكيم لوف الى مواصلة الانتصارات المتتالية التي سجلها في التصفيات عندما حقق العلامة الكاملة في 10 مباريات بفضل قوته الهجومية الضاربة التي زارت شباك المنتخبات المنافسة 34 مرة. ويمني الالمان النفس بتحقيق نتيجة افضل من النسخة الاخيرة عندما سقطوا امام اسبانيا صفر-1 في المباراة النهائية سجله مهاجم تشلسي الانجليزي الحالي فرناندو توريس. ومنذ استلامه مهام الادارة الفنية للمنتخب الالماني عام 2006، قاد لوف المانشافت الى المركز الثاني في كأس اوروبا عام 2008 والى المركز الثالث في كأس العالم الاخيرة التي استضافتها جنوب افريقيا عام 2010. وتعتبر التطلعات في المانيا كبيرة جدا خصوصا بعد النجاح مائة بالمائة في التصفيات وفوزيها وديا على البرازيل 3-2 وهولندا 3-صفر العام الماضي. وقال لوف: "لدينا العديد من اللاعبين الشباب، الذين لم يسبق خوض بطولة كبيرة"، مضيفا "انها حالة مماثلة لنهائيات كأس العالم 2010. وتابع لوف: "الميزة حاليا هي أن منتخبنا هو أفضل مما كان عليه عام 2008 أو حتى عام 2010، مع فلسفتنا التي ترسخت الان مقارنة مع العامين الماضيين. لدينا منتخب متوازن جدا بلاعبين شباب اكثر نضجا". في الماضي، اكتسبت المانيا اللعب بتوفير الجهد والاعتماد على خطة اكثر ميلا الى الدفاع، لكن لوف حول المانشافت الى قوة ضاربة في الهجوم مستفيدا من المؤهلات الفنية والعالية للاعبي خط الوسط باستيان شفاينشتايغر ومسعود اوزيل وتوماس مولر، وبات قادرا على منافسة أفضل المنتخبات في العالم. وقال لوف: "إن التحدي بالنسبة الينا هو اثبات قوتنا وكفاءتنا في المباريات والبطولات ذات المستوى الرفيع". ويعتبر لوف من انصار تشجيع المواهب الشابة وسمى لاعب وسط شالكه جوليان دراكسلر صاحب ال18 عاما في التشكيلة الاولية للمنتخب الالماني استعدادا للكأس القارية الى جانب حارس مرمى بوروسيا مونشنجلادباخ مارك-اندري تير ستيجن صاحب ال20 ربيعا. بيد ان ناقوس الخطر دق للالمان ولوف عندما خسروا على ارضهم وديا امام فرنسا 1-2 في فبراير الماضي، حيث طفت على السطح مشاكل كثيرة ابرزها في خط الدفاع. ومع ذلك، فان مدافع شالكه بينيديكت هاويديس اكد انه من الافضل ان نواجه مشاكل قبل البطولة الاوروبية، وقال: "لا يزال هدفنا هو محاولة الذهاب بعيدا في البطولة الاوروبية وقطع جميع المراحل نحو احراز اللقب". ومن ابرز الثغرات التي يعاني منها المنتخب الالماني هي قطب الدفاع. فمدافع ارسنال الانجليزي بير ميرتيساكر غائب عن الملاعب منذ فبراير الماضي بسبب الاصابة في اربطة الكاحل ويتعين عليه ان يكون في قمة لياقته البدنية في البطولة الاوروبية. كما ان مستوى شريكيه كريستوف ميتسلدر وارنه فريدريخ تراجع كثيرا هذا الموسم. وقد قدم مدافعا بايرن ميونيخ الشابان جيروم بواتنج وهولجر بادشتوبر، بالإضافة إلى مدافع بوروسيا دورتموند ماتس هاملز، مستويات رائعة في الدوري هذا الموسم، لكن الثلاثي يعاني نقص الخبرة على الساحة الدولية. في المقابل، يملك لوف وفرة من النجوم الصاعدة في الهجوم ابرزهم ماريو جوتسه صاحب 19 ربيعا والذي ساهم بشكل كبير في الفوز على البرازيل في اغسطس الماضي، وسيكون من بين الاسماء التي يتعين متابعتها في الكأس القارية. في خط الهجوم ايضا، يضم المانشافت مهاجم بايرن ميونيخ ماريو جوميز هداف البوندسليغا هذا الموسم برصيد 31 هدفا، وومهاجم لاتسيو الايطالي ميروسلاف كلوزه الذي بات على بعد 5 اهداف من الرقم القياسي في عدد الاهداف الدولية الذي يوجد بحوزة جيرد مولر صاحب 68 هدفا في 62 مباراة لالمانياالغربية منذ بداية السبعينيات. ويعتبر كلوزه (33 عاما) المهاجم الاساسي في التشكيلة الالمانية، وعائد للتو من اصابة في الفخذ، علما بانه كان هداف ألمانيا في التصفيات برصيد تسعة أهداف. وسيعسكر منتخب المانيا في غدانسك في بولندا على الرغم من انه سيلعب مبارياته في الدور الاول في اوكرانيا حيث سيواجه الدنمارك والبرتغالي في لفيف وهولندا في خاركيف.