تأهل فريق أتليتكو مدريد إلى نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم بعدما فاز على مضيفه بلنسية بهدف نظيف اليوم الخميس في إياب الدور قبل النهائي للبطولة ليلاقي مواطنه اتليتك بيلباو في نهائي أسباني خالص. وفاز بيلباو على ضيفه سبورتينج لشبونة البرتغالي 3-1 بعدما خسر مباراة الذهاب 1-2 ، ليتفوق الفريق الأسباني في مجموع مباراتي الذهاب والإياب 4-3. وكان أتليتكو، الفائز بلقب الدوري الأوروبي في 2010، فاز في مباراة الذهاب على ملعبه الاسبوع الماضي 4-2، ليعبر إلى النهائي بتفوقه في مجموع لقاءي الذهاب والإياب 5-2. ويلتقي أتليتكو مع بيلباو في المباراة النهائية التي تقام في العاصمة الرومانية بوخارست في التاسع من أيار/مايو المقبل، في ثاني نهائي أسباني خالص في الدوري الأوروبي، بعد أن توج أشبيلية بلقب كأس الاتحاد الأوروبي في 2007 إثر فوزه على مواطنه إسبانيول في النهائي 3-1 بضربات الجزاء الترجيحية. ويدين أتليتكو بالفضل في هذا الفوز لمهاجمه أدريان لوبيز الفاريز الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 60. وأكمل أتليتكو المباراة بعشرة لاعبين عقب طرد تياجو بسبب توجييه صفعة باليد لوجه روبرتو سولدادو مهاجم بلنسية في الدقيقة 78. وفي استاد سان ماميس، تقدم ماركيل سوسايتا بهدف لبيلباو في الدقيقة 17 ثم تعادل ريكي فان فولسفينكيل لسبورتينج قبل دقيقة واحدة على نهاية الشوط الأول. وفي الوقت بدل الضائع من الشوط الأول أضاف ايباي جوميز الهدف الثاني لبيلباو. وتقمص المهاجم الفذ فيرناندو لورينتي دور البطولة وخطف هدف الفوز لبيلباو قبل دقيقة واحدة على نهاية المباراة. وبدأ بلنسية المباراة بهجوم ضار بحثا عن هدف مبكر يسهل مهمته في تحقيق الفوز بفارق هدفين. ومرر ديفيد البيلدا كرة رائعة إلى عادل رامي الذي ارسل عرضية طولية إلى جوناس، ولكن اللاعب البرازيلي فشل في هز شباك حارس أتليتكو تيبوت كورتوا. وبدأ أتليتكو يستشعر الخطر فشن محاولتين هجوميتين، الأولى كانت عن طريق تياجو وخوان فران والثانية عن طريق خوان فران ودييجو، ولكن دون تهديد واضح على مرمى دييجو الفيس. وبذل روبرتو سولدادو مجهودا كبيرا في محاولة ارباك دفاع أتليتكو معتمدا على إمدادات البيلدا وسفيان فيجولي. وبمرور الوقت فرض بلنسية سيطرته بشكل كامل على مجريات اللعب وكاد انطونيو باراجان أن يحقق الهدف الأول لأصحاب الأرض عندما أهدى جوناس كرة سحرية داخل منطقة الجزاء، ولكن فيليبي لويس تقمص دور البطولة وشتت الكرة في الوقت الحاسم. وارسل فيجولي كرة عرضية من مسافة 30 ياردة إلى خوردي البا الذي مرر بدوره إلى سولدادو أمام المرمى مباشرة ولكن كورتوا خرج من مرماه في الوقت المناسب. وتعرض سيرجيو كاناليس للعرقلة داخل منطقة الجزاء من قبل جواو ميراندا، ليطالب لاعبو بلنسية بالحصول على ضربة جزاء ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب. ورد التركي اردا توران بهجمة مرتدة سريعة لأتليتكو مدريد ولكنه تسرع في إنهاء الهجمة ليهدر هدفا ثمينا لفريقه. وتسبب كاناليس والبيلدا وباراجان ومن أمامهم سولدادو في خطورة حقيقية على مرمى أتليتكو، ولكن دون النجاح في الوصول إلى الشباك. وجرب الجزائري فيجولي حظه أكثر من مرة معتمدا على مهاراته في التسديد ولكنه لم يدرك الشباك. وبدأ بلنسية في الاعتماد على الهجوم من الأجناب مع تمرير الكرة داخل منطقة الجزاء إلى سولدادو ولكن دفاع أتليتكو ومن خلفهم الحارس كورتوا بذلوا مجهودا مضاعفا في الحفاظ على نظافة شباكهم. واستمر الحال على ما هو عليه، حيث هجوم متواصل من بلنسية ودفاع مستميت من أتليتكو، حتى أطلق الحكم صافرته معلنا نهاية نصف المباراة الأول بتعادل الفريقين سلبيا. وبدأ الشوط الثاني على ما انتهى عليه الشوط الأول، تراجع دفاعي لأتليتكو، والمزيد من المحاولات الهجومية لبلنسية. ولكن على عكس سير اللعب تقدم أتليتكو بهدف حمل توقيع أدريان لوبيز الفاريز بعدما تلقى تمريرة رائعة من البرازيلي دييجو ريباس ليستلم الكرة على صدره ويسدد كرة قوية عرفت طريقها لشباك دييجو الفيس حارس بلنسية في الدقيقة 60. ولم يبذل بلنسية الجهد اللازم لإدراك التعادل حيث سيطرت حالة من الارتباك على أداء اللاعبين، وفي الوقت ذاته لم يسع أتليتكو لإضافة المزيد من الأهداف لينحصر اللعب في منتصف الملعب ويتسرب الملل إلى الأجواء. وتغاضى الحكم عن ضربة جزاء لصالح بلنسية نتيجة لمس يد واضحة للاعب الوسط البرتغالي تياجو داخل منطقة الجزاء. واسفر قرار الحكم عن ثورة غضب في صفوف لاعبي بلنسية احتجاجا على القرار الظالم من وجهة نظرهم، ومع تصاعد الأوضاع وجه تياجو صفعة باليد لوجه روبرتو سولدادو، لينال على الفور البطاقة الحمراء، ويكمل أتليتكو المباراة بعشرة لاعبين. وكاد اللاعب البديل تينو كوستا أن يدرك التعادل لبلنسية في الدقيقة 85 بعدما أطلق تصويبة صاروخية من خارج منطقة الجزاء ولكن حارس أتليتكو كان له بالمرصاد. وفي المباراة الآخرى لعب ليورنتي دورا محوريا في فوز بيلباو بعدما صنع الهدف الأول لماركيل سوسايتا ثم ساهم في الهدف الثاني الذي أحرزه ايباي جوميز قبل ان يضيف الهدف الثالث بنفسه. وسبق لبيلباو أن تأهل إلى الدور النهائي مرة واحدة من قبل في البطولات الأوروبية ، وذلك في كأس الاتحاد الأوروبي عام 1977 قبل أن يخسر أمام يوفنتوس الإيطالي بقاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين.