قال الأمريكي بوب برادلي، المدير الفني لمنتخب مصر، أنه لم يندم للحظة منذ أن جاء إلى مصر، خاصة بعد ما حدث في مذبحة بورسعيد، وقال إنه قابل أناس عظام في مصر، وأتيحت له فرصة رائعة، لكي يعيش أحاسيس فخورة مع الشعب المصري. وأكد برادلي في تصريحات إعلامية لبرنامج "هنا العاصمة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة cbc الفضائية، أنه لا يشعر بأي مضيعة لوقته بسبب توقف النشاط الرياضي بمصر، مؤكدا أن هذا وقت حاسم بالنسبة لمصر، والأمل يملأ الجميع وهو منهم، وقال: "نحن نتطلع لمستقبل مشرق للكرة المصرية، ليس ذلك أن كل شيء على ما يرام، ولكن علينا مواجهة التحديات التي تواجهنا ونستطيع ذلك". وأضاف برادلي: "أنا على وعي بما يجري من توتر على مستوى الحكومات بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية، وأفهم الموقف بشكل عام، وأنا جئت في مهمة كروية للعمل في مصر، أدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقي، ففريق الكرة دائما على اتصال بالشعب، والشعب يحب الكرة ولديه آمال عظام للمستقبل، والفريق يجب أن يكون مستقبل يحتذى به للشعب". وأكد برادلي قائلا: "زوجتى لم تطلب مني الرحيل، فهي تفهم حجم المسئولية الملقاة على وكانت دائما مشجعة لي، كل فريق توليت مسئولية كانت تواجهني ظروف صعبة، أفهم أن هناك حالة عدم استقرار في مصر واسمع من وقت لآخر عن حوادث، لكن هذا يجري في جميع أماكن العالم، لا يجب أن نركز عليها ونتناسى الإيجابيات، مؤكدا أنه لم يتلقى تعليمات من السفارة الأمريكية بالرحيل". وعن أحداث مباراة بورسعيد قال برادلي، أنا وقتها كنت أشاهد مباراة الزمالك والإسماعيلي باستاد القاهرة، وبعد إيقاف المباراة ذهبت لمنزلي وبدأت أتابع التطورات على التليفزيون، تحدثت مع عدد من المسئولين عن الكرة، فكان رد فعلي المبدئي حزن عميق تملكني، فهناك شباب في عمر الزهور يموتون في مباراة كرة قدم، خسارة فادحة، مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معاني، كرة القدم بطبيعتها تجتذب مشاهدين مفعمين بالحماس والشغب، هذه طبيعة الكرة، في مصر وغيرها، ماحدث مأساة كبيرة". وأضاف: "تاريخ كرة القدم مفعم بالأمثلة المشابهة التي انطوت على عنف داخل الملاعب، الأمر يحتاج أن نتجاوزه لأنه كابوس، لأن الأمر لا يقتصر على عنف ملاعب، الأمر أكبر من ذلك، هناك تاريخ من التوتر بين الأهلي والمصري، ولكن هذا ليس مبرر للعنف، الأمر سابقا لم يتجاوز هتافات وألعاب نارية وشماريخ، لكن ما حدث مختلف ولا يمت للكرة بالصلة". وأكد برادلي قائلا: "علمت بتنظيم مسيرة من ميدان سفنكس بعد المذبحة، وكمسئول عن المنتخب، قررنا أن ندعمها كطاقم فني ولاعبين، لنظهر تعاطفنا وتعازينا لضحايا مأساة بورسعيد ونظهر دعمنا لمسيرة الشعب المصري في هذه الفترة الحاسمة، وأنني لست مستعدا للتخلي عن عن الشعب المصري في هذه المرحلة الحاسمة". وللسيطرة على الجماهير وحماسهم في الملعب أضاف: "حماس اللاعبين والمشجعين شيء لا يمكن كبحه أو إيقافه، وهذا لا يعني أن نطلق العنان لكل ما يريد أن يفعل شيء حتى لا ينتهي الأمر بكارثة، فطريقة توزيع الجماهير في المدرجات مهمة ولابد من المباعدة بينهم بحواجز قوية، فهذا شيء له أهمية ومن أهم معايير السلامة، لابد من وجود فاصل بين جماهير الفريقين وهذه مسئولية إدارة الملعب". وعن تعامله مع لاعبي المنتخب، بعد الحالة النفسية التي يعيشونها قال: "الحقيقة لا يمكن أن أخرجهم من هذه الحالة بنجاح، ولا يمكن أن أجعل اللاعبين ينسون بين عشية وضحاها ما حدث في بورسعيد، إن ما حدث لا يمكن نسيانه بسهولة، وبالتالي فالمباريات ستذكرهم بالجماهير التي جرحت وقتلت هي ذكريات مؤلمة للاعبين، كل من شاهد هذه المباراة يحتاج لوقت لينسى، لابد من العمل بشكل فردي مع كل لاعب لإعادة تحميسه للتدريب ورفع روحهم للمعنوية، فنحن نحمسهم على أن يكونوا قدوة للشباب وفخر المصريين في هذا الوقت، وروح المسئولية هي مفتاح النجاح لنا، وإعادة تأهيل اللاعبين للخروج من هذة الأزمة". وقال: "نحن نتعامل مع الفريق كعائلة لذا يهمنا رد فعل الجميع، الكل في بوتقة واحدة، تأثر بالمأساة ونحن نحاول الانصهار وتحمل المسئولية كاملة". وعن اعتذار لاعبي الأهلي عن الانضمام لمعسكر المنتخب قال برادلي: "تفهمت تفهما كاملا شعور لاعبي الأهلي ودعمتهم 100% عندما اعتذروا، ولكن بمرور الوقت وباستمرار الدعم والحوار بين اللاعبين، فإن المستقبل القريب سيشهد عودة لاعبي الأهلي، وأنا واثق من عودتهم، أنا مسئول على أرض الملعب أن أظهر للجميع أننا لن ننسى ما جرى ولكننا سنمضى للأمام ولن نتوقف، وإنه لا توجد أي مشاعر سلبية بين اللاعبين ولاعبي المصري المتواجدين بالمنتخب وتحديدا الحارس أحمد الشناوي". وأضاف: "منذ أن، حضرت أنا وزوجتى للقاهرة ذهبنا لأماكن كثيرة في مصر، الصعيد، الأقصر، وأسوان وزرنا المعابد هناك، ونحن نتطلع إلى إكمال جولتنا في مصر لأجزاء مختلفة، كما أن بناتي سيأتون في ديسمبر، أتيحت لي الفرصة لتذوق العبق المصري الأصيل، البعض يسألني هل ذهبت إلى شرم الشيخ أو الغردقة أقول ذهبت إلى إمبابة وأنا فخور بذلك، لأنه في أثناء وجودي في مصر أحتاج إلى التعرف على مصر الحقيقية".