أثناء قراءة التسجيلات الصوتية التي خص بها الرئيس السابق مبارك جريدة الوطن ورد علي خاطري كلمات من قصيدة لأحمد شوقي. برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا.. ومشي في الأرض يهذي ويسب الماكرينا.. لكن الديك الفصيح أجابه بلغوا الثعلب عني عن جدودي الصالحينا.. إنهم قالوا وخير القول قول العارفينا.. مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا في الظهور الثاني خلال أقل من شهر خرج مبارك بتسجيلات صوتية حسب ما جاء بالجريدة قالها لشخص مقرب منه يتردد علي زيارته في المستشفي. ما قاله مبارك ونشرته الجريدة ترميم وتجميل لصورة الرئيس السابق حتي لو كان علي حساب شخصية وطنية راحلة لا تملك أن تكذب ما قاله مبارك ولكن علي المؤسسة التي كان يترأسها أن تخرج لترد اعتباره. ما قاله مبارك عن القاعدة العسكرية الأمريكية الذي وافق عليها المشير عبد الحليم أبو غزالة ورفضها ليس كلاما عاريا من الصحة فقط ولكنه عار من الضمير وإذا كان المتحدث مجنونا فالناشر والقارئ عاقل ويحلل كل كلمة هل من المعقول أن يوافق وزير دفاع مخضرم علي طلب أمريكا بإقامة قاعدة عسكرية بقرار فردي؟ وهل عدم إقامة قواعد عسكرية بمصر قرار مبارك أم أنه من ثوابت السياسة المصرية في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومن بعده الرئيس الراحل محمد أنور السادات ولا يستطيع أي رئيس أن يتخلي عنها. أراد مبارك أن يظهر كبطل مغوار يقف ضد رغبات أمريكا ويفشل مخططاتها للتجسس عبر مشروع يربط سنترال رمسيس بكل الاتصالات. ومن بين ما قاله أنه اختار التخلي عن الحكم حرصا علي الشعب. المصدر القريب من مبارك الذي سجل حديثه وصفه بالزاهد. الظهور الأول لمبارك في الوطن كان في الحوار الصحفي الذي نشرته الجريدة يوم12 مايو الماضي ونفي محامي مبارك حدوثه.. الحوار تضمن عدة رسائل. 1 أن مبارك متماسك متابع جيد لما يدور من أحداث. 2 مازال علي عهده منحازا لمحدودي الدخل يدافع عنهم وعن حقهم في الدعم. 3 وطني قلق علي البلد. 4 حكيم يرفض الحكم علي مرسي قبل انقضاء عام من فترة حكمه. في تقديمها لنشر التسجيلات حرصت الجريدة علي التأكيد علي أن الهدف من النشر إعلاء لحق المواطن في المعرفة. ولكن ما تم نشره لا يحقق الحق في المعرفة لأن ما جاء في الحوار وما جاء في التسجيلات هو ما أراد مبارك أن يقوله, وقد يكون ذلك جائزا عندما كان رئيسا يحكم أما الآن وهو رئيس يحاكم لا ينبغي أن ننشر ما يريد قوله ولكن ننشر ما نريد أن نسمعه ونعرفه وأهم ما يريد الناس معرفته هل لو رجع به الزمن سيختار نفس الطريق ونفس المنهج في حكم مصر؟ هل يشعر بالندم؟ مسئولية ما حدث من يتحملها؟ الدور الذي لعبه نجله جمال وكيف أدي إلي نهايته متهما بالقتل؟ والفساد المالي؟ ما هي الشخصيات التي وثق فيها ولم تكن أهل ثقة؟ مسئوليته عن الوضع الحالي في مصر؟ لماذا حرص علي خنق مصر سياسيا ولم يسمح بمعارضة قوية وتداول سلمي للسلطة؟ الانتخابات البرلمانية الأخيرة فترة حكمه هل عجلت بسقوطه ومن المسئول عن تزويرها؟ لماذا حرص علي تشويه معارضيه وتغييبهم في المعتقلات وإيجاد معارضة كرتونية ضعيفة؟ ما هو المستقبل الذي كان يريده لابنيه وما هو إحساسه وهو يراهما خلف القضبان؟ أسئلة كثيرة كان يمكن أن يوجهها الصحفي في حواره أو تعطيها الصحيفة للشخصية المقربة من مبارك ليجيب عنها هنا فقط يمكن قبول ظهور مبارك بهدف إعلاء حق القارئ في المعرفة. ويبقي السؤال الأهم لماذا يخص مبارك مجدي الجلاد وجريدة الوطن؟ ولماذا الآن ومصر قلقة تنتظر30 يونيو؟!! رابط دائم :