في العشرين من هذا الشهر بدأت فعاليات دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة ميرسن التركية والدورة هي السابعة عشرة في سجل الدورات المتوسطة فقد بدأت في سنة1951 أولي الدورات في مدينة الإسكندية. ثم توالت عبد ذلك في مدن عديدة مطلة علي مياه البحر المتوسط أو البحار المختلفة معه مثل الأورباتيك وايجه وغيرهما, ودورات البحر المتوسط. إن لمصر فضلا في نشأتها فالفكرة مصرية خالصة وذلك عندما تقدم محمد طاهر باشا رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية بعرض مشروع إقامة دورة رباعية يكون مجالها حوض البحر المتوسط وذلك بدلا للدورة الإفريقية التي كان من المزمع إقامتها في مدينة الإسكندرية1929 ولكن سياسة الاستعمار الذي كان يحتل القاهرة حالت دون إقامتها.. ووجدت الفكرة الجديدة ترحيبا من اللجنة الأوليمبية الدولية عندما عرضها طاهر باشا في اجتماع للجنة الدولية الذي عقد بمدينة روما سنة1949 وتمت الموافقة علي الفكرة وعهد إلي اللجنة الأوليمبية بتنظيم أول دورة لدولة البحر المتوسط بالإسكندرية في أكتوبر سنة.1951 وهكذا اعتبرت مصر هي مؤسسة الدورات الرياضية المتوسطة وهذه الدورات تقام كل أربع سنوات وتسبق الدورة الأوليمبية العالمية بأحد عشر شهرا ولكن في عام1991 اعتمدت لجنة دورات البحر المتوسط إقامة الدورة بعد انتهاء الدورة الأوليمبية بإثني عشر شهرا ولذلك تقرره إقامة دورة غير عادية في لانجولاروشيليون في فرنسا1993, هذا ملخص لتاريخ هذه الدورات التي شاركت فيها مصر منذ النشأة1951 حتي الدورة التي ستقام في ميريسن التركية ولم تتخلف مصر عن المشاركة إلا في دورة تونس سنة1967 لظروف الحرب. وقد قدر لي وأنا مذيع أقدم البرامج الرياضية عبر ميكروفون الإذاعة أن أقوم بمتابعة وتغطية أخبار سبع دورات متوسطة بدءا من دورة الإسكندرية سنة1951 ومرورا ببرشلونة سنة1955 وبيروت1959 ونابولي1963 وأزمير التركية سنة1978 والبليت في يوغوسلافيا سنة1979 وانتهاء بالدار البيضاء سنة1983 ولي مع كل دورة حكايات وذكريات لا تزال عالقة بالذهن رغم مرور الأيام والسنين خاصة أنها ذكريات جميلة مليئة بالسرور والحركة والنشاط ولا أنسي أول دورة بالثغر الجميل حيث كنت مذيعا ناشئا واصطحبني المذيع الأول المشري يرحمه الله لكي أساعده في نقل أحداث الدورة من ناحية ولكن أتدرب علي يديه وأتلقن منه كيف يقوم المذيع بتقديم الإذاعات الخارجية والأحداث الرياضية وشاركت في هذه الدورة عشر دول هي إسبانياوفرنسا ولبنان واليونان وإيطاليا ومالطا وسوريا وتركيا ويوغوسلافيا ومصر وتضمن برنامج الدورة ثلاث عشرة لعبة هي ألعاب القوي وكرة القدم والتجديف والجمباز والمصارعة وكرة السلة ورفع الأثقال والملاكمة والسلاح والرماية والسباحة وكرة الماء والغطس وأحرزت مصر في هذه الدورة22 ميدالية ذهبية,26 فضية, و18 برونزية وجاء ترتيبها الثالث فقد احتلت فرنسا المرتبة الأولي وإيطاليا المرتبة الثانية, وأذكر في هذا السياق كيف أن أستاذي أنور المشري تركني في ملعب كرة السلة في الصالة المغطاة بالإسكندرية قائلا إنه علي أن أقوم بتقديم المباراة النهائية في كرة السلة وكانت بين منتخب مصر ومنتخب إسبانيا, وللمفارقة فإن معلق المباراة كان الكابتن محمد لطيف الذي بدأ عمله كمعلق رياضي في كرة السلة وكان في نفس الأيام برتبة مقدم بالقوات المسلحة ويشغل منصبا في الاتحاد الرياضي للقوات المسلحة وكان يصاحب فريق مصر العسكري في كرة السلة في مبارياته وكان يعلق علي مبارياته وهممت بتقديم الكابتن الذي انطلق في وصفه للحدث حيث كانت الصالة مزدحمة عن بكرة ابيها بالمشجعين وكان فريقنا هو الفريق الذهبي لكرة السلة الذي في صفوفه منتصر وأبو عوف والبير والرشيدي وتافجو وغيرهم من النجوم واستطاع المنتخب أن يفوز باللقب ويحرز ذهبية كرة السلة التي كانت درة الميداليات الذهبية التي أحرزتها في الدورة وهي ميدالية في التجديف وثلاث في الجمباز ومثلها في المصارعة وخمس في الملاكمة وست في رفع الأثقال واثنتان في الرماية وواحدة في السباحة والغطس. رابط دائم :