تحسن نجمة التنس الروسية ماريا شارابوفا التوفيق بين متطلبات مسيرتها الاحترافية ومشاريعها التي تدر عليها ثروات هي أضعاف مضاعفة لما تجنيه من جوائز الدورات. فاللاعبة المصنفة الثانية عالميا، تعتبر الرياضية الأكثر دخلا في العالم، اذ بلغت حصيلتها العام الماضي 20.9 مليون يورو منها فقط 2.9 مليون "جوائز ميدانية"، لكن عقودها الإعلانية والرعائية المتنوعة مع أكثر من 8 ماركات عالمية تدر عليها أرقاما فلكية. وتأتي في المرتبة الثانية الصينية لي نا الفائزة بدورة رولان جاروس العام الماضي 20.4 مليون يورو منها 3.4 مليون من جوائز الدورات، وللسوق الصينية الكبيرة فضل في نمو أعمال لي نا خصوصا بعد الفوز الباريسي. وقصة شارابوفا مع النجاح عرفت وتيرة تصاعدية عززها جمالها الاخاذ، ما جعل منها فاتنة مشرقة تصر على أن التنس أولويتها المطلقة وحتى اشعار آخر. كانت شارابوفا في السابعة من عمرها حين غامر والدها وانتقل بها من سيبيريا إلى الولاياتالمتحدة وفي جيبه 800 دولار فقط. آمن بموهبتها واراد أن تصقل اكاديميا فكانت عند حسن الظن على مختلف الاصعدة. حققت شارابوفا احلامها وأكثر، فهي حاليا الأغنى بين اللاعبات وفي جعبتها ثلاثة ألقاب في الجراند سلامز من أكاديمية نيك بوليتيري عام 2001 إلى ويمبلدون قطعت شارابوفا مسافة طويلة بسرعة كبيرة، ولما سئلت حينها إذا خيرت بين الحصول على 20 مليون دولار أو لقب البطولة الإنجليزية العريقة، اختارت ويمبلدون "لان الملايين تأتي لاحقا"، وهو جواب ينم عن نضج عميق وطموح كبير. وعلى عكس نمط مواطنتها الحسناء آنا كورنيكوفا، عرفت شارابوفا كيف تحافظ على الخيط الرفيع الذي يفصل بين مطبات الشهرة وبريق الملاعب. فقد جذبت الشهرة والأضواء كورنيكوفا وانغمست في بحرها ولم تصمد في لججه فخفت بريقها في الملاعب إلى أن انطفأ. ويوم فوزها المدوي في ويمبلدون عام 2004، تصرفت ببساطة وعفوية ومن دون ادنى حرج أمام آلاف في الملعب وملايين عبر الشاشات، وذلك حين هاتفها والدها من المدرجات لتتصل بوالدتها في الولاياتالمتحدة التي كانت تريد تهنئتها، غير ان عطلا طرأ على الخلوي الذي كانت بحوزة شارابوفا، وراحت تفسر الوضع المستجد لوالدها بالإشارات ما أثار ضحك الجميع. وكانت تلك الحادثة الطريفة فأل خير على اللاعبة، إذ سارعت شركة "موتورولا" لتوقيع عقد معها وكرت بعدها سبحة العقود والعروض وباتت تضم محفظة اعمالها اتفاقات بقيمة 50 مليون دولار على مدى 8 سنوات. كما انها تعرف جيدا "اصطياد الفرص"، ومنها العقد مع دار الازياء "كول هان" الأمريكية عام 2009 لاطلاق احذية وحقائب تحمل اسمها مضيفة لمستها الخاصة على خطوط تصميمها، ومنها "بالورينا" يبلغ ثمنها 110 يورو تتصدر المبيعات. كما نسجت شارابوفا على منوال نجم كرة السلة "الأسطورة" مايكل جوردان، فطرحت مع مجموعة "نايكي" البسة واكسسورات للتنس تحمل الحرفين الاولين من اسمها (MS)، وأصبحت مألوفة في الملاعب بعدما ارتدتها خمس لاعبات شابات على سبيل الترويج.