ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون زودت الكونجرس بأول قائمة مفصلة بالخيارات العسكرية لاحتواء الحرب الأهلية السورية, مشيرة إلي أن حملة لترجيح كفة المعارضة أمام الرئيس السوري بشار الأسد ستكون مهمة ضخمة تتكلف مليارات الدولارات ويمكن لها أن تأتي بنتائج عكسية علي الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة- في تقرير لها أمس إن قائمة الخيارات, التي وضعت في إطار رسالة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي إلي رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ كارل لفين, هي المرة الأولي التي يصف فيها الجيش بصراحة ما يراه علي أنه تحد قوي للتدخل في الحرب. وأضافت الصحيفة أن هذه القائمة جاءت في الوقت الذي بدأ فيه البيت الأبيض, الذي يقتصر تدخله العسكري علي إمداد الثوار بأسلحة صغيرة وغيرها من الأسلحة, الاعتراف ضمنيا بأن الأسد ربما لا يتم إبعاده عن السلطة في أي وقت قريب. وأشارت الصحيفة إلي أن الخيارات, التي تتراوح ما بين تدريب المعارضة علي شن ضربات عسكرية وفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا, ليست بالجديدة وان الجنرال ديمبسي قدم تفاصيل بشأن الخدمات اللوجستية وتكلفة كل منها, حيث أشار إلي أن الضربات طويلة المدي علي أهداف عسكرية للحكومة السورية ستتطلب مئات من الطائرات والسفن والغواصات وغيرها من المعدات المساعدة وستتكلف المليارات, وقدم الرسالة التي رفعت عنها السرية ووقعت في ثلاث صفحات بناء علي طلب من لفين عقب الإدلاء بشهادة الأسبوع الماضي أعرب فيها عن اعتقاده بأنه من المرجح أن يبقي الأسد في السلطة لمدة عام من الآن. وتابعت الصحيفة القول إنه في ذلك اليوم بدأ البيت الأبيض التحوط علنا في رهاناته بشأن الأسد بعدما كان يقول لمدة عامين تقريبا إن أيام الأسد معدودة حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بينما هناك تحولات في قوة الدفع علي أرض المعركة, لن يحكم بشار الأسد حسبما نري كل سوريا مجددا. وأوضحت الصحيفة أن هذه الكلمات تمثل تغيرا دقيقا في عبارات البيت الأبيض حيث إنها اعتراف ضمني بأنه عقب المكاسب التي حققتها قوات الحكومة مؤخرا ضد المعارضة التي تزدادفوضي, يبدو أن الأسد سيتشبث بالسلطة علي الأرجح في المستقبل المنظور ولو فقط علي جزء أقل من سوريا المقسمة. وقالت الصحيفة إن الجنرال ديمبسي كتب في رسالته أنه إذا أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجيش فإن الجيش مستعد لتنفيذ الخيارات ومن بينها جهود التدريب وتقديم النصح للمعارضة ومساعدتها وشن ضربات صاروخية محدودة وإنشاء منطقة حظر طيران وإقامة منطقة عازلة عبر الحدود مع تركيا والأردن علي الأرجح والاستحواذ علي التحكم بمخزونات الأسلحة الكيماوية الخاصة بالأسد. ونوهت الصحيفة إلي أن الجنرال ديمبسي أوضح في الرسالة أن قرارا لاستخدام القوة ليس بأقل من عمل حربي, وقال محذرا إننا يمكن عن غير قصد أن نمكن المتطرفين أو نعطي فرصة لإطلاق الأسلحة الكيماوية التي نسعي للسيطرة عليها. ومن جانبها منحت لجنة الاستخبارات في الكونجرس الأمريكي, الإدارة الأمريكية موافقتها علي عملية تسليح المعارضة السورية. وقال رئيس اللجنة الجمهوري مايك روجرز إنه رغم التحفظات القوية لأعضاء اللجنة فقد تم التوصل إلي توافق يلبي تطلعات الإدارة. وأضاف أن الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية قدم عرضا حذرا للسيناريوهات الأمريكية المحتملة في سوريا, والتي يمكن للإدارة الأمريكية اللجوءإليها في الرسالة التي وجهها لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين. كما عقد وزير الخارجية الامريكي جون كيري امس اجتماعا مع مسئولين في الاممالمتحدة ومنظمات الاغاثة لمناقشة سبل مساعدة ملايين اللاجئين السوريين. وفيما لا ترتسم في الافق نهاية للنزاع الذي دخل شهره ال28 في سوريا, تواصل حصيلة القتلي ارتفاعها حيث وصلت الي نحو100 الف قتيل, بينما اصبح8,1 مليون سوري لاجئا في الدول المجاورة. كما يعتقد ان نحو اربعة ملايين شخص تشردوا داخل البلاد بسبب القتال في سوريا حيث يخاطر عمال الاغاثة يوميا بحياتهم لتوصيل امدادات الاغذية والماء الضرورية. وتتزايد المخاوف من انتشار النزاع الي الدول المجاورة مثل الاردن ولبنان والعراق. وقال كيري نعتزم ان نجري اليوم مناقشات قوية جدا وعميقة حول الطرق المبتكرة التي يمكننا اعتمادها للوفاء بالتزاماتنا تجاه اناس يتعرضون لخطر شديد. ويشارك في اللقاء انتونيو غوتيريس المفوض الاعلي للاجئين في الاممالمتحدة, وعدد من رؤساء برنامج الاغذية العالمي وصندوق رعاية الطفولة( اليونيسف) واللجنة الدولية للصليب الاحمر. في غضون ذلك, يعقد مجلس الامن الدولي اول اجتماع له مع قيادة الائتلاف الوطني السوري في نيويورك الجمعة, بحسب ما اعلنت بريطانيا. ويرأس احمد جربا وفد المعارضة السورية الذي سيقوم بجولة في عدد من العواصم الاوروبية, ويحتمل ان يضم كذلك عددا من القادة العسكريين في المعارضة. وصرح سفير الاممالمتحدة في بريطانيا مارك ليال جرانت ان بريطانيا ستعقد اجتماعا غير رسمي لدول المجلس ال15, بما فيها روسيا والصين, للقاء معارضي الرئيس السوري بشار الاسد. واضاف ان اللقاء سيوفر منبرا لاعضاء المجلس لاجراء حديث صريح وغير رسمي مع الائتلاف الوطني, ومناقشة القضايا الاساسية المتعلقة بالنزاع السوري. وقال ان من بين القضايا التي ستجري مناقشها انهاء العنف والاعداد لمؤتمر جنيف2 اضافة الي معالجة قضايا دخول المساعدات الانسانية وحقوق الانسان واللاجئين وحماية المدنيين. ومن جانبها, قالت الاممالمتحدة انها تبلغت بوقوع13 هجوما كيميائيا في سوريا, بحسب ما افاد مسئول اممي بارز امس قبل محادثات بين خبراء من الاممالمتحدة والحكومة السورية. وقال روبرت سيري مبعوث الاممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط, لمجلس الامن الدولي ان الامين العام للمتحدة بان كي مون لا يزال قلقا بشدة حول التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في النزاع المستمر منذ28 شهرا في سوريا. وتاتي تصريحات سيري مع وصول اكي سيلستروم رئيس لجنة تابعة للامم المتحدة للتحقيق في استخدام اسلحة كيماوية في سوريا ورئيس لجنة نزع الاسلحة في الاممالمتحدة انجيلا كين الي بيروت. ويتوقع ان يتوجه المسئولان الي دمشق اليوم لبدء محادثات مع حكومة الاسد حول السماح بالدخول الي مواقع في سوريا يعتقد انه تم استخدام اسلحة كيماوية فيها. ميدانيا, يواصل المقاتلون الاكراد تقدمهم في شمال سوريا امس حيث سيطروا علي عدد من القري بعد طرد مقاتلين جهاديين منها, في وقت تسود حالة من انعدام الثقة بين العرب والاكراد في المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة بين الطرفين.