العشوائيات كلمة مؤلمة لكل الحكومات المصرية.. وحالة بائسة لمن يعيشون فيها, وعنوان للتدني الإنساني وسوء الإدارة لدي السياسيين المخلصين الذين يحاولون تغيير الواقعوالعبور إلي مستقبل رحب يتسع لكل المصريين, لكن حقيقةالحال تؤكد أن تلك المناطق هي عقدة في منشار التنمية, لم تنج من مشاكلها مدينة واحدة في مصر وبالطبع منبينها الإسكندرية التي تضم أكثر من30 منطقة عشوائية, لكلمنها طبيعة خاصة في المكان والزمان والسكان, لكن منطقة القباري غرب الإسكندرية تلخص حال أغلب تلك المناطق التي كادت تتحول إلي منطقة عشوائيةبعد أن كانتمنطقة شعبيةففيها سكان لا يجدون قوت يومهم فضلا عنمسكن ملائم, فيها تحولت الشوارع إلي بؤر لتجارة المخدرات والبلطجة وغسيل السيارات. وحول ذلك يقول الدكتور محمد السعيد الباحث السياسي إن منطقة القباري تنتمي لمنطقة الإسكندرية القديمة وتتمركز فيها الحرف القديمة وتعتبر من أهم أحياء الإسكندرية من الناحية التاريخية حيث تطل علي الميناء وبها باب27 بالإضافة إلي إن منطقة القباري تحتوي علي مجموعة من الآثار اليونانية الرومانية وقد تجاهلت المحافظة والمسئولون هذا الحي الحضاري العريق إلي أن تحول إلي ما يشبه المنطقة العشوائيةوالأخطر هو عودة مافيا الأراضي التي بدأ أعضاؤها في ردم وتجفيف بحيرة مريوط المتاخمة للمنطقة ليقيموا عليها عمارات سكنية أو يبيعوها كأرض مبان.. يقول علي النزاويمن سكان المنطقة الشوارع تحولت إلي جراجات ومغاسل للسيارات حيث يقوم المنحرفون بسرقة الكهرباء والمياه من الشوارع العمومية,ومنطقة القباري كانت ممرا لنابليون عندما دخل الإسكندرية وكانت منطقة عريقة بها مجموعة من المساجد الإسلامية العريقة كمسجد الشيخ القباري لكنها مهملة وفي طي النسيانوالقباري منطقة مهمة تحولت إلي منطقة بلا خدمات أو رعاية أو اهتمام وأصبحتسمتها العامة انتشار البلطجة والمخدرات وتحولت إلي واحدةمن المناطق المحرومة من الخدمات وتعاني من الفراغ الأمني حتي أصبحت معملا لتفريخالبلطجية والخارجين عن القانون ويشاطره الرأي أيمن خليفة من حزب مصر القوية فيقول ان السكان بالقباري يعانون اشد المعاناة ونحتاج إلي مشاريع تعالج البطالة وتقضي علي الفقر فعدد السكان كبير جدا ولا توجد مشاريع ونطالب الحكومة بالنظرلمنطقةمينا البصل كلها وخصوصا القباري والمكس وفي جولتنا داخل منطقة القباري وجدنا معظم سيارات الأجرة متهالكة ولا تحمل رخص تسيير وأحيانا بدون لوحات معدنية أصلا وتحولت المساكن إلي ورش للسمكرة والحدادة واللحام والدوكو في غيبة منالأمن الصناعي والمحافظة وحي غرب وخصوصا أسفل كوبري القباري وشارع المكس والأمان ناهيك عن انتشار الخردة في كل مكان وأكد أهاليالقباري الذين حاورهم الأهرام المسائي إن كل القيادات الشعبية والسياسية لا يتذكرون المنطقة إلا في مواعيد الانتخابات أما أعضاء المجالس المحلية السابقونفمشغولون إما بوضع اليد علي أراضيالملاحات المجاورة والملاصقة لمنطقة المأوي وبيعها للأهالي أو أنهم خارج الخدمة فلايهمهم مصلحتنا ويقول النائب احمد شعبان عضو مجلس الشوري السابق ان منطقة القباري تفتق إلي اهتمام الدولة والمسئولين بالإسكندرية وكان من المفترض أن تكون منطقة واعدة لأنها هي المخرج لعدة بوابات لميناء الإسكندرية وكان من الممكن ان تكون منطقة صناعية وتجارية الا ان القائمين علي محافظة الإسكندرية أعطوا ظهرهم لغرب الإسكندرية ومنها القباري والدليل علي ذلك ما حدث بكوبري27 القباري الذي انشيء ليحل مشكلة المرور بالمنطقة لكنه أدي إلي تفاقم المشكلة بعد اكتشاف عيوب فنية في إنشاء الكوبري ومنذ إنشائه وحتي ألان الكوبري متوقف ولا يستخدم وأضاف شعبان إن الفئران والقوارض منتشرة في كل مكان بسبب وجود المخازن المهجورة الموازية لخط الترام ناهيك عن الصرف الصحي المتهالك والمياه ضعيفة وإضاءة الشوارع المعدومة اما جمعه صرصار أمين الحزب الاشتراكي المصري فيقول ان الدولة في حاجة لأن تنظر نظرة خاصة لهذه المنطقة و إحداث تنمية حقيقية بها سواء محو أمية أو إقامة مشاريع جديدة تعالج مثلث الرعب الذي يكونه البطالة والفقر والمرض ولابد من استغلال الأعداد الكثيفة في إحداث تنمية وتغيير ملامح الحياة تماما لهذه المنطقة. وأوضح أنه بعد الثورة انهارت الخدمات ولابد من التخلص من صداع هذه المناطق.