لكل فريق فى العالم مدرسة الكرة الخاصة به،ولكن فى العقد الأخير بات يمكنك تميزناشىء برشلونة فى كل أندية العالم،فهو اللاعب صاحب الحل السحرى فى النادى آى كان مركزه ، فبعد متابعة ميسى و الأستمتاع بمهارة انيستا ودقة تمريرات تشافى و صلابة بيويول أتضح للعالم أجمع ومما لايضع مجالاً للشك أن تلك المواهب لم تكن وليدة الصدفة . "لاماسيا" هى كلمة اسبانية تطلق على اللاعبين الشباب الموهوبين،إتُحذت فى عام 1702 كأسم لآكاديمية برشلونة لصناعة المواهب،وفى عام 1966 أصبحت مقر للنادى الكتالونى، لكن سرعان ما أصبح ملعب الفريق "كامب نو" معقل الفريق وعادت "لاماسيا" لتهتم بصنع النجوم والاساطير . وضع المدرب الهولندى لبرشلونة رينوس ميتشلز فى عام 1971 أسس الفلسفة الخاصة للأكاديمية حيمنا مزج بين إسلوب العب الأسبانى التقليدى الذى يعتمد على النقل السريع للكرة و بين الإسلوب الهولندى المتمثل فى التحرك المستمر وسرعة تبديل المراكز . ليخلق بذلك مفهوم جديد فى عالم كرة القدم اُطلق عليه فيما بعد "الكرة الشاملة" . اعتمدت الأكاديمية هذا الإسلوب ليكون النهج الاول للأكاديمية لصناعة نجوم تسطيع نقل الفريق الأول إلى ساحة التتويجات المحلية و الاوروبية،لكن مفهوم "الكرة الشاملة" كان يصعب التأقلم معه و نقله لتلاميذ الاكاديمية فى مختلف المراحل السنية ،وبدأت ملامح فشل إسلوب اللعب حتى قيل أنه أسلوب أقرب إلى الكمال ويستحيل تطبيقه على أرض الواقع . و عند تولى الاسطورة الهولندية يوهان كرويف تدريب النادى الكتالونى عام 1988 قدم لرئيس النادى معالجة بسيطة لمفهوم "الكرة الشاملة" ، تعتمد فى المقام الأول على استقطاب المواهب التى لا يتجاوزعمرها ال8 سنوات من جميع أنحاء العالم ، حتى يسهل زرع انوية نظرية "الكرة الشاملة" ومن ثم تطبقها على أرض الواقع بمنتهى التلقائية داخل أرض الملعب . حصد كرويف نتاج فكره فى الفترة مابين عام 1991 حتى عام 1994 حينما سيطر برشلونة على القارة الاوربية، فحصد دورى الأبطال و كأس السوبر الاوروبية عام 1992 ، و احتكر الدورى الاسبانى 4 اعوام على التوالى ، وأنهى كرويف مشواره التدريبى عام 1996 بعد أن حقق 11 بطولة فى 8 أعوام مع النادى الكتالونى . بعد إعتزال كرويف فشل الكثير من المدربين فى تطبيق تلك النظرية وعاد برشلونة إلى دوامة الظلومات وسيطر غريمة ريال مدريد على الكرة الاسبانية حتى عام 2005 ، إلى أن استخدم المدرب الهولندى فرانك ريكارد فلسفتة الخاصة لصنع فريق حصل على دورى الأبطال عام 2005\2006 و أحرز لقب الدورى مرتين . فى هذة الفترة القصيرة التى أبتعد فيها ريكارد عن "لاماسيا" خسر برشلونة لاعبين مميزين مثل سيسك فابريجاس الذى رحل إلى ارسنال بعد فقد الأمل فى اللعب للفريق الأول ،وخوسيه رينا حارس مرمى ليفربول و جيرارد بيكية الى مانشستر يونايتد ،وميكائيل ارتيتا صانع العاب ارسنال الحالى . بدأ ريال مدريد فى سحب البساط من برشلونة فى عام 2006 حتى 2008 مما دفع رئيس النادى فى ذلك الوقت خوان لابورتا لإتخاذ قرار حاسم بإقالة فرانك ريكارد و تعين جوسيب جوراديولا المدير الفنى للفرق الناشئين كمدير فنى للفريق الأول . كان الهدف من هذا القرار هو الإعتماد على "لاماسيا" فى إستعادة توازن الفريق، ولم يجد لابورتا خيار أمامه سوى المجازفة بتعين خريج الاكاديمية – جوسيب جورديولا- مدير فنى للفريق الأول . كانت قرارت جوارديولا صادمة لجماهير "البلو جرانا" حينما أبدى رغبته فى رحيل كل من رونالدينهو و ديكو ترام و زامبروتا و ادميلسون و طلب التعاقد مع دانيل الفيس و سيدو كيتا من اشبلية و إسترجاع جيرارد بيكية –خريج لاماسيا- من مانشستر يونايتد ، كما طلب تصعيد كل من سيرجيو بوسكيتس و بيدرو رودريجز من "لاماسيا" إلى الفريق الأول . و فى أول موسم لجورديولا مع الفريق الأول حقق إنجاز تاريخى بعد أن فاز بلقب الدورى الاسبانى و كأس ملك اسبانيا و دورى أبطال اوروبا ليحقق بذلك ثلاثية تاريخية أدخلته تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابة . ظل جوارديولا متمسك بقوام فريقه و أستمر فى الإطاحة بالنجوم الكبار و الإعتماد على خريجى "لاماسيا" وبات جمهور برشلونة يتسأل مع بداية كل موسم من هو النجم القادم للإلتحاق بنجوم برشلونة؟؟ ..... او إن صح التعبير نجوم "لاماسيا" !! .