بعيدا عن ارتباط قضية التسويق الشبكي باسم ابنة حمدين صباحي أو الفنان حاتم فهمي أو بعض لاعبي كرة القدم, أري ضرورة أن يكون هناك دور للدولة وأجهزتها ومنظمات المجتمع المدني لتوعية الشباب من خطر أفراد وشركات يعتبرها خبراء بمثابة وجه جديد لشركات توظيف الأموال لا هدف لها إلا النصب علي راغبي الثراء السريع. ولا يتوقف خطر التسويق الشبكي عند حدود الإضرار بالشخص الذي يتورط في الإقتراب من هذا العالم وإنما قد يضرب باقتصاد الدولة إذا تمكن هذا الفيروس من جذب أموالها ومدخرات أفرادها خصوصا وأن تلك الأموال قد لا تذهب إلي شخص بعينه ولكنها تتحرك بين وسطاء في دائرة مفرغة لا يعرف أحد المحطة النهائية لها وكأن وراءها عصابات محترفة تفتش في جيوب الطماعين الذين لا هم لهم إلا الطرق علي أبواب تعدد الأصفار أمام الأرقام التي يمتلكونها أمام الولع بالتسويق الذي يحظي البريد الألكتروني بنسبة55% من أبوابه وتستحوذ المواقع الاجتماعية علي25% ثم محركات البحث علي10% والباقي من نصيب المحمول والعلاقات العامة. والتفاصيل لا تتوقف عند حد الستين مليونا التي ارتبطت باسم المطرب حاتم فهمي ولا ال100 مليون دولار التي يقال إنها حصيلة العمليات القذرة ولا ال41 ألفا التي ذهبت بلاغاتها نحو سلمي صباحي, ولكن تذهب إلي عالم ملئ بالأسرار التي قد تصل إلي أضعاف ذلك بكثير فهناك2.27 مليار شخص يستخدمون الانترنت في العالم منهم حوالي.3292 مليون شخص مصري وأن نسبة لا يستهان بها خاصة الشباب يتلاعبون براغبي الثراء منذ عدة سنوات, وأن هؤلاء يتخذون لأنفسهم حصانة خلف كيبورد الإجرام وموثوقية ومصداقية في أسماء الفنانين ولاعبي الكرة ورجال القضاء وضباط الشرطة والأطباء وأساتذة الجامعات وغيرهم; لأن هذا التسوق يعتمد علي العمولة دون السمسرة فكل من يدخل من خلاله عدد معين من العملاء يحصل علي عمولة ثم يتحول العميل إلي داع لأصدقائه وتستمر الدائرة ومعها يتزايد الضحايا. والمثير أن تلك اللعبة القذرة بدأت مبكرا في العالم للدرجة التي اعتبرها البعض أحد أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية ثم انتقلت عدوي نصبها إلي مصر منذ عدة سنوات ولم يلتفت إليها مسئولو الأمن الألكتروني إلا هذا العام واكتفوا فقط بتعريف التسويق الشبكي دون إجراء يحمي مصالح الضحايا أو الاقتصاد المصري, رغم أنه كان ينبغي عليهم أن يكونوا أول من يتابع تلك العمليات ويحمي الضحايا منها لأن اللعبة تعتمد علي التعامل مع منتج وموقع وبينهما مهارات, إلا أنه يبدو أنهم لا يرون في الانترنت إلا التغريدات السياسية وممارسات النشطاء وجامعي توقيعات سحب الثقة, ليستمر الضحايا حيث يتقدم عدد قليل منهم ببلاغات وتنسي الأغلبية دولاراتها وبلاغاتها خشية الفضيحة والاتهام بالطمع الشبكي! [email protected] رابط دائم :