أملاك المحافظات ومواردها ومصادر الدخل المالي من مشروعاتها هل يمكن ان تحقق استقلال المحافظات ماديا عن الدولة في ظل الازمة المالية والاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها الدولة حاليا في ظل مسئولية الحكومة المركزية عن الانفاق علي البنية التحتية والمشروعات الخدمية لمواطني المحافظات. وبالفعل هناك بعض المحافظات التي حققت استثمارات بالمليارات من مشروعاتها ومصادر الدخل المختلفة لها وتستفيد منها الدولة وهناك محافظات فقيرة ليس بها اي موارد و تعتمد كليا علي تخصيص ميزانية من الدولة لتنمية مشروعاتها وثالثة بها مشروعات استثمارية تحقق عائدا طيبا تساعدها الدولة في تخفيف الاعباء عن كاهلها. محافظة الغربية تعتبر المحافظة الوحيدة علي مستوي الجمهورية التي ليس لها ظهير صحراوي يمكن أن يساعدها علي إقامة مشروعات استثمارية وتجارية مثل بقية المحافظات الأخري رغم موقعها الاستراتيجي بوسط الدلتا وتوافر كل مقومات الاستثمار إلا أن عدم وجود أراض يمكن استغلالها في إقامة المشروعات الاستثمارية أصبح هو التحدي الحقيقي لجميع أجهزة المحافظة التي لم تقف مكتوفة الأيدي للاستفادة من إمكاناتها الصناعية الضخمة في مجالات صناعة الغزل والنسيج والصباغة والزيوت والصابون والأسمدة والكيماويات من ناحية وتوفير أسواق مجمعة لتسويق كل السلع الغذائية الأخري من فواكه وخضراوات وخلافه. وكذا الاستفادة من المميزات الزراعية التي تملكها في إنتاج المحاصيل التقليدية والنباتات الطبية والعطرية والكتان وهو ما سوف يساعد علي فتح آفاق جديدة للاستثمار وجذب رءوس الأموال وتوافرفرص العمل لأبناء المحافظة والإسهام بشكل كبير في الاعتماد علي مواردهاالمادية لتنفيذ باقي مشروعاتها المتوقفة في مجالات مياه الشرب والصرف الصحي والتعليم والمواصلات وخلافه للتخفيف عن كاهل الدولة والتي تمر بظروف اقتصادية صعبة. من جانبه قال المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية إن هدف المحافظة هو تنفيذ عدد من المشروعات الإنتاجية والحيوية وإقامة منشآت حديثة تخدم أبناءها وتستغل ثروتها الحيوانية والزراعية والصناعية بالإضافة إلي طاقتها البشرية وتوفير عائدي مادي يسهم في الانتهاء من كل مشروعات البنية التحتية المقامة حاليا في معظم مدن المحافظة حيث يأتي في مقدمة هذه المشروعات مشروع كارفور التجاري والمقام علي مساحة190 فدانا وذلك بعد أن نجحنا في إنهاء الخلاف القانوني الذي كان قائما بين الشركة والمحافظة حول مدة التعاقد ويشمل المشروع موقف سيارات يسع400 سيارة يخدم أبناء المحافظة والمحافظات الأخري كما يعمل علي تنشيط الحركة التجارية وتوفير أكثر من500 فرصة عملبالإضافة لإقامة مجمعات تجارية كبري سوف تتيح للمواطنين شراء جميع احتياجاتهم من مكان واحد وهذا المشروع سوف ينقلمحافظة الغربية نقلة حضارية وتجارية كبري هذا بالإضافة لتنشيط الحركة الاقتصادية وجذب الاستثمار بإقامة مشروع سياحي وتجاري علي أرض البوريفاج بمدخل مدينة طنطا وذلك خلال عرض من مستثمر كويتي لتنفيذ المشروع وهو عبارة عن مول تجاري كبير ووحدات إسكان إداري وفندق متميز لخدمة السياحة هذا بالإضافة إلي البدء في تنفيذ مشروع إقامة مجمع مواقف السيارات الجديد بأرض سبرباي وبتكلفة قدرها35 مليون جنيه وعلي مساحة16 فدانا وهو عبارة عن مجمع مواقف جديد يقام علي أحدث طراز جديد من أجل التخلص من المواقف العشوائية الحالية كما سيضم مواقف شركات النقل الجماعي المتجهة من القاهرة والغردفة وشرم الشيخ هذا بالإضافة لإقامة1200 وحدة سكنية علي مساحة فدانين بنفس أرض المشروع تستوعب نحو3200 أسرة من أبناء مدينة طنطا كما سيتم إقامة منطقة صناعية في قرية كتامة والتي تتميز وتشتهر بصناعة الموبيليا حتي تكون قادرة علي المنافسة في هذا المجال وبشكل حضاري هذا بخلاف افتتاح المعهد العالي للهندسة وتكنولوجيا المنسوجات والذي يمنح الدراسين بها درجة بكالوريس هندسة وسيكون لهؤلاء الخريجين في المستقبل دور مهم في النهوض بالصناعات النسجية بأقسامها المختلفة من غزل ونسيج وتريكو وملابس جاهزة ميكاترونلس في المرحلة المقبلة بما يتماشي مع التطور العالمي في هذه الصناعة المهمة. وأشار المحافظ إلي أن هناك اجتماعات مستمرة مع القياداتالتنفيذية بالمحافظة ومجموعة من رجال الأعمال للعمل علي تنفيذ مشروعات استثمارية علي أرض المحافظة وهناك اتفاق علي إنشاء مشروعإنشاء الغربيةالجديدة وذلك من خلال تخصيص مساحات كبيرة من أراضي وادي النطرون حيث تجري حاليا كل الدراسات التي تقدمت بها إلي عدة جهات حيث سيساعد هذا التوسع في زيادة النشاط الزراعي والصناعي والتجاري وسيضع المحافظة علي الخريطة الصناعية والإنتاجية بعد أن ضاقت المحافظة في جميع أرجائها بالتكدس السكاني وعدم وجود مساحات من الأراضي لإقامة العديد من المشاريع المنتجة عليها بالإضافة إلي وضع دراسة إنشاء مصنع لكل قرية وهي تجربة جيدة تهدف إلي إتاحة العديد من فرص العمل المتجددة لأبناء وشباب المحافظة والقضاء علي العشوائيات بالتجمعات الكبيرة والعمل علي زيادة التنمية الاقتصادية السريعة بعد أن تصبح كل قرية منتجة وليست طاردة أو مستهلكة خاصة وأن كل المقومات التي تساعد علي تحقيق ذلك ونجاح التجربة متوافرة بمحافظة الغربية سواء كانت صناعية أو زراعية بالإضافة للقوي البشرية والموقع الجغرافي المتميز.