إختتم النجم الإنجليزي الشهير ستيفن جيرارد كابتن ليفربول ومنتخب إنجلترا مشواره الكروي كلاعب مع ناديه الأسبوع الماضي في مهرجان كروي مؤثرعلى إستاد "انفيلد رود" بعد 17 عاماً قضاها في خدمة ناديه مفضلاً عدم إستبدال قميصه أو اللعب لأندية أخرى ورفض كل الإغراءات التي تعرض لها على مدى مشواره الطويل، ليضيف المزيد من الجدل حول مثل هذه الحالات النادرة للاعبين مخلصين فضلوا البقاء في ناد واحد طوال مسيراتهم الكروية ومنهم رايان جيجز الويلزي مع مانشستر يونايتد وكارلوس بويول مع برشلونة وبوفون مع اليوفنتوس . وقد تكون حالة جيرارد مختلفة قليلاً عن جيجز وبويول وبوفون، لأنهم تمسكوا بالإختيار الأمثل، حيث كانت أنديتهم هي أندية بطولات وتعيش أزهى عصورها وتحقق أفضل وأكبر الألقاب المحلية والاوروبية ، أما جيرارد، فعاش في الليفر في الوقت الخطأ الذي لم يكن في عصره الذهبي، فلم يحرمه هذا فقط من ملايين الجنيهات عبر الإنتقال بصفقة ورواتب وأرباح أكثر، بل حرمه أيضا من تتويجات وألقاب وأمجاد معنوية،ورغم نجومية جيرارد وموهبته الكبيرة، فلم يتمكن مع فريقه من إحراز لقب الدوري الإنجليزي " البريمييرليج " نهائياً ، ولو إستجاب جيرارد مثلاً لعرض مورينيو للإنتقال إلى تشيلسي عام 2005 مقابل 20 مليون إسترليني، لكان قد أضاف لرصيده عدا عن ملايين الجنيهات الإسترلينية، 11 بطولة منها أربعة ألقاب للبريمييرليج و4 في كأس الإتحاد الإنجليزي ولقباً في كأس الرابطة ولقباً في دوري أبطال أوروبا ولقباً في "يوروبا ليج" ، وتصوروا أن مسيرة جيرارد كلها طوال 17 عاماً لم يحقق فيها مع الردز إلا 8 بطولات منها خمسة محلية تتضمن 3 في كأس الرابطة ولقبين في كأس الإتحاد ، بالإضافة إلى لقب واحد في دوري الأبطال ولقب في اليوروبا ليج وآخر في السوبر الأوروبي ، كما أضاع جيرارد فرصة أخرى للإستجابة لإغراءات مورينيو أيضا بضمه لإنتر ميلان الإيطالي ولريال مدريد الإسباني ، فطارت منه ملايين وألقاب أخرى محلية وأوروبية. ومن سوء حظ جيرارد أن مباراته الختامية التي ودع فيها جمهوره في"الانفيلد رود" قد خسرها صفر / 3 أمام أستون فيلا أحد أندية الوسط ، لتكن برهاناً على أن إستمراره في الليفر لم يكن الإختيار الأمثل ، وشكله المتحسر علي ذلك الوداع هل كان يكفيه دفء مشاعر الجماهير وتقدير الإدارة وثناء مدربه برندان رودجرز الذي قال أن جيرارد هو ليفربول ليس النادي بل المدينة والناس والمشاعر والقيم ! .. ولكن ماذا عن نجوم آخرين مثل ماردونا وبلاتيني وتيري هنري وكريستيانو رونالدو وكلهم تركوا خلفهم أنديتهم التي منحتهم الشهرة والإنطلاق، ولهثوا وراء إغراءات اللعب لأندية أكبر ليحصدوا الملايين ويصلوا لآفاق أروع من البطولات والشهرة والمجد التاريخي .. والتساؤل هل هؤلاء خونة وينقصهم الولاء والإخلاص أم أنهم محترفون حقيقيون إختاروا مصلحتهم والولاء لأنفسهم فقط ليستغلوا سنوات اللعب المحدودة ويملاؤها بالمال والشهرة والمجد، هل كان سلوك جيرارد ولاء أم قلة حيلة وضعف إحترافية ، وهل كان سلوك النجوم الآخرين الذين جروا وراء مصالحهم كان هو الولاء الحقيقي لأبجديات الإحتراف؟