اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن اغتيال زعيم المعارضة التونسي محمد البراهمي هو بمثابة ضربة لتونس في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات السياسية في البلاد. عقب عامين من ثورة الياسمين التي أنهت ديكتاتورية الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وتمكين حزب النهضة الإسلامي الحاكم في الانتخابات البرلمانية, الذي قويت شوكته, واتهمته الأحزاب اليسارية والديمقراطية بعدم الكفاءة. ولفتت الصحيفة في تعليق أوردته علي موقعها الإلكتروني أمس إلي أن اغتيال البراهمي أمس أمام عائلته آثار الغضب الشعبي وعرض تونس, التي تعد المعقل الأخير للاستقرار النسبي بين الدول العربية التي عصفت بها الاضطرابات الثورية علي مدار العامين الماضيين, للانقسام السياسي العميق. وأوضحت الصحيفة أن حدة الاتهامات الموجهة من قبل الأحزاب اليسارية والديمقراطية تزايدت من قبل الأحداث التي أطاحت بالحكومة الإسلامية في مصر قبل ثلاثة أسابيع, حيث طالبت المعارضة التونسية بصورة متزايدة باستقالة الحكومة وتحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة, وبدأت مجموعات الشباب, كشباب تمرد علي غرار حركة تمرد في مصر والتي كان لها دور رئيسي في عزل الرئيس محمد مرسي, في تنظيم الاحتجاجات, كما دعت الحركة النقابية التي لعبت دورا كبيرا في الثورة التونسية إلي إضراب عام أمس احتجاجا علي قتل البراهمي. ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين قوله إن خطورة هذا الأمر تتمثل في الهجوم علي المؤسسات الديمقراطية, مضيفا وهناك احتمال بتقسيم تونس إلي أقطاب علمانية وأخري إسلامية بحتة,فضلا عن مواصلة إقصاء أنصار التيار الإسلامي المتشدد, في الوقت الراهن, عن العملية الديمقراطية. ورأت الصحيفة أن أعضاء حزب النهضة مثلهم مثل نظرائهم في جماعة الإخوان المسلمين في مصر, كانوا قليلي الخبرة في إدارة البلاد, وكان الحزب محظورا في ظل الحكومة السابقة, وقضي أعضاؤه سنوات في السجن أو المنفي. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي أن الإطاحة بالحكومة التي هيمن عليها الإسلاميون في مصر, ولدت لدي الحكومة التونسية شعورا بالاستعجال, حيث يجتمع أعضاء الجمعية الوطنية التأسيسية يوميا طوال شهر رمضان المبارك للتوصل إلي اتفاق بشأن المسودة النهائية للدستور, وهم الآن علي مقربة من الموافقة علي مجلس لإدارة الانتخابات. رابط دائم :