عندما تمر أعلي كوبري 27 بالقباري والذي يبعد عن ميناء الداخلية أمتار قليلة تري جميع مظاهر العشوائية التي تجمعت علي مدار سنوات طويلة في منطقة "الغلبوني". هذه المنطقة التي اشتق اسمها من كلمة "الغلب" العامية لتصف حال سكانها الذين يعيشون في منازل متهالكة تخلو من مياه الشرب والصرف الصحي وتحاصرها القوارض والزواحف التي لم تترك كبيراً او صغيراً إلا وقامت بعقره او بلدغه. "روزاليوسف" تجولت بين ارجاء المنطقة ورصدت الواقع المرير الذي يعيشه ابناؤها. عمرو علي "عامل" يقول ان المنطقة تخلو من مياه الشرب حيث يعتمد الاهالي علي مبرد المياه "الصدقة" للحصول علي المياه ونقلها الي منازلهم في ظل عدم مد الشبكة الي المنطقة حتي الآن. وأضاف "علي" ان المنطقة محرومة ايضاً من الصرف الصحي إذ يلجاً السكان الي استخدام "الطرنشات" في تصريف مخلفاتهم مشيراً الي ان البناء بصورة عشوائية والتصاق المباني ادي الي عدم تمهيد شوارع المنطقة واستحالة دخول سيارات المطافئ او الاسعاف في حالة نشوب الحرائق. ويشير احمد ابراهيم علوان "عامل" الي ان المنطقة تحولت الي مأوي للحشرات والقوارض موضحاً ان الفئران التهمت اجزاءً من جسد ابنته الصغيره وزوجته. ولفت "علوان" الي ان مشاهدة الثعابين اصبح امراً مألوفاً للاهالي حيث شاهدت زوجته لعدة مرات الثعابين تتجول داخل منزلهم مما يصيب افراد اسرته بحالة من الذعر والهلع. وقال الطفل اسلام شعبان 10 سنوات وهو يكشف عن اثار عقر الفئران لذراعه انه تعرض لاكثر من مره لعقر الفئران التي انتشرت في المنطقة بصورة مخيفة خلال السنوات الأخيرة. وتؤكد عزيزة عبد الحليم "ربة منزل" ان فصل الشتاء يمثل مأساة حقيقية للأهالي خاصة وان اسقف منازلهم المتهالكة لا تحميهم من الامطار التي تتساقط عليهم وهم بداخل منازلهم محملة بالاتربة مما يضطرهم الي الخروج للشارع خلال سقوط الامطار. وتوضح "عزيزة" انها شاهدت ثعباناً يتجول داخل منزلها مرات عديدة مما جعلها تعيش في حالة من الذعر خوفاً علي اولادها من اللدغ. ويشير ابراهيم محمد "عامل" الي انه يقيم في المنطقة منذ 30 عاماً لافتاً الي ان عددًا كبيرًا من ابناء "الغلبوني" يعانون من الامراض الخطيرة بسبب التلوث الذي يحاصر المنطقة بسبب اكوام القمامة ومياه الصرف التي تغرق الشوارع. وتضيف رابحة حسين "ربة منزل" ان منازل المنطقة وصلت الي حالة يرثي لها بعد ان امتدت التصدعات لجميع جدرانها الامر الذي اصبح يهدد الاهالي بالموت تحت انقاضها بين اللحظة والاخري. ويلفت ثابت متولي "عامل" الي ان اراضي المنطقة يوجد بها عدد من الفتحات والسراديب التي يصل عمقها الي 30 متراً ولكن الاهالي سدت هذه الفتحات خاصة في ظل انتشار بعض الاشاعات حول وجود آثار بالمنطقة مشيراً الي ان هذه الفتحات العميقة تتسبب في انهيار اساسات المنازل. ويقول اشرف البنداري "موظف" ان مشكلة تصدع المنازل بدأت بعد إقامة كوبري 27 والذي اثر بالسلب علي الاساسات مشيراً الي ان المنازل تهتز عند مرور السيارات ذات الحمولات الزائدة اعلي الكوبري. وتوضح آمال محمد "ربة منزل" انها فوجئت اثناء صعودها اعلي منزلها العام الماضي بسقوط السقف مما ادي الي اصابتها بكسور وكدمات شديدة. ويضيف يسري اسماعيل "سائق": سقط سقف احد البيوت علي ابنتي منذ عامين وكان عمرها سبع سنوات مما اسفر عن اصابتها بكسر مضاعف في ساقها. ويطالب احمد سلامة ونبيلة عطا ومحمود خلاف بإقامة مساكن لابناء المنطقة للحفاظ علي حياتهم قبل ان تنهار المنازل فوق رؤوسهم. من جانبه اكد اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية انه تم تكليف اللواء محمد صلاح رئيس حي غرب بعمل حصر شامل لاهالي المنطقة تمهيدا لنقلهم الي مساكن بديلة بالكيلو 26 .