عدد مصانع الإنتاج الغذائي المسجلة رسميا وصل إلي نحو3 آلاف مصنع, تنتج20% فقط من الإنتاج الغذائي, بينما80% تنتجها مصانع غير مسجلة وغير خاضعة للرقابة. هذا ما صرح به وأكده الدكتور يوسف عزيز مستشار المعامل الغذائية في وحدة جهاز سلامة الغذاء بوزارة التجارة والصناعة في دراسة بعنوان سلامة الغذاء.. رؤية للحاضر والمستقبل, مشيرا إلي أن غرفة الصناعات الغذائية أكدت أن عدد المخالفات الغذائية500 ألف قضية سنويا!! التعليق: في بلد أصبح المرض فيه زائرا يوميا في كل بيت, وبدأت الأمراض المستعصية تنتشر فيه بداية من الالتهابات الكبدية الوبائية, وحتي السرطان, حتي باتت تلك الأمراض تذكر في الأحاديث اليومية كما لو كانت شيئا عاديا, لا يمكن أن تغفل دور الغذاء في تلك الأمراض, بل يكاد الغذاء يكون هو السبب الرئيسي والأساسي وراء تلك المصائب الجديدة التي ابتلينا بها. إن حياة الناس هي مسئولية الدولة, وأقصد تأمين حياتهم الغذائية حيث هم يأكلون طعامهم معتقدين أنه مر باختبارات وضمانات تجعلهم في مأمن من الأمراض, خاصة تلك الأطعمة التي هي نتاج الصناعات الغذائية, والتي تؤكل يوميا, كالجبن واللبن واللحوم المحفوظة والحلوي الملونة التي تغري الأطفال عن طريق الإعلانات.. إلخ. كنا نظن أن تلك الأطعمة قد مرت علي الأجهزة المعنية بعد خروجها من المصانع, لكن أن يصرح المسئول الأول أن80% منها صادرة عن مصانع مجهولة غير مسجلة, أغلبها مصانع تحت السلم, وأنها غير خاضعة للرقابة, وأنها لم تمر علي أجهزة سلامة الغذاء. هنا يصبح التصنيف الواقعي لها أنها سموم تباع للمستهلكين تحت مسمي أغذية, وأنها بؤر لتدمير الأجسام بطيئة أو سريعة لتسلمهم في النهاية إلي أمراض لا شفاء منها, وبمعني آخر أن الغذاء صنع أصلا للصحة والعافية فإذا به يتحول إلي المرض والموت, هكذا هي المسألة بوضوح ودون تزويق أو مواربة. مسئولية من هذه الكارثة؟ مسئولية من تلك الأمراض التي باتت تنهش أجساد المواطنين, وبالتالي جسد المجتمع ككل, أهو الفساد أم الاستهتار أم خيانة الأمانة؟ ثم ما معني500 ألف قضية سنويا للمخالفين؟ أين العقاب الرادع؟ أفيدونا حتي لا نفقد الثقة فيما بقي لنا في الحياة.. وهو الطعام. [email protected]