تحت عنوان هل يتحول ميدان تقسيم في تركيا الي ميدان التحرير نشرت شبكة بلومبرج تقريرا اشارات فيه الي ان الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت في اسطنبول وامتدت الي انقرة وباقي المدن التركية لتقتل شخصين وتصيب أكثر من1000 آخرين عقب مواجهات عنيفة مع الشرطة بسبب نية الحكومة ازالة حديقة جيزي ينذر بهبوب رياح الربيع العربي علي تركيا التي اكد رئيس وزرائها مواصلته للمشروع ضاربا بالاحتجاجات عرض الحائط. واكدت الشبكة ان ثورة يناير تطل علينا من جديد مؤكدة ان ميدان تقسيم بات أشبه بميدان التحرير بعدما نجح المتظاهرون في اجبار الشرطة علي الانسحاب بعد سيطرتهم علي مداخل المنطقة التي قد تكون ايقونة الثورة التركية وبداية لتحول سياسي كبير في هذا البلد الذي شهد نقلة نوعية بفضل جهود اردوغان التي جعلت من تركيا دولة اقتصادية متقدمة بعدما كانت مثقلة بالديون ورغم حالة الرفض الشعبي لهذا المشروع الذي سيقضي علي ساحة يعتبرها الاتراك اهم مقصد سياحي في اسطنبول الا ان الحكومة ترغب في استغلاله كمركز تجاري يمكن الاستفادة منه اقتصاديا ويري محللون ان لجوء اردوغان للعنف يظهر الوجه القبيح للنظام التركي الذي لم يختلف كثيرا عن الانظمة الاستبدادية الاخري مؤكدين ان اردوغان حول تركيا الي سجن كبير بعد اعتقاله اكثر من1000 شخص خلال المظاهرات التي اندلعت اليومين الماضيين وهو السيناريو نفسه الذي لجأ اليه كل من بن علي ومبارك وغيرهما ممن اطاحت بهم رياح الربيع العربي. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية عن سنان اولجن رئيس مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية في اسطنبول قوله انها المرة الاولي في تاريخ تركيا التي تخرج فيها مسيرات احتجاج سلمي منظمة بهذا الشكل مؤكدا ان لديه شعورا قويا بأن تلك المظاهرات ستحدث تأثيرا كبيرا علي مجريات الاحداث في تركيا. وجاءت موافقة اردوغان علي هذا المشروع لتمثل نقطة سوداء في مشواره السياسي الذي عرف بالذكاء والحنكة اذ يواجه الان اعنف احتجاجات تعيشها تركيا منذ سنوات وهو ما استغلته المعارضة في قلب الشعب علي الحكومة لازاحة اردوغان الذي يسعي لتحويل تركيا الي دولة اسلامية وهو ما يرفضه العلمانيون ويستخدمونه كفزاعة لارهاب الشعب لتحقيق اهداف سياسية تصب في صالحهم. ويؤكد المحللون انه رغم لغة العنف التي لجأ اليها اردوغان ورغم التقارير التي نشرتها وسائل الاعلام والصحف والتي تؤكد ان ما تشهده تركيا هو ربيع عربي قد يطيح بالحكومة, الا انها لن تنال من اردوغان او حكومته لان الثورات التي اطاحت بزعماء في دول شمال افريقيا تختلف كثيرا عن تلك التي خرجت لتندد باقتلاع الاشجار خاصة وان المظاهرات التي خرجت لتندد بسياسات اردوغان وتطالب برحيله لن تفلح امام زعيم انتخب ديمقراطيا وفاز في3 انتخابات بأغلبية ساحقة وترأس البلاد في ظروف صعبة استطاع ان يتغلب عليها محققا نموا اقتصاديا ملحوظا واعاد البلاد كقوة اقليمية لها ثقلها في المنطقة وتتطلع الي تلبية طموحات شعبها وهو ما افتقده زعماء دول الربيع العربي الذين سقطوا.