لم يكن من السهل إقناع البرتغالى جيسوالدو فيريرا المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك بإجراء حوار صحفي معنا قبل بضعة ساعات من مغادرته القاهرة متجهاً إلى لشبونة عاصمة البرتغال لقضاء إجازة بصحبة اسرته بعد موسم كروي شاق، كذلك لم يكن لديه رغبة في الحديث مع وسائل الإعلام المصرية بعدما كثرة الأقاويل الزائفة المنسوبة له و التى أثارت لديه بعض التحفظات على الإعلام الرياضي المصري بشكل عام. مستر فيريرا .. دعنا نبدأ معك من حيث انتهيت، ماذا سيفعل الزمالك خلال توقف الدوري؟!
أجاب قائلا: للأسف .. أجندة الكرة المصرية ليست منظمة والدليل على ذلك التوقف الطويل لمدة 45 يوما، كما أن هذه المدة لن تمنح جميع لاعبينا الراحة المقررة، لأن بعضهم سيشارك مع المنتخب الأول، وهناك من سيذهب للعب مع المنتخب الأوليمبي، بل سمعت معلومة غير مؤكدة بالنسبة لى حتى الأن أن كهربا و مصطفى فتحى سيشاركان مع المنتخبين، أى أن هناك لاعبين لدينا سيكملان دون راحة، ومن الطبيعى أن هؤلاء اللاعبين لن يتحملوا ذلك، لأنهم مرهقون وليس لدينا فرصة لتأهيلهم وسوف يواجهون المشاكل فى المستقبل. ولهذا قسمنا خطة العمل فى هذه الفترة إلى جزئين بعد العودة من الراحة يوم 23 نوفمبر الحالي، وبناء على ذلك سنبدأ المران بعدد قليل من اللاعبين، وسينضم لاعبو المنتخب بعد ذلك بيومين، وفى المرحلة الأولى سنركز على الاستشفاء والتدريبات البدنية، أما المرحلة الثانية فستشهد فترة الإعداد الفنى من خلال إقامة معسكر يتخلله عدد من المباريات الودية.
وبالنسبة للمعسكر المتوقع .. هل سيكون خارج مصر؟
هناك فكرة لإقامة معسكر خارجي، وتحديدا بالإمارات لكن ليس هناك ترتيبات مؤكدة ونأمل فى ذلك نظرا لتقارب الأجواء مع مصر، حتى لا نضيع وقتا كبيرا فى التأقلم على المناخ والأهم أن نواجه خلال المعسكر فرقا قوية، لأن اللعب مع أندية منالمستوى الثانى أو الثالث لن يفيد الفريق بشكل كبير، وهذا أفضل من أوروبا لبرودة الطقس هناك حاليا، كما أن جميع الأندية الأوروبية مرتبطة بمباريات رسمية فى هذاالتوقيت من العام، وهو ما يعنى عدم الجدوى من إقامة المعسكر، وهذا كله يتوقف على قرار مجلس الإدارة وترتيباته.
وإذا لم يكن هناك معسكر خارجى ؟!
سنعاود المران بشكل عادى ولكن من الأفضل نفسيا للاعبين خوض معسكرخارجي.
وهل سيكون هناك تعديل فى طريقة اللعب خلال هذه الفترة؟
ليس هذا المقصود.. ولكن تردد خلال الفترة الماضية أن هناك ظروفا تفرض عليك اللعب بهذه الطريقة بسبب الغيابات والإصابات؟ لم أتحدث من قبل عن هذه النقطة، كما أننى لا أتحدث فى الإعلام، ولا أرغب في تصدير المشاكل.. ولا أجيد اللغة العربية، وكل ما يطرح فى الإعلام ليس على لساني، إلا ما يقال فى المؤتمرات الصحفية التى تعقب المباريات، فكيف ينقل الإعلام المصرى تصريحات على لساني، وهو يخطئ فى اسمي، فأنا « جيسوالدو « فيريرا وليس « جيسفالدو فيريرا»، وهذه ملاحظة نقلها لى أحد الأصدقاء.
إذا كنت لا تتابع الإعلام، فلماذا تشتكى من وجود ضغوط إعلامية على اللاعبين؟
لأن هناك أشخاصا يدلون بمعلومات فى أوقات كثيرة، وينسبونها لمسئولين في النادي، ويقولون بأننى سأرحل إلى لشبونة ولن أعود مرة أخرى لقيادة الفريق، وأن لدى عروضا خارجية وأجرى مفاوضات خفية فى محاولة لإحداث فتنة داخل الفريق، وكذلك مع الجماهير، وهذا معناه أنه هناك جانبا من وسائل الإعلام يضغط على اللاعبين بمثل هذه الأخبار المغلوطة، وهذا ما فهمته من المعلومات التى وصلتني.
هل هذا معناه أنك لم تتلق أى عروض لتدريب أندية خارج مصر فى الفترة الماضية ؟
بالفعل وصلتنى بعض العروض لتدريب أحد الأندية ولكن قبل تجديد عقدى مع الزمالك، وكانت عروضا جيدة، لكن حاليا أنا مدير فنى لنادى الزمالك.
الصحافة البرتغالية تتابع عملى فى مصر، وكانت فى السابق تعرف الأهلى جيدا فى أثناء وجود مانويل جوزيه على رأس القيادة الفنية له، والآن يعرف الجميع في البرتغال أن هناك فريقا كبيرا فى مصر اسمه نادى الزمالك أقوم بتدريبه، بسبب إنجازات الفريق بحصوله على الدورى والكأس تحت قيادتي، فأنا فى البرتغال معروف بالنسبة للإعلام هناك، وما حققته مع الزمالك ليس مفاجأة بالنسبة لهم، وهم يتناولون دائما نتائج الدورى المصري.
هل تناول الإعلام البرتغالى ما حدث معك عقب مباراة السوبر؟
بالتأكيد العالم كله، اهتم بمتابعة كأس السوبر المصرية التى أقيمت بالإمارات، وبهذه المناسبة أريد أن أوضح أننا لم نخسر السوبر أمام الأهلى لسوء المستوي، وإنمابسبب ظروف معاكسة واجهتنا خلال المباراة تمثلت فى احتساب ضربتى جزاء واحدة لم نسجلها والثانية لم تكن صحيحة وسجلت فى مرمانا.
لماذا يرى البعض من خلال مباراتى النجم الساحلى والمقاولون أن الزمالك يلعب أفضل ب 10 لاعبين؟
هل معنى هذا الكلام أننا لم نقدم مستوى جيدا خلال 41 مبارة لعبناها إلا في مباراتين فقط؟!.. ثم استكمل قائلا: عموما فإن أى فريق حين يلعب ناقصا لاعبا يكون أقوي، لأن هناك طاقة إيجابية تنفجر لدى اللاعبين إلى جانب فكر المدرب الذى يدير اللقاء من الخارج، وهو ما يساعد على عدم شعور المتابعين بأن هناك نقصا فى لاعبي الفريق، ومنطقيا أن من ينجح فى إدارة مباراة يكون فريقه طرفا فيها ب 10 لاعبين هو نفسه الذى يحقق الانتصارات مع فريقه وهو كامل، وخير مثال على ذلك أنه خلال مواجهتنا مع النجم الساحلى تم طرد لاعب من صفوفه وبعدها ازدادت قوة النجم على عكس أدائه طول المباراة وعجزنا عن تسجيل الهدف الرابع الذى كنا نحتاجه للتأهل.
ومتى ترى أن الفوز يكون أهم من الأداء؟
أن نفوز بالمباريات فهذا أمر مهم، ولكن من الأفضل أن يكون بأداء جيد، والزمالك لعب 41 مباراة حتى الأن منها ما هو جيد، ومنها ما هو أقل من المستوى المطلوب،وهذا هو حال كرة القدم فى جميع أندية العالم، فلا نجد ريال مدريد أو برشلونة يلعبان بمستوى ثابت طوال الموسم، فمن الصعب أن يكون الأداء ثابتا طول الوقت، ولا أرى فى مصر فريقا افضل من أداء الزمالك.
وبهذه المناسبة .. ما هو رأيك فى الدورى المصري؟
صعب جدا بالطريقة التى ينظم بها، ولا أريد أن أتحدث عن فرق بعينها، ولكن باختصار المستوى الفنى للكرة المصرية أعلى بكثير عن مستوى دوريات الدول المحيطة، كما أن المستوى الفنى للاعبين المصريين جيد، ولكن مع الأسف لا تجدمنهم لاعبين كثيرين يحترفون بالخارج، ولا أرى مبررا لذلك.
ما هى طبيعة علاقتك بلاعبى الفريق؟
هى علاقة صادقة جدا، وأنا أعتمد عليهم جيدا، ومن خبرتى فى التدريب، فإنه من الصعب أن تجد لاعبين عندهم مثل هذه القدرة من التحمل، يستطيعون ان يحصدوا بطولات فى نفس الوقت، وأيضا سيكون لهم دور كبير مع منتخب بلادهم.
وماذا عما يشاع حول وجود اضطرابات فى العلاقة بينك وبين بعضهم ؟!
غير صحيح، وأريد أن أوضح أن مسألة من يلعب ومن لا يلعب التى يثيرها البعض كثيرا تحكمها بعض الأمور، مثل اختيار المجموعة القادرة على اللعب من الناحية النفسية والقوة الذهنية للاعبين والقدرة على فهم اللعب والتركيز، وهؤلاء من أعتمد عليهم دائما.
هل ترى أن من بينهم من تراجع مستواه أخيرا؟
مستوى اللاعبين لم يهبط، وإنما قدرتهم البدينة هى التى تأثرت بعض الشئ بسبب ظروف أجندة الكرة المصرية المرهقة، والتى لا يستطيع لاعب أن يتحملها، فهؤلاء اللاعبون ليسوا «سوبر مان»، وبرغم ذلك لا أستطيع إنكار أن هناك فوارق فردية لدى بعض اللاعبين تمكنهم من الاندماج سريعا والتأقلم مع الظروف الصعبة للدورى والمباريات المتلاحمة، يضاف إلى ذلك أن معيارى مع اللاعبين هى قياسات التدريبات والمباريات، وقد تكون هناك ظروف شخصية لدى بعضهم تؤثر على مستواهم.
نريد أن تلخص لنا - تحديدا - مشكلة عدم مشاركة حمودى وشريف علاء مع الفريق بشكل منتظم؟
كيف يشارك حمودى وهو مصاب منذ أكثر من شهر، أما بالنسبة لشريف علاء فهو يشارك حين تأتى الفرصة، كما أريد أن أوضح أن من يلعب دائما 11 لاعبا فقط،إلى جانب 3 تغييرات يتم إجراؤها فى المبارة، وإذا لم يشارك لاعب فالجميع يتساءل لماذا لا يلعب؟.. وأننى لا أستطيع أن اضع 14 لاعبا يشاركون فى نفس الوقت، وكثيرا ما أرفض الإجابة على كثير من الأسئلة التى تكون بنوايا غير طيبة، ولهذاأوضح أن هناك نقاطا غير معلومة للجميع، قد تفرض جدلا كثيرا، فليس معنى أن لاعبا شفى من الإصابة أن يشارك مباشرة فى المباريات دون تأهيل أو اندماج مع زملائه، فهناك مجموعة مسائل عامة قد لا ينظر لها البعض بواقعية، فجدول المسابقة غير المنتظم، وضغط المباريات قد لا يساعد على تنفيذ أشياء فنية كثيرة أرغب فىتنفيذها وبالتالى تأتى التفسيرات الخاطئة، لأنها دون معطيات حقيقية.
ما هى احتياجات الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة؟
لن أتحدث فى هذا الأمر عبر وسائل الإعلام.
هل من الممكن أن توجه رسائل لهؤلاء؟
هذا يعتمد على الأسماء.
باسم مرسي؟
كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، وأدى موسما جيدا، وكان ثانى الهدافين العام الماضى وأحسن هدافى الفريق، وكان لاعبا محوريا فى إنجاز الحصول على الدورى والكأس،ولا يمكن أن يكون فى افضل مستوى دائما.
محمود كهربا؟
هو لاعب موهوب جدا بدون شك، لكن أمامه أشياء كثيرة يجب أن يتعلمها حتى يكون لاعبا كبيرا.
أيمن حفني؟
عنده 31 عاما وهو فى أواخر مشواره الكروي، وأمر مؤسف جدا أنه لم يبدأ مبكرامع فريق كبير، لأنه وقتها كان من الممكن أن يكون من أفضل لاعبى الكرة المصرية.
إسماعيل يوسف؟
هو من أفضل لاعبى الكرة المصرية سابقا ويعلم قيمة الألقاب وكيفية تحقيقها،وخبرته السابقة أفادت الفريق كمدير للكرة.
رئيس نادى الزمالك؟
هو شخص ذكى جدا، يريد أن يفعل الكثير للنادي، وله «كاريزما» خاصة به، وهوشخص أيضا تختلف عليه الأراء.
وأخيرا .. لماذا حرصت على زيارة فريق اليد بالزمالك لتهنئته بإنجازه الإفريقي؟
لأننى أحب اللاعبين الذين يملكون الرغبة فى تحقيق الإنجازات والانتصارات،ولهذا قمت بزيارتهم، وقلت لهم أنهم أبطال لتحقيقهم لقب البطولة خارج البلاد وإنني سعيد بهم وكانوا سعداء بذلك للغاية، وقلت لهم إنه لم تكن لدى الإمكانية لتهنئتكم فىالإعلام ولهذا حضرت إليكم لأهنئكم بنفسي.