في ذلك الصباح الباكر خرجت بسملة كعادتها كل صباح لشراء الفول من عم مصطفي.. لم يكن هناك كثيرون عند عم مصطفي الذي لم يعطها الفول حتي انصرف زبائنه وبعدها طلب منها الدخول إلي المحل حتي يأتيها بما تريد. وببراءة الأطفال دخلت بسملة وفوجئت بعم مصطفي يغلق الباب من خلفها وانتشر الظلام الدامس في أرجاء المحل إلا من عيني مصطفي الذي تحول إلي ذئب شرس اشتعلت عيناه نارا وطمعا في أن ينال من براءة الطفلة ويشبع رجولته العاجزة منها. انقض عليها بأنياب الغدر في جسدها النحيل, البريء.. صرخت بسملة حتي تحشرج الصوت في حلقها وتوقف من الرعب.. ولكنها كانت تقاومه بضعف عمرهاالذي لم يتجاوز السبع سنوات.. ببراءتها قاومت وبضعفها قاومت.. ولم يصبر العجوز مصطفي علي مقاومتها المستميتة فباغتها بضربة قوية علي رأسها لتسقط الطفلة مغشيا عليها. وكحيوان شره شرس نجح في اصطياد فريسته وأوقعها في الأرض ترقد في سكون الموت أخذ مصطفي ينهش براءة بسملة حتي ارتوت رجولته من دمها وما أن تشبع بأطماعه حتي قرر أن يتخلص من الصغيرة التي غرقت في دمائها من أثر الاعتداء. أمسك العجوز مصطفي ببنطلون الصغيرة الذي كان قد جردها منه وأحاط به رقبتها وأخذ يشتد عليها حتي خنق ما تبقي لها من أنفاس ضعيفة وتحشرجت روحها وما هي إلا لحظات خاطفة وقد فارقت بسملة الحياة. فكر مصطفي في كيفية التخلص من الجريمة حتي لا يفتضح أمره فوضع جثة الصغيرة في جوال وحمله خارج المحل إلي أحد أكوام القمامة وألقي بالجوال.. وعاد أدراجه إلي المحل بدم بارد وقلب متحجر وكأنه لم يفعل شيئا تمتلئ رجولته القاتلة بما فعل..! اشتعل القلق في قلب الأم فخرجت مع الأب يبحثان عن بسملة التهمت أقدامهم المنطقة بأكملها.. تجمع الجيران علي صرخات الأم وتلاطمت الأفكار وأمواج الخوف والرعب في قلوب الجميع علي أولادهم الصغار فهناك مجرم خطف طفلة ولعل هناك سلسلة أخري من جرائم الخطف..! الغموض سيطر علي البلاغ الذي تلقاه اللواء محمد كمال مدير أمن الشرقية من والد الطفلة بسملة الذي لم يتهم احدا بخطف ابنته, وقرر عدم وجود عداءات بينه وبين أحد. تم تشكيل فريق بحث قاده العميد رفعت خضر مدير المباحث الجنائية ضم الرائد أحمد صالح رئيس مباحث قسم ثان, وأسفرت الجهود عن العثور علي جثة الطفلة بسملة ملقاة بين أكوام القمامة بمنطقة قسم حسن صالح بالزقازيق. وبالمعاينة المبدئية للجثة بمعرفة النيابة التي باشرت تحقيقاتها باشراف المستشار أحمد دعبس المحامي العام تبين أن الجثة بها آثار اعتداء جنسي وحشي تسبب في نزيف حاد, وعثر حول رقبتها علي بنطلونها وقد اختنقت به. دلت التحريات التي قام بها النقيبان إبراهيم الجهيمي ومحمد مصطفي أن مصطفي65 سنة بائع الفول وراء الجريمة البشعة. فقامت قوة من البحث الجنائي باشراف العميد أحمد نوفل رئيس مباحث المديرية بإلقاء القبض علي المتهم وبمواجهته بأقوال شهود العيان الذين أكدوا أن آخر مشاهدة للصغيرة كانت أثناء ذهابها لشراء الفول منه. اعترف مصطفي بجريمته الشنعاء وبررها بأنه علي خلاف مع زوجته منذ فترة طويلة وأن الشيطان لعب برأسه فأقدم علي فعلته. باشرت النيابة التحقيق مع المتهم وقررت حبسه4 أيام علي ذمة التحقيق, وعرض جثة الطفلة علي الطب الشرعي لتشريحها.