ستكون الجماهير المصرية والعربية مدعوة لمتابعة "تلفزيونية" جديدة مع القمة الأبرز عربياً و إفريقياً بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، اللذان يلتقيان في السابعة من مساء الإثنين على نهائي كأس مصر 2015. قمة جديدة ستكون الجماهير العريضة مضطرة لمتابعتها حصراً عبر شاشات التلفاز في المنازل والمقاهي و ساحات الأندية، وسيجثم على شوارع القاهرة وأزقتها صمت ثقيل لن يُخفف وطأته سوى لحظات متقطعة من الصراخ والأهات المصاحبة للفرص والأهداف. تتحدى قمة الأهلي والزمالك كل الأزمات، وتقف في وجه التحديات بكل قوة، لتثبت لنا قبل الآخرين أنها قمة من نوع خاص وفريد جداً. ولعل أبرز الأزمات التي واجهتها قمتنا هي " أزمة الغياب الجماهيري الإضطرارية "، التي تلقي بظلالها على كرة القدم المصرية من أحداث ملعب بورسعيد 2012، قبل أن تزيد أزمة ملعب الدفاع الجوي من حجم الأزمة. لكن رغم هذا يبدو أن سحر الأهلي والزمالك أقوى من الأزمات واللعنات، إذ تُثبت القمة أنها مازالت وستبقى تتمتع بنفس السمات الخاصة جداً حتى في ظل غياب الجماهير. بدأ غياب الحضور الجماهيري عن القمة المصرية انطلاقاً من مواجهة دوري المجموعات في دوري أبطال إفريقيا في 22 يوليو 2012، وهي المواجهة التي تفوق فيها الأهلي بهدف دون رد. المباراة الثانية كانت في 16 سبتمبر من نفس العام و في إطار نفس المسابقة واحتضنها ستاد برج العرب في الإسكندرية، وأسفرت عن التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق. في موسم 2013، التقى قطبا الكرة المصرية مُجدداً في إطار دوري مجموعات دوري أبطال إفريقيا، واستضاف ستاد الجونة بالبحر الأحمر المبارتين بحضور جماهيري محدود تم بالتنسيق مع الأمن. كانت الأولى بتاريخ 24 يوليو، وأسفرت عن التعادل الإيجابي بهدف لمثله. بينما كانت الثانية في 15 سبتمبر، ونجح الأهلي في حسمها بنتيجة 4-2. في موسم 2014، التقى الفريقان في الدورة الرباعية النهائية لتحديد بطل الدوري المصري، الذي أقيم للمرة الأولى بنظام المجموعتين. وتفوق الأهلي بهدف دون رد في المباراة، التي حتضنها ستاد القاهرة الدولي في 28 يونيو. وتجدد في نفس العام اللقاء بين القطبين، لكن هذه المرة على كأس السوبر المصرية، ومُجدداً أُقيمت المباراة دون حضور الجماهير على ستاد القاهرة الدولي في 14 سبتمبر، وحسم الأهلي الفوز بعد ماراثون ضربات الترجيح المثيرة. وفي 2015، تجدد اللقاء الكبير بين القطبين على مستوى بطولة الدوري المصري، وتعادلا ذهاباً بهدف في كل شبكة على ستاد الدفاع الجوي في 29 يناير. وتوفق الأهلي إياباً على ملعب برج العرب بهدفين دون رد في 21 يوليو. والآن يتجدد اللقاء بين القطبين الكبيرين، الأحمر والأبيض على موعد جديد لا يفتقد للجمال والإثارة والبريق على كاس مصر، لكنه سيفتقد لأصوات الجماهير داخل أرض الملعب، أصوات غابت في صورتها المُكتملة منذ قمة 29 يونيو 2011، آخر قمة جماهيرية في استاد القاهرة، الذي احتضن تعادلاً مُثيراً بهدفين لكل فريق.