عبر الفنان خالد أبو النجا عن سعادته بتجربته التي قدمها على مسرح الفلكي أول أمس السبت، واعتبرها قراءة مسرحية أكثر منها تمثيلا، في أول عرض لمسرحية "أرنب أبيض، أرنب أحمر"، للكاتب الإيراني نسيم سليمانور في مصر، وهو واحد من عدة عروض يقدمها عدد من الفنانين المصريين باللغتين العربية والإنجليزية لذات النص خلال الأسبوع الحالي، في إطار فاعليات مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة، ويقدم دون مخرج أو بروفات، وهو أول نص إيراني يقدم على خشبة مصرية، وأول ترجمة عربية للنص، وأول مرة يعرض على خشبة مسرح عربية بعد ترجمته لأكثر من عشر لغات وتقديمه في أكثر من عشرين دولة، وفوز النص بعدة جوائزفي إنجلترا وكندا. ورغم أن خالد أبو النجا يبدو بعيدًا عن الحركة المسرحية، إلا أنه قال ل"البديل": إنه سعيد بالعودة للعمل على خشبة المسرح الذي شكل بداياته الفنية في مسرح الجامعة الأمريكية بعدما درس كورس مسرح مع د. محمود اللوزي، ومثل في عدة عروض أثناء الدراسة، وأضاف أنه قدم العام الماضي عرضان مسرحيان أحدهما في الأردن والآخر مع طلبة المسرح الملكي البريطاني العام الماضي، كما أشار إلى أنه رغم بعده عن العمل في المسرح المصري، إلا أنه يرحب بالعمل في عروض ذات طبيعة خاصة وتجريبية مثل هذا العرض. وقال ل"البديل": إن أصعب ما واجهه كممثل أثناء العرض إيجاد الإيقاع المناسب لنص لا يعرفه، ويسعى ألا يصيب جمهوره بالملل، إضافة إلى إيصال رسالة الكاتب بأقصى قدر من الأمانة، بينما هو كممثل يكتشف تلك الرسالة بالتدريج أثناء القراءة العلنية أمام الجمهور. وأضاف أن ما شجعه على خوض التجربة ثقته في صديقه وزميل دراسته المخرج أحمد العطار رئيس مهرجان وسط البلد، الذي تحمس لتقديم العرض الذي شاهده على مسارح أوربية باعتباره أحد أكثر الرؤى المسرحية الحداثية التي شاهدها مؤخراً. وعما إذا كانت جنسية المخرج الإيراني أثرت على استقباله للنص، قال أبو النجا: إنه لا يرى تأثيرا، فالمهم أن يكون كاتب النص صادقا ليستطيع أن يتواصل مع جمهوره رغم كونه محبوسا في وطنه لأسباب عرضها في النص، وحرص أبو النجا على عدم التطرق لها احتراما لحق زملائه من الممثلين الذين سيقومون بأداء ذات الدور، ويفترض فيهم أن يخوضوا تجربة لا يعلمون عنها شيئا كجزء أساسي من طبيعة العرض، الذي يتطلب تفاعل الجمهور، ويتجاوز ذلك إلى حد أن يعتبر الكاتب تفاعل الجمهور مع نصه بمثابة تجربة شخصية له، ففي كل ليلة عرض يجرب تصوراته مع وعلي الجمهور في رؤية فكرية تجمع بين البساطة والعمق وبين الجدل الفلسفي.