حالة من الاستعداد والانتظار والتأهب تسيطر علي الشارع المصري تحسبا ليوم30 يونيو القادم, فالبعض أعرب عن قلقه الشديد حيال تلك التظاهرات والدعوات لإسقاط النظام في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية السيئة للبلاد, والبعض الآخر أكد أنه لن يكون هناك أي تغيير وستستمر السلطة المصرية في عملها لأن الداعين للمظاهرات لا يملكون القاعدة البشرية في الشارع المصري التي تمكنهم من الانتصار وتحقيق مطالبهم غير الشرعية, فيما يري أساتذة العلوم السياسية أن ذلك اليوم حاسم في تاريخ مصر لأن كل القوي السياسية ستعرف مدي تأثيرها علي الشارع المصري مما سيغير الاتجاه نحو متطلبات هذه القوي, فيما قال رجال الدين أن كل تلك الدعوات لا تعبر عن الاسلام, فالإسلام هو دين العمل وينهي عن الفتنة وعدم الاستقرار والدعوة إلي الاحتجاج في البداية قال أسامة محمد دكتور نساء وتوليد أن المسألة لا تحتمل العناء أكثر من هذا ولابد من وجود حلول فورية قبل حدوث تلك الكارثة, إذا كان المشاركون في التظاهرات بنفس الاعداد التي تم الاعلان عنها, وهناك مخاوف عديدة علي الاقتصاد المصري الذي يعاني من الانهيار في البورصة بالفترة الأخيرة وتفاقم أزمة نهر النيل وكل ذلك يؤثر علي وضع الاستقرار بالبلاد بالاضافة لتلك المليونيات التي ستؤدي للوقيعة بين الناس بسبب تأييد أو معارضة الحاكم. فيما أشار أكمل محمد مهندس إلي أنه يخشي نشوب حرب أهلية, وبالرغم من تأييده أو اعتراضه علي النزول30 يونيو إلا أن هناك حلقة مفقودة وهي ما هو البديل لحل تلك الأزمات المتعمقة في البلاد ومن يستطيع أن يقوم بذلك, فلم يخرج أحد حتي الآن ليعرض الخطة كاملة ووجود بدائل واقعية وسلمية ومؤثرة علي الوضع الآمن بالبلاد. ووضع فؤاد أمير سالم عامل ببنك القاهرة خطة للخروج من تلك الكارثة التي يمكن حدوثها في ذلك اليوم بنزول الجيش المصري لتأمين جميع المصالح الحكومية ومخارج ومداخل جميع المحافظات يوم28 يونيو القادم, كما يجب تأمين جميع أسطح الميادين وخاصة ميدان التحرير للتأكد من عدم وجود أي عناصر داخلية وخارجية مخربة بالمظاهرات, ويؤكد عدم نزول التيارات الإسلامية حقنا للدماء, كما يرغب سالم في غلق جميع المصالح الحكومية ذلك اليوم. ويري عادل سعيد صاحب محل بالزقازيق أنه يجب إعطاء فرصة للرئيس لوضع حلول جذرية لتلك الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالبلاد وعدم النزول بمظاهرات التي يمكن أن تؤدي إلي مشاكل عديدة وأزمات أكثر تأثيرا علي مصلحة البلد. وأيده شحته محمد سائق تاكسي أنه يجب إعطاء الفرصة, ولن يكون هناك بديل في هذه المرة غير الجيش المصري ونصبح في هذه الحالة تحت طائلة الحكم العسكري مرة آخري, وعن يوم التظاهر أكد أنه سوف يعمل وإذا شعر بأي توتر سيقوم بالعودة إلي منزله خوفا من أي عنف يحدث ضده. وقالت سميحة أحمد ربة منزل انها تخشي علي أبنائها وبناتها من كل المخاطر التي تتعرض لها البلاد وعدم وجود شرطة يجعلها تزعر من حدوث كارثة كما كان يوم28 ثورة يناير, وأكدت أنه لابد من تكاتف الشعب واللجان الشعبية تعود من جديد تحمي الشوارع من البلطجة وتساعد الشرطة لتقليل حدة الخوف والتوتر عند الأهالي من30 يونيو. وأشار محسن جاد الله بائع أنتيكات إلي أنه يتوقع حدوث العديد من التجاوزات في ذلك اليوم, معبرا عن استغرابه لنزول هؤلاء الشباب مرة آخري وليس هناك داع لذلك, مبررا أنه علينا ترك الفرصة كاملة للرئيس مرسي لمدة4 سنوات لتولي أمور البلاد وحل الفساد الذي تأصل بها في عهد مبارك, وتمني ألا يحدث أي تخريب من قبل أي شخص يقوم بالتظاهر لأن مصر لا تتحمل كل هذه المعاناة التي تعانيها, وأكد أنه سيعمل ذلك اليوم دون توقف. أنا مش هفرش بضاعتي اليوم ده هكذا بدأ عبد العزيز أحمد بائع جائل بوسط البلد كلامه وأكد أنه يخشي حدوث العديد من المشاحنات والتخريب في مثل هذا اليوم مما يجعله متخوفا من العمل ولكنه سيقوم بالنزول إلي التحرير مع هؤلاء الشباب. واتفق معه هيثم محرم فؤاد بائع جائل علي عدم العمل في ذلك اليوم, وكان وجهه يحمل القلق الشديد من تلك الاحداث ولا يردد غير كلمات بسيطة تعبر عن خوفه وهي أننا لا نبحث إلا عن لقمة العيش ومش عاوزين غيرها, وربنا يستر علي مصر بينما عبرت عزيزة بائعة خردوات عن خوفها الشديد من النزول في هذا اليوم قائلة أنا عندي أولاد بصرف عليهم, وأخاف أنزل يحصل حاجة في هذا الجو الذي يملؤه العنف, واستكملت كلامها ليه مش نسيب فرصة للرئيس من يوم ماجه وكل حاجة يعملها الناس تقول غلط, خليه يأخذ فرصته يمكن يحل المشاكل دي كلها4 سنوات مش كتير علي30 سنة من ظلم وفساد في البلد في عهد مبارك. وقالت الحاجة فوزية ربنا يستر علي بلدنا من اللي عاوزين يخربوا فيها, وان شاء الله مصر هتبقي أحسن بلد في الدنيا وعبرت عن قلقها الشديد من وجود أي عناصر خارجية تؤثر في استقرار البلاد ورددت كلماتها هم ليه يستخدموا الشباب الطيب في كل المخاطر دي وعاوزين يخلصوا منهم ربنا يحمي شبابنا ومش نشوف دم تاني علي أرض مصر وجاءت ردود أفعال طلاب الجامعات مختلفة حيث أكد العديد علي النزول يوم30 يونيو وأنه لن يكون هناك أي عوائق أو أزمات لأن التعبير سيكون سلميا وسيقومون بحماية الميادين, وأعرب البعض الآخر عن تواجد القلق من نزول بعض التيارات الاسلامية لتأييد الرئيس ويخشون حدوث احتكاكات معهم. وقال إسلام مصطفي كلية الآداب جامعة حلوان أن هناك أعدادا كبيرة من المواطنين نازلة الميدان والقصر الجمهوري للمطالبة بإسقاط شرعية الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, وهناك تخوف من حدوث دماء ولكن اللجان الشعبية أعلنت وأكدت أنها ستحمي الميادين, ويري أن هناك فرصة للتغيير من أجل الوصول إلي حل لتهدئة الشعب والبلاد وزرع الاستقرار من خلال تغيير الرئيس. وأشار حسام الدين كلية الآثار جامعة القاهرة إلي أن الرئيس قال من قبل إذا قام الشعب بالتظاهر ضدي سأقوم بالتنحي وسيقوم الشعب بالتظاهر ضده, فماذا هو بفاعل؟, وأكد أن الاعداد التي تم الاعلان عنها هي صحيحة وسيفاجأ التيارات الاسلامية بكل هؤلاء الشباب, كما أن هناك حشدا كبيرا من المحافظات للمشاركة في المظاهرات. وقال محمود أحمد أحد أعضاء حركة تمرد وطالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة أن هناك استعدادات قوية ليوم30 يونيو وهناك خرائط لحماية وتأمين وإحكام قبضة المتظاهرين, وأنهم مايزالوا مستمرين في تجميع التوقيعات لإسقاط شرعية الرئيس وإجراءات انتخابات مبكرة. وأعربت شروق محمد كلية الهندسة عن قلقها لحدوث أي مشاجرات أو عنف أو دماء علي أرض مصر كما حدث في28 يناير وتعم الفوضي من جديد, وتتمني أن يمر هذا اليوم علي خير ويظهر الرئيس بحلول مدروسة وواقعية لتنفيذ تحل الأزمة الاقتصادية وأزمة نهر النيل وتهديء من الوضع المتأجج بين الشباب. رابط دائم :