استطاع الفنان خالد ابو النجا ان يحفر لنفسه دربا مختلفا في مجال السينما والفن بشكل عام يمتد وينمو يوما بعد يوم, وبعد نجاح تجاربه الانتاجية التي كان منها فيلم ميكروفون الحاصل علي العديد من الجوائز الدولية يستعد لتقديم تجارب سينمائية جديدة مع فنانين شباب كما يستعد لاخراج فيلم ايد واحدة الذي يجري كتابته حاليا, كما كشفت بطولته لعرض أرنب ابيض ارنب احمر في مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة عن حبه للمسرح الذي دعاه لتقديم عرض مسرحي لا يعرف عنه اي شيء سوي ان مخرجه ومؤلفه ايراني ويدعي نسيم سليمانور, ويحدثنا ابو النجا عن هذا وعن اعماله السينمائية الجديدة في حواره مع الاهرام المسائي: * ما الذي شجعك علي تقديم عرض لمخرج ومؤلف لا تعرفه ونص لم تطلع عليه؟ أحمد العطار مدير المهرجان صديقي من أيام الجامعة, وعملنا معا في الكثير من العروض خلال فترة الجامعة, حيث درست في قسم المسرح لبعض الوقت بالجامعة الامريكية وتأثرت كثيرا باستاذي د.محمود اللوزي وهو أحد اسباب عملي كممثل, وهو نفسه قدم المسرحية باللغة الانجليزية في استديو عماد الدين منذ أيام قليلة, والعطار سبق وشاهده في لندن ويعتبره من أفضل عروض المسرح المعاصر في الآونة الاخيرة, ووافقت علي الفور لاني احب الأعمال المختلفة, ولم اكن اعرف اي شيء عن العرض حتي اللحظة التي صعدت فيها علي المسرح, حتي اني سمعت عن طريق الصدفة من اسئلة أحد الاعلاميين بأن المخرج الشهير كين لوتش قدمه بالانجليزية وتعجبت لذلك لأنه في الأساس مخرج وليس ممثلا, لذلك ادركت أن العديد من الشخصيات المهمة قدمت نفس العرض بلغتها في بلادها. *وما التأثير الذي تركه العرض عليك؟ احب أن تكون معاني العرض مدفونة في لحظات معينة نكتشفها معا, لذلك كنت حريصا علي تكرار بعض الجمل عندما اشعر انها مهمة, وهذه المعاني من الاشياء التي تجذبني للنص المكتوب, علي سبيل المثال الأجزاء التي يتحدث فيها الكاتب عن معني الحياة بالنسبة له وهي أهم فكرة اهتم بالتركيز عليها في النص خاصة في الجزء الذي يقدم فيه تعريفه للانتحار وقوله: أن الحياة ما هي إلا اختيار للانتحار لكنها اطول فترة ممكنة للانتحار, وهي نظرة مختلفة ربما تكون متشائمة لكنها حقيقية في نظره, والتأكيد علي فكرة أن الشاهد الصامت علي الحدث هو جزء من الجريمة, اثارت الجمهور الي حد كبير وتفاعل معها لذلك تدخل في نهاية العرض ورفض انتحار الممثل حتي ولو كان مجرد احتمالية, وهي معني اخر مدفون يحث الناس علي نبذ السلبية, فعلي الرغم من علم الجمهور بانها مسرحية الا انه تفاعل واصر علي الرفض لانه ادرك مشاركته في الجريمة اذا التزم الصمت, وهو دليل علي نجاح نسيم في توصيل فكرته للحاضرين. * هل تعتقد أن خصوصية النص وحميميته جعلت منه عرضا عالميا يقترب من الناس؟ بالتأكيد, فمن الممكن أن تكون شخصية الكاتب من استراليا أو أي بلد آخر في العالم ولا تستطيع الخروج الا من خلال افكارها, وكلما كان الانسان صادقا في الكتابة والتعبير عن نفسه, يستطيع أن يلمس شيئا في نفوس الناس بهذا الصدق, وهو ما أحاول التأكيد عليه دائما بأن كل المطلوب من الفنان هو ان يكون صادقا وخلاقا ليصل للناس ويمتعهم. * لماذا تبتعد عن المسرح؟ لم ابتعد كثيرا, فقد قدمت أخيرا عرضا مسرحيا في الأردن في انتظار جودو مع مجموعة من الشباب, وقدمت عرضا آخر في لندن العام الماضي باللغة الانجليزية مع مجموعة مع طلاب شباب في المسرح الملكي بلندن, العرض عبارة عن ممثل مشهور يشارك الطلبة علي المسرح ويصعد للتحدث معهم وكان بمثابة مشروع تخرج لطلبة من العرب والانجليز, واذا ما توافرت أمامي تجربة مختلفة مثل أرنب أبيض أرنب أحمر لا مانع لدي من تقديمها, وهناك نص رائع قام بكتابته د.محمود اللوزي من المحتمل ان نقدمه معا, لكن اهتمامي الاساسي ينحصر في السينما سواء انتاجا او تمثيلا وقريبا اخراجا. *ما الفيلم الذي تستعد لإخراجه لأول مرة؟ فيلم ايد واحدة وهو تجربة جديدة ومختلفة ايضا حيث يقوم الممثلون بكتابة أدوارهم بأنفسهم حاليا بالاشتراك معي, ومازلنا في مراحل الإعداد الاولي, وتقوم فكرته علي قصة ونظرية علمية نحاول تطبيقها في الفيلم وهي أننا من الممكن ان نتحكم في المستقبل بطريقة ما لها علاقة بالنسبية او تجربة القطب لشرودنجر, والتي تقول انه بالايهام او الايعاز يمكن تغيير معلومة بشرط الا يعرفها أحد من قبل, فإذا قلنا علي سبيل المثال, ان هناك صندوقا بداخله ورقة حمراء ولا احد يعرف هذه المعلومة اذا فتحنا الصندوق سنجد بالفعل ورقة حمراء, ويستخدم مجموعة من الطلبة هذه النظرية في عرض مسرحي داخل الفيلم, ويطبق الابطال النظرية علي جمهور المسرحية ثم علي جمهور السينما في النهاية. * من هم المشاركون معك في الفيلم؟ جزء كبير منهم هم اعضاء مجموعة بصي مثل سندس شبايك ومني الشيمي وعدد من شباب المسرح, وتقدم للمشاركة عدد كبير ايضا بعضهم لم يسبق له التمثيل. * وما آخر أخبار تجربتك الجديدة مع مجموعة بصي؟ انتهينا من المونتاج الاولي, وتم بطريقتين اولا مونولوجات مصورة بشكل منفرد وثانيا فيلم كامل يتحدث فيه الممثلين عن المونولوج ونشاهد فيه اجزاء من المونولوجات, وقريبا جدا ننتهي من مونتاج هذا الفيلم ونسعي لعرضه اما في الجامعة الامريكية او في احد المراكز الثقافية بوسط البلد. *وماذا عن الفيلم الذي تقوم ببطولته مع المخرجة أيتن أمين؟ فيلم فيلا69 يجري تصويره حاليا وهذا هو كل ما استطيع قوله في الوقت الحالي, وهو حاصل علي جائزة السيناريو من ملتقي القاهرة السينمائي التابع لمهرجان القاهرة الدولي, ويعتبر أول فيلم روائي للمخرجة أيتن أمين, واشارك في انتاجه مع وائل عمر ومحمد حفظي, ولكن للاسف لا نستطيع حتي الآن تحديد موعد انتهاء التصوير, فالامر متعسر بعض الشيء. رابط دائم :