يعد كتاب الموطأ واحدا من أهم الكتب التي جمعت أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم الصحيحة والموثقة وهو أهم مؤلفات الامام مالك بن أنس وأجل آثاره لي كتبه بيده حيث اشتغل في تأليفه ما يقرب من04 سنة. وهو الكتاب الذي طبقت شهرته لآفاق واعترف الأئمة له بالسبق علي كل كتب الحديث في عهده وبعد عهده الي عهد الامام البخاري. والذي يؤكد علو مكانة كتاب الموطأ بين كتب الحديث النبوي ما قاله عنه الامام الشافعي: ما ظهر علي الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك, وفي رواية: أكثر صوابا وفي رواية: أنفع وهذا القول قبل ظهور صحيح البخاري وقال عنه البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر, وكان البخاري يسمي هذا الاسناد بسلسلة الذهب وكثيرا ما ورد هذا الاسناد في الموطأ, وأثني عليه القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي بقوله: الموطأ هو الأصل واللباب وكتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب, وعليهما بني الجميع كمسلم والترمذي. وتمت صياغة كتاب الموطأ باسلوب رائع الرتيب سهل المحتوي ميسور لفهم فهو يتكون من61 فصلا سماها مالك بالكتاب, يبدأ بكتاب وقوت الصلاة كتاب وكتاب الطهارة وكتاب السهو وكتاب الجمعة وكتاب الصلاة في رمضان وكتاب صلاة الليل وكتاب صلاة الجماعة وكتاب قصر الصلاة في السفر وكتاب العيدين وكتاب صلاة الخوف وكتاب صلاة لكسوف وكتاب الاستسقاء وكتاب القبلة وكتاب القرآن وكتاب الجنائز وكتاب الزكاة وكتاب الصيام كتاب الاعتكاف وكتاب الحج وكتاب الجهاد وكتاب النذور والايمان وكتاب الضحايا وكتاب الدبائج وكتاب الصيد وكتاب العقيقة وكتاب الفرائض وكتاب النكاح وكتاب الطلاق وكتاب الرضاع وكتاب البيوع وكتاب القراض وكتاب المساقاة وكتاب كراء الأرض وكتاب الشفعة وكتاب الأقضية وكتاب الوصية وكتاب العتق والولاء وكتاب المكاتب وكتاب المدبر وكتاب الحدود وكتاب الأشرية وكتاب العقول وكتاب القسامة وكتاب الجامع وكتاب القدر وكتاب دعوة المظلومو ينتهي بكتاب اسماء النبي صلي الله عليه وسلم, وهو واحد من دواوين الاسلام العظيمة وكتبه الجليلة, ويشتمل علي جملة من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة من كلام الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ويتضمن كتاب الموطأ أيضا اجتهادت المصنف وفتاواه. وقد سمي الموطأ بهذا الأسم لأن مؤلفه وطأة للناس, بمعني أنه هذبه ومهده لهم. ونقل عن مالك أنه قال: عرضت كتبي هذا علي سبعين فقيها من فقهاء المدينة, فكلهم واطأني عليه, فسميته الموطأ. وظل الامام مالك أربعين سنة يقرأ الموطأ علي الناس, فيزيد فيه وينقص ويهذب, فكان التلاميذ يسمعونه منه او يقرؤونه عليه خلال ذلك, فتعددت روايات الموطأ واختلفت, بسبب ما قام به الامام من تعديل علي كتابه, فبعض تلاميذه رواه عنه قبل التعديل, وبعضهم أثناءه, وبعضهم رواه ف آخر عمره, وبعضهم رواه كاملا, وآخرون رووه ناقصا, فاشتهرت عدة روايات ل الموطأ اهمها: رواية يحيي بن يحيي المصمودي الليثي(432 ه): وهي أشهر رواية عن الامام مالك, وعليها بني أغب العلماء شروحاتهم, ورواية أبي مصعب الزهري: وتمتاز بما فيها من الزيادات, وبأنها آخر رواية نقلت عن مالك, وهي متداولة بين أهل العلم, ورواية عبد الله بن مسلمة القعنبي(122 ه): وهي أكبر روايات الموطأ, وعبد الله بن مسلمة القعنبي من أثبت الناس في الموطأ, عند ابن معين والنسائي وابن المديني.