التعليم هو التحدي الرئيسي لبناء اي مجتمع ومن هنا تأتي اهميته في تحقيق التنمية والاستقرار وان الهدف المنشود للمصريين بعد ثورة يناير وان ذلك لن يتم بين يوم وليلة ولكنه يحتاج الي وقت ولايتحقق الأمن خلال التعليم الذي يستطيع ان ينشئ جيلا جديدا يحمل الراية المصرية وهذا هو التحدي الكبير للحكومة خلال العشر سنوات القادمة لتغيير مضمون وشكل الطبقة الاجتماعية في مصر وهذا يتطلب خطة استراتيجية قومية يتبناها المصريون تكون خطة واضحة الملامح والبنود ومحددة المدة للتنفيذ علي مراحل ولا تتغير بتغير الوزراء ولا الحكومات ولا ترتبط بالايدلوجيات وافكار النخبة الحاكمة ولكنها تراعي المصريين بايدلوجياتهم الثقافية والمجتمعية والدينية وان تطوير التعليم يبدأ من المرحلة الابتدائية باعتبارها عماد التعليم وأحد الاسباب الرئيسية في تعليم جيد وسد منابع التسرب وزيادة نسبة الامية الكارثة الحقيقية في مصر وفاجأني الدكتور ابراهيم غنيم وزير التربية والتعليم بتصريحه بإلغاء الشهادة الابتدائية لانها غير موجودة بقانون التعليم رغم انها واقع موجود بالمجتمع ولماذا لم يقم الوزراء السابقون بإلغائها هل ذلك لان عملية الالغاء سيترتب عليها كوارث تعليمية واجتماعية ام الهدف من الغائها هو هدف مادي في المقام الاول بسبب حوافز ومكافاة الامتحان التي يحصل عليها المعلمون واعداد اللجان وحرمان المعلمين من استفادة مادية ام ان هناك خطة لتعويض زيادات الكادر من دخول غير مباشرة للمعلمين, فاذا كان القانون حدد الشهادات وهي الاعدادية والدبلومات الفنية والثانوية العامة فان هناك خطورة من الالغاء لعدة اسباب تتعلق بطبيعة المجتمع المصري وارتفاع نسبة الامية والاساليب التعليمية الخاطئة في تلك المرحلة اولا:إلغاء الشهادة الابتدائية سوف يؤدي الي زيادة التسرب من التعليم الذي تسعي الدولة للقضاء عليه وهناك مشروع لمنع التسرب معروض علي مجلس الوزراء فإلغاء الشهادة يتعارض مع ذلك خاصة وان من الاسباب في التسرب هو الطبيعة الاجتماعية خاصة الطبقة الفقيرة التي تحرص علي اسهامات الطفل في الانفاق الاسري من خلال العمل في الورش او المصانع او حتي بيع المناديل بالشارع وبالنسبة له الذهاب الي المدرسة مكلف له وان سبب الاستمرار هو الحصول علي الابتدائية التي يمكن ان يستخدمها في الوظائف الاقل مثل استخراج رخصة قيادة او العمل في وظائف الخدمات في المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة كبديل لشهادة محو الامية فلو تم إلغاؤها فاصبح الهدف من التعليم بالمرحلة غير موجود ولكي تتجنب الوزارة المخاطر الناتجة فهي في امس الحاجة الي تشريعات جديدة تمنع التسرب من التعليم مثل اعفاء الفقراء من المصروفات الدراسية وصرف اعانات مادية لتشجيع اولياء الامور علي إرسال اولادهم إلي المدارس بدلا من الورش, كما يتطلب ذلك اجراء اختبارات تقوية بالصفين الثالث والسادس الابتدائي في القراءة والكتابة والحساب ولايسمح للتلميذ بالانتقال الي الصفين التاليين الااذا اجتاز تلك الاختبارات حتي نتجنب الامية القرائية والحساب بتلك المرحلة التي اعتبرها قاعدة البناء التعليمي ثانيا:إلغاء الابتدائية يحتاج الي مناهج جديدة واساليب تربوية تؤدي الي ارتفاع مستوي التعليم بتلك المرحلة والتي تكون مشجعا مهما لولي الامر لاستمرار ابنه في التعليم لان من احد العوامل التي تؤدي الي خروج الطفل من التعليم الي جانب المصروفات والاعباء الناتجة عن التعليم هو ملاحظة ولي الامر ان ابنه لايستفيد ولايجيد القراءة والكتابة وبالتالي خروجه هو الافضل والعمل في الورشة او المصنع أو في الحقل بالنسبة للفلاحين, وهذا يتطلب عودة دار المعلمين والمعلمات للعمل مرة اخري والكتاتيب باعتبارهم اهم العوامل في ارتفاع نسبة التعليم بتلك المرحلة, فالإلغاء سيؤدي الي زيادة التسرب اكثر من سد منابع الامية التي يعد السبب الرئيسي فيها هو سوء التعليم بتلك المرحلة [email protected]