أعجبتني جملة كتبها الأخ العزيز عبد المنعم الأسطي مدير تحرير مجلتنا الغالية "الأهرام الرياضي" على صفحته ب "الفيس بوك " وقال فيها تعليقا على مباراة القمة بين الأهلي والزمالك والتي انتهت بفوز أبناء القلعة الحمراء بهدفين نظيفين دون رد : «في مباراة ليست قمة ..الأهلي الحذرجدا والأخطرعلى المرمى .. يكسب الزمالك الأكثراستحواذا والأقل خطورة .. مبروك للفائز ..وحظ أفضل للخاسر.. هذه هى كرة القدم .. فالفائز لايفرح كثيرا فلم يلعب جيدا ..والخاسر لايحزن كثيرا فلم يعبر جيدا عن السيطرة الميدانية ». وانتهت الجملة وأنتهى التعليق . اخترنالك محمد صلاح يصل معسكر منتخب مصر حفل «بوابة الأهرام الرياضية» يرعى صلح «باسم مرسي وسعد سمير» «بوابة الأهرام الرياضية» تختار فريق العام لموسم 2016 ننشر جدول مباريات كأس أمم أفريقيا بالجابون 2017 وأجمل مافي هذه الجملة الموجزة أنها وصفت بمنتهى البلاغة ماجرى في قمة الزمالك والأهلي ،وبتركيز ينطوي على وعي وفهم وادراك واستيعاب جيد .. برافو منعم ! وانطلاقا من هذه الجملة الرائعة أدخل في الموضوع ببعض النقاط المحددة حول هذه "القمة" التي لم تكن كذلك وأقول: - الاستحواذ في العالم كله اليوم لم يعد هو المؤشر الوحيد الدال على قدرة فريق ما على الفوز بمباراة فقد شاهدنا كيف كانت بعض الفرق تستحوذ وتتسيد مجريات اللعب وينتهي الأمرفي نهاية المطاف بخروجها خاسرة بهدف أو أكثر .. وفوق ذلك فان استحواذ الزمالك على مجريات اللعب في أغلب فترات الشوط الثاني كان"عقيما" وغير ذي فائدة على الاطلاق ولم يسفر عن هجمات بالغة الخطورة اللهم الا كرة أو اثنتين طوال هذا الشوط . - التشكيل الذي بدأ به كل مدير فني عكس بشكل واضح هدفه الحقيقي من المباراة .. فمحمد حلمي فضل أن يجلس شيكابالا بجواره على دكة البدلاء من البداية وكانت تلك هى الكارثة الكبرى لأن المتابع لمباريات الزمالك السابقة يجد أن هذا اللاعب المهاري الموهوب كان هو مفتاح الفوز سواء سجل أو صنع أهدافا لزملائه .. وتلك علامة استفهام كبرى نال عليها محمد حلمي جزاءه بالخروج خاسرا . - حسام البدري كان أكثر ذكاء وحذرا وكان واضحا أنه يعرف جيدا هدفه من المباراة فضغط في الشوط الأول بغية تسجيل هدف مبكر وهو ماتحقق له والتزم دفاعا منظما وحذرا في الشوط الثاني للحفاظ على التقدم مع الطمع أيضا في خطف هدف من المرتدات الخطيرة وهو ماتحقق قبل نهاية المباراة .. سيناريو ولاأروع لمديرفني كفء عرف كيف يتعامل مع المباراة واجتهد وأصاب فأكرمه الله بهدفين بدلامن هدف واحد . - لاعبو الأهلي كانوا أكثر تركيزا واصرارا على تحقيق الفوز وظهر ذلك من بداية المباراة ، بينما بدا لاعبو الزمالك أكثر ترددا لدرجة لاتكاد تعرف معها مااذا كانوا يريدون الفوز حقا أم أن عدم الخسارة هو الأهم بالنسبة لهم .. ولهذا خسروا . - باسم مرسي علامة استفهام كبيرة فلم يعد ذلك المهاجم الخطيرالمتحرك والمجتهد والذي يقاتل على كل كرة وانما تفرغ للاعتراض على الحكم والشكوى من تعرضه للضرب وهى أمور تخرج أي لاعب عن تركيزه .. وحسنا فعل الأرجنتيني كوبر عندما لم يضمه الى قائمة المنتخب لعلها تكون "قرصة ودن" تفيقه. - ربما كانت الاصابة المفاجئة للنيجيري ستانلي قبل بداية المباراة سببا في ارباك حسابات محمد حلمي ولكن رد فعله في تشكيل البداية لم يكن جيدا .. كان من الأفضل وضع أيمن حفني "شبه المصاب" على دكة البدلاء والبدء بشيكابالا الأكثر انتاجا وفوقانا - المكسب الحقيقي للزمالك في هذا المباراة هو اللاعب أحمد رفعت الذي يثبت أنه صفقة جيدة ولكنه يحتاج الى المشاركة أساسيا لقدرته على ضبط ايقاع اللعب والوقوف على كرته ورؤيته الجيدة للملعب .. والمكسب الحقيقي للأهلي في المقابل هواللاعب حسين السيد الذي أعاد اكتشاف نفسه وكفرعن كل ذنوبه السابقة وصنع هدف مؤمن زكريا بمهارة ورؤية . ولايمكن أن أنسي أيضا عودة الثقة الكاملة الى شريف اكرامي الذي تحمل الكثير من النقد . - يعجبني دائما أداء عبد الله السعيد ووليد سليمان .. "نجمان ثقيلان" ولكنني لم أستمتع بهما في هذا المباراة ولعلها أقل مباراة لهما من حيث الأداء .. ونفسي أعرف دور ابراهيم صلاح ايه في الملعب ، وماأهمية وجوده الى جوار طارق حامد اذا كان لايجيد الدعم الهجومي أو التمريرفي العمق لباسم مرسي الذي كان أشبه بخيال المآتة!!. - رغم أنني أقول عن مؤمن زكريا أنه "لاعب عشوائي" الا أنني أحيي فيه اصراره – في مباريات الزمالك بوجه خاص- على تسجيل أهداف !. وأخيرا .. ألف مبروك للأهلي وجهازه الفني وادارته التي لاتتدخل في شئون الفريق وتترك أمره للجهاز الفني ،على عكس ادارة الزمالك التي "تحشرأنفها" في كل كبيرة وصغيرة للفريق ، وهو مايمثل ضغطا عصبيا رهيبا على اللاعبين وأي جهاز فني !!.