تفاقمت أزمة البنزين في الدقهلية بشكل كبير, مما أدي إلي حالة من الازدحام الكبير بالشوارع واختناق حاد في حركة المرور نتيجة وقوف طوابير طويلة من السيارات لعدة ساعات أمام محطات الوقود, خاصة بعد أن شملت الأزمة أنواعا كانت متوافرة دائما مثل بنزين92 و.95 حيث قام احد السائقين صباح أمس السبت باشعال النيران بمحطة بنزين بمدينة جمصة بعد رفض عمال المحطة تعبئة جراكن إضافية معه, وذلك بعدما قام بتموين السيارة وبعد رفض العمال تعبئة الجراكن قام بجلب جركن بنزين وسكبه داخل المحطة وقام بإشعال النار فيه مما أدي إلي احتراق ماكينة تموين بالكامل وإصابة خمسة عمال. كما قام شقيقان بالتشاجر علي أولوية الري بسبب نقص السولار الذي يقوم بتشغيل مغذي الري وذلك بقرية غزالة التابعة لمركز السنبلاوين فقام احدهم بطعن الآخر مما تسبب في اصابتة باصابات خطيرة ووقفت مئات السيارات أمام المحطات لدرجة أنها أغلقت الشوارع الرئيسية والفرعية, وزادت تعريفة نقل الركاب ب سيارات التاكسي وكذلك في السرفيس والتي زادت إلي الضعف بسبب نقص الكميات في المحطات ولجوء السائقين لشراء ما يكفيهم من السوق السوداء حيث تضاعف سعر البنزين والسولار. و يؤكد معتز محمد( سائق تاكسي) أن السيارات تخرج من المستودعات ولا تذهب للمحطات المراد تفريغ الحمولة فيها وسماسرة البنزين يستعدون بالجراكن في المحطات للحصول علي أكبر كمية ممكنة من بنزين80 أو من السولار ويقوم بعض البلطجية بالحصول علي البنزين عنوة من المحطات تحت تهديد السلاح الأبيض حيث يقومون بملء الجراكن من تلك المحطات ثم يقومون بنقلها علي تروسيكلات ويقفون في أماكن معينة ليقوموا ببيع الصفيحة بسعر يصل الي50 و60 جنيها بينما سعرها الاصلي هو18 جنيها فيما يقول شريف السيد صاحب مخبز تكاد حركة الحياة تتوقف في المحافظات بسبب نقص السولار, الذي تعتمد عليه أفران الخبز, وسيارات النقل, والماكينات الزراعية, الأمر الذي يهددها جميعا بالشلل التام ويضيف السيد هاني أحد العاملين في محطة بنزين في المنصورة, بأن إدارة المحطة قامت بوضع بعض الحواجز البلاستيكية أمام منطقة دخول السيارات, للإيحاء بعدم وجود بنزين, أو سولار. ويروي محمد عبدالعزيز سائق ميكروباص معاناته مع محطات البنزين للحصول علي البنزين, حيث يؤكد أنه لا يجد البنزين في بعض المحطات, وإن وجده فإنه يقف أكثر من ساعة في الطابور, وعندما يأتي عليه الدور, يجد هجوما من سائقي التوك توك, وأصحاب الموتوسيكلات الذين يحملون الجراكن, ويقومون بتعبئتها, والاحتفاظ بها خوفا من استمرار الأزمة, ومن ثم تنفد الكمية التي تحصل عليها المحطة في وقت قصير. وبشكل عام, لا يمكن أن تتحمل عمليات التهريب وحدها مسئولية الأزمة الحالية في البنزين والسولار, هكذا أكد الدكتور زيدان شهاب الدين فالقضية في رأيه تعود إلي نقص في الإنتاج, وزيادة في معدلات الاستهلاك, فالسوق المصري يستهلك نحو5 ملايين طن بنزين سنويا, و14 مليون طن سولار, في حين نستورد بنزين95, الذي يتم خلطه علي المادة الخام لتصنيع بنزين80, و90, و92, وبدونه لن يكون هناك أي منتج من البنزين في مصر, ومن ثم تحدث الأزمات. ولا تقتصر الأزمة علي نقص كميات البنزين والسولار المطروحة للبيع في الأسواق, ولكن انتشرت ظاهرة أخري والكلام لايزال للدكتور إبراهيم زهران وهي عمليات غش البنزين, حيث استغل البعض ضعف الرقابة, والانفلات الأمني, في خلط بنزين90, و92 ببنزين80 للاستفادة من فارق السعر بين النوعين, فضلا عن قيام بعض المحطات بإضافة مياه علي البنزين الأزمة الحالية كما يقول سامي سلطان رئيس شعبة المواد البترولية بالغرفة التجارية- بدايتها شائعة في نهاية العام الماضي في إحدي الصحف الخاصة, والتي أشارت إلي أن هناك نية لدي الحكومة لرفع أسعار المواد البترولية( البنزين والسولار), وحدثت أزمة نتيجة تكالب المستهلكين, ونشأت طبقة من المنتفعين الجدد, الذين بدأوا يتلاعبون في المنتج, من خلال تعبئته في جراكن, وبيعة في السوق السوداء, وقد تزامن ذلك الإقبال مع قلة المعروض, فضلا عن مشكلات النقل والتداول, فنشأت الأزمة. والحل يكمن في زيادة الكميات المطروحة للبيع في الأسواق لتلبية احتياجات المستهلكين, وتكثيف الرقابة علي المحطات, والأسواق. وصرح مصدر مسئول بقطاع البترول, أن هيئة البترول تعاني من أزمة سيولة في استيراد المنتجات البترولية, ويرجع ذلك لعجز في توفير العملة الصعبة للاستيراد حيث تستورد الهيئة منتجات بترولية بأكثر من600 مليون دولار تتحمل خزينة الدولة300 مليون دولار وتوفر الهيئة ال300 مليون الأخري.