عندما أهدر النجم الزامبي رينفورد كالابا ضربة الترجيح التي سددها لمنتخب بلاده بعد التعادل السلبي مع المنتخب الإيفواري في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2012، تغلغل الشعور بالذنب إلى نفس اللاعب سريعا بعدما حسب أن هذه الضربة قد تبدد آمال فريقه في الفوز باللقب القاري الأول في تاريخ بلاده. كان كالابا على وشك دخول تاريخ اللعبة من الباب المظلم ولكن انتهاء ماراثون ركلات الترجيح لصالح فريقه 8-7 وفوز المنتخب الزامبي بلقب كأس إفريقيا التي استضافتها غينيا الاستوائية والجابون دفع باللاعب إلى بر الأمان مجددا وأخرجه من عذاب الإخفاق إلى نشوة الانتصار. وقد أحرز المنتخب الزامبي لقب البطولة بالفوز على نظيره الإيفواري بضربات الترجيح إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي في المباراة النهائية للبطولة أمس الأول الأحد على ملعب "لاميتي" بالعاصمة الجابونية ليبرفيل.. ولذلك، لم يعد كالابا نجم خط وسط مازيمبي يفكر في هذه الضربة التي أهدرها. وقال اللاعب، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "كانت هذه الضربة واحدة من هذه الأشياء التي تتسم بالحظ العثر.. كان من المفترض أن تكون هدف الفوز. هذه الأشياء تحدث في كرة القدم ولكن عليك أن تواصل التقدم.. يتعين عليك فقط أن تنسى الماضي وتركز في المستقبل". وأوضح كالابا أن زملاءه حرصوا على تهدئته بعد إهدار هذه الضربة. وقال كالابا: "نحن مثل الوحدة المتماسكة. عندما أهدرت ضربة الترجيح، كنت أعلم أن اللاعبين سيشجعونني على نسيان ما حدث". وقال كالابا -25 عاما- إنه كان واثقا من قدرة فريقه على الفوز رغم إهداره هذه الضربة". وأشار كالابا إلى أن المنتخب الزامبي تحلى بالثقة الشديدة قبل خوض المباراة النهائية. وقال: "أتينا إلى هنا لرفع كأس البطولة. وعندما تأهلنا إلى النهائي، لم نفكر في أننا قد نخسر أمام كوت ديفوار". وعلق كالابا على المنتخب الإيفواري قائلا: "نحترم المنتخب الإيفواري. لديه لاعبون متميزون. ولكنني أعتقد أننا استحققنا الفوز بفضل الالتزام بالتعليمات والشجاعة والحماس في الملعب". وقال كالابا إن ديدييه دروجبا مهاجم المنتخب الإيفواري أهدر ضربة جزاء لفريقه في الدقيقة 70 وكان من الممكن أن يضاعف من صعوبة اللقاء على المنتخب الزامبي إذا نجح في تسجيلها. وأضاف: "ولكن، عندما أهدر دروجبا ضربة الجزاء رأيت أنه يومنا وأننا سنحقق الفوز ونتوج باللقب". وقال كالابا إن اللاعبين شعروا بسعادة خاصة لأن هذا الفوز تحقق في ليبرفيل بالذات بعدما شهدت هذه المدينة قبل 19 عاما مشهدا مأساويا هو الأكثر ترويعا في تاريخ كرة القدم الزامبية. ففي عام 1993، تحطمت الطائرة التي كانت تقل المنتخب الزامبي بعد تزودها بالوقود استعدادا لاستكمال رحلته إلى السنغال لخوض مباراة أمام أسود داكار في تصفيات إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994. ووقع الحادث على بعد نحو 500 مترا فقط من شواطئ ليبرفيل ليسفر عن مقتل 30 فردا منهم 18 من لاعبي المنتخب الزامبي. وقال كالابا: "أردنا تكريم اللاعبين الذين لقوا حتفهم هنا حتى تستطيع عائلات هؤلاء الضحايا أن تشعر بإحساس أفضل. وأشعر بالسعادة لأننا نجحنا في ذلك". وأعرب كالابا عن اعتقاده أن هذا الفوز قد يساهم في بناء الوحدة داخل زامبيا. وقال: "أعتقد أنه أمر رائع لزامبيا. رأيت الرئيسين السابقين لزامبيا هنا حيث حضرا لمشاهدة المباراة وكان ذلك جيدا لبلدنا".