رغم أن المدرسة واجهتها عقبات وضعها البعض علي أساس أن الفنون رجس من عمل الشيطان وان الدين يحرم التماثيل وقد تصدي الامام محمد عبده لهذا الامر مبينا ان الفن والتماثيل لهما فوائد عديدة حسنا فعلت وزارة الثقافة ان وضعت هذه القصور تحت مظلة قانون الآثار باعتبارها أثرا وهي تقوم الآن بصيانة القصور وترميمها وإصلاح ما أفسده الدهر تصفحت كتابا جميلا صدر في مئوية كلية الفنون الجميلة مؤرخا لها منذ ان كانت مدرسة للفنون الجميلة تواكب إنشاؤها مع إنشاء الجامعة الأهلية قبل قرن من الزمان عندما اجتمعت عزائم لفيف من أبناء مصر من اجل إنشاء الجامعة وانشاء مدرسة للفنون ورغم أن المدرسة واجهتها عقبات وضعها البعض علي أساس أن الفنون رجس من عمل الشيطان وان الدين يحرم التماثيل وقد تصدي الامام محمد عبده لهذا الامر مبينا ان الفن والتماثيل لهما فوائد عديدة وأنهما أعمال شرعية لاتخالف الدين, وقد توقفت كثيرا أمام جهود الأمير يوسف كمال التي قام بها من أجل إنشاء المدرسة فالرجل كان محبا للفنون داعما لها ولدارسيها ويبدو ذلك مما شاهدته من أعمال فنية في قصوره التي بناها علي نيل مصر في مدينة نجع حمادي وفي كلمات جميلة للدكتور يحيي الزيني أحد خريجي كلية الفنون الجميلة يعدد الرجل مآثر الأمير الذي تبني فكرة إنشاء مدرسة الفنون وكيف أنه مول الفكرة من خلال وقف خيري خصصه للإنفاق علي المدرسة وطلابها وييسر للطلاب الدراسة بدون مصاريف كما أن الكتاب احتوي علي ذكريات للفنان يوسف كامل تناولت جهود الأمير يوسف كمال وكيف أنه يعتبر باعث النهضة الفنية في مصر حيث شجع علي إنشاء مدرسة الفنون الجميلة التي تم افتتاحها عام1908 وأحضر الاساتذة الذين يقومون بالتدريس من فرنسا ومن ايطاليا بل إنه كان يجلس أمام الطلبة ليصوروه وكان البرنس ذواقا للفن حتي إنه كان يقيم أعمال الطلبة وينبه الي مافيها من ايجابيات أو سلبيات والأمير يوسف كمال نعرفه نحن أبناء نجع حمادي من خلال قصوره علي شاطئ النيل ومدرسته التي أنشأها في نجع حمادي وكذلك القيسارية التي بها العديد من محلات البيع والتجارة ووابور الكهرباء الذي كان ينير بعض شوارع نجع حمادي عندما لم تكن مدن الصعيد في مديرية قنا تعرف الكهرباء وقد كان الأمير إقطاعيا كبيرا ذلك انه كان يملك آلافا من الأفدنة تقع في زمام مركز نجع حمادي وبعض زمامات القري الاخري في مركزي فرشوط و أبوتشت حتي أن مساحة أرضه كان يقال انها تبلغ حوالي خمسة عشر الف فدان وكانت أغلب هذه المساحات تزرع بقصب السكر وكانت حدائقه تجود بأفخر أنواع الفاكهة وخاصة المانجو وعلي شاطئ النيل في قرية القصر التابعة لنجع حمادي كان له أكثر من برج للحمام وكان أي إنسان لايستطيع ان يصطاد حمامة واحدة من آلاف الحمام الذي كان يملأ جو القرية وكانت فضلات الحمام وهي الزبل يقوم العمال بتجريفه وتشوينه ليستعمل كسماد لأرض الحدائق أما قصوره الأربعة فلم نكن نشاهدها ونحن صغار إلا من خلال تجولنا بأحد المراكب الشراعية علي صفحة مياه النيل فهي قصور محاطة بسور مرتفع وان كانت تطل علي النيل وكنا نلحظ علي البعد الأبهة والعظمة لهذه القصور والتي رأيناها عن قرب عندما دخلنا هذه القصور بعد توزيع أراضي البرنس علي صغار الفلاحين واتخاذ القصر الرئيسي مقرا للإصلاح الزراعي, وحسنا فعلت وزارة الثقافة ان وضعت هذه القصور تحت مظلة قانون الآثار باعتبارها أثرا وهي تقوم الآن بصيانة القصور وترميمها وإصلاح ما أفسده الدهر, المرة الوحيدة التي شاهدت فيها البرنس يوسف كمال عن قرب كانت منذ أكثر من سبعين عاما عندما شاركت مدرسة دشنا الابتدائية مع مدرسة البرنس يوسف كمال بنجع حمادي في يوم رياضي حيث ذهبنا نتباري مع تلاميذ هذه المدرسة ويبدو أن اليوم أقيم خصيصا للترحيب بالبرنس أثناء زيارته للمدرسة بمناسبة وجوده في شتاء سنة1938 في نجع حمادي وقد شاهد هو ومجموعة من ضيوفه الأمراء والأميرات العرض الرياضي لتلاميذ المدرستين كما شاهد مباراة كوميدية أضحكته هو وضيوفه فقد جاءوا بطشت كبير ملأوه دقيقا ووضعوا في الدقيق عملات من فئة الريال الفضة وجاءوا بنا نحن الصغار وايدينا الي الخلف والشاطر من يستخرج بفمه إكبر عدد من الريالات فكنا نغرس وجوهنا في الدقيق وعندما نعثر علي الريال تكون وجوهنا بيضاء من الدقيق فيضحك الامير وضيوفه.