ايمن ابو عايد يكتب: مواقف شحاتة وجوزيه

ما يشغل الشارع الرياضي المصري في هذ التوقيت‏,‏ بعيدا عن انتخابات الرئاسة‏,‏ قضيتي غالي وشيكابالا مع جوزيه وحسن شحاتة‏,‏ في الأهلي والزمالك‏,‏ التي أصبحت حديث الساعة‏,‏ وطغت علي الاهتمام بمواجهتي الفريقين في بطولة دوري أبطال إفريقيا‏,‏ أو حتي استعدادات المنتخب الوطني لتصفيات كأس العالم‏.‏ وهذه شهادة لله والوطن, برغم اختلافي في كثير من المواقف مع تصرفات مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي للنادي الأهلي وليست الفنية فإنني أجد نفسي أتفق معه تماما, بل إنني أسانده بشدة في قراره بالنسبة للاعب حسام غالي بالرغم من اعتذار اللاعب!
وأحترم كثيرا جوزيه علي وضوح موقفه وإعلانه بكل شجاعة برغم علمه بأن هذا القرار يدخل في صدام مع إدارة الأهلي وربما يحول دون استمراره مع الفريق, عندما قرر أنه لا بديل عن رحيل غالي في حال استمراره كمدير فني الموسم الجديد. والفارق هنا واضح بين موقف جوزيه من غالي, بينما تبدو الأمور عائمة, بل غامضة وتثير الشكوك والريبة في موقف حسن شحاتة المدير الفني لنادي الزمالك من شيكابالا لاعب الفريق, وإن كان هناك فارق ولا وجه للمقارنة بين ما رتكبه غالي في حق جوزيه خلال المران, وما فعله شيكابالا مع حسن شحاتة أمام كل الشاشات التليفزيونية!
بل أطالب الجميع في مصر التعلم من درس موقف جوزيه الأجنبي في التعامل معها بمنطق المحايد وليس المشجع, فلا مجال هنا لإنصاف الحلول يابيض ياسود, أما اللون الرمادي في معالجة الأمور فلا وجود له سوي في المجتمع المصري, وهو ما أوصلنا إلي هذه الفوضي الخلاقة التي يعيشها المجتمع, سواء كان قبل أو بعد ثورة25 يناير!
فإذا كنا نريد إعلاء العدل والديمقراطية واحترام المبادئ والقيم, ونتطلع إلي مستقبل أفضل ونحن مقبلون علي الجمهورية الثانية, أو حتي ونحن مقبلون علي تطبيق نظام الاحتراف في كرة القدم, يجب أن يعلم كل فرد حجمه في المجتمع, فاللاعب لاعب, والمدرب مدرب, والحاكم حاكم, ولا مجال للتجاوز أو التدخل في عمل السلطات الأخري.
أما أسلوب الطبطبة والاعتذار وتقبيل الرأس و عفي الله عما سلف فلم يعد يصلح للإدارة داخل مؤسسات الدولة, وليس الرياضة فقط, ولا أجد غضاضة في تأييدي موقف جوزيه من غالي, إلا أنني مندهش من طيبة وتساهل حسن شحاتة في حسم موقفه من شيكابالا, وإن كان ذلك لا يقلل من موهبة ومكانة النجمين, لكن يجب علي كل إنسان أن يتحمل مسئوليات أفعاله ومواقفه, لأنه لم يعد أي منهما قاصرا, بل مسئولا أمام الله والمجتمع الذي يعيش فيه عن أفعاله!!