وأشار عباس إلي تأخر ترتيب مصر في مؤشر تصفية النشاط وإغلاق المشروعات قائلا إنها تحتل المرتبة131 عالميا من183 دولة وهذا يعني أن المستثمر يعاني صعوبات عديدة في الخروج الآمن من السوق وهو ما يعد عائقا لاتخاذ قرار استثماري في مصر. وأوضح أن تلك المؤشرات تدق ناقوس الخطر عن تضاعف حجم طابور البطالة في مصر بعيدا عن أعين المسئولين الذين لا يشغلهم سوي الصراع علي كراسي السلطة غير عابئين بما يعانيه العامل البسيط الذي يجد نفسه فجأة في الشارع بلا دخل هو وأسرته متسولا قوت يومه. وأكد عباس أن هناك مسحا ميدانيا أجراه يوضح عدد المصانع التي تم إغلاقها منها مدينة المحلة الكبري التي تضم أكبر تجمع صناعي للغزل والنسيج والوبريات حيث يصل عدد المصانع إلي1200 مصنع يعمل بها نحو300 ألف عامل تم إغلاق43 مصنعا في مدينة المحلة لافتا إلي أن غالبية المصانع في مدينة المحلة تعمل حاليا ب50% من طاقتها الانتاجية بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج مما قلل من تنافسية منتجات الشركات في الأسواق العالمية وتراجع معدلات التصدير وأدي إلي فقدان أكثر من20 ألف عامل وظائفهم نتيجة سياسات تخفيض العمالة. أما في مدينة السادات فإن50% من المصانع تقاوم شبح الغلق و75 مصنعا توقفت كليا من إجمالي525 مصنعا بالمدينة التي تضم60 ألف عامل برأسمال5 مليارات جنيه وحجم انتاج سنوي4 مليارات حيث بلغ عدد العمال الذين فقدوا وظائفهم بعد إغلاق المصانع15 ألف عامل حتي ديسمبر الماضي, ومن أشهر المصانع التي أغلقت أبوابها في مدينة السادات مصانع مكارم للنسيج والتي تضم سبعة مصانع أما المصانع التي قامت بتسريح العمالة في مقدمتها شركة جلوب للغزل والنسيج, حيث كان يعمل بالشركة منذ عامين3 آلاف عامل وصلوا الآن إلي590 عاملا أما مدينة العاشر من رمضان فتضم2200 مصنع بخلاف400 مصنع للصناعات الصغيرة ويعمل بالمدينة حوالي400 ألف عامل وتمثل منتجات المدينة ثلث صادرات مصر, حيث تم إغلاق159 مصنعا بها لأسباب متعددة منها ما تم إغلاقه بسبب انتهاء الإعفاء الضريبي, ومنها ما أغلق بسبب تعثر مالي لسداد مديونيات البنوك, وهناك مشروعات متوقفة بسبب عدم القدرة علي التسويق, وغيرها لا تعمل وغير معلوم السبب لأنه لم يبق بها أي مسئول ليكشف عن السبب وراء ذلك, والكارثة أن هناك مصانع أخري انخفض انتاجها في طريقها للغلق. ووصل حجم العمالة التي فقدت وظائفها بمدينة العاشر من رمضان نتيجة إغلاق159 مصنعا إلي30 ألف عامل حيث ان متوسط العمال في المصنع من200 إلي250 عاملا بالاضافة إلي أن هناك ما يقرب من70 مصنعا توقف الانتاج بها جزئيا بها ونتيجة سياسات تخفيض العمالة فقد ما يقرب من7000 عامل وظائفهم. ويشير عباس إلي أن عملية المسح الميداني كشفت أن هناك25 مصنعا بمنطقة الكوثر الصناعية بسوهاج من إجمالي119 مصنعا أغلقت أبوابها نتيجة التعثر الذي تعانيه وبلغ إجمالي حجم العمالة التي فقدت عملها عقب إغلاق المصانع نحو7000 عامل وعاملة, ويأتي في مقدمة المشاكل التي تواجه المصانع التي بدأت الانتاج الفعلي منذ سنوات مشكلة التسويق وتكدس الانتاج بالمصانع لضعف عملية التسويق, نظرا لقيام الجهات الحكومية والهيئات بعمل مناقصات مركزية مما يحرم المنطقة من دخولها لعدة أسباب, أهمها تكلفة نقل المنتج إلي مكان التسليم. وعن مدينة الصفا الصناعية بمحافظة أسيوط والتي تضم800 مصنع علي مساحة420 فدانا للمصنع والخدمات, يعمل فيها40% فقط ووفق ما يؤكده التقرير فإن المدينة توشك أن تكون مهجورة وأصبحت مأوي للكلاب الضالة والخارجين عن القانون وأصبح عدد المصانع التي تعمل بهذه المدينة الصناعية حوالي50 مصنعا وورشة وتم إغلاق باقي المصانع وتشريد العاملين, وقدر عدد من فقدوا وظائفهم بعد غلق تلك المصانع ما يقرب من10 آلاف عامل. ويضيف عباس: وفي مدينة برج العرب بمحافظة الاسكندرية والتي يعمل بها نحو180 ألف عامل داخل1320 مصنعا يعمل منها700 مصنع مقابل620 مصنعا آخر تحت الإنشاء واستخراج رخص التشغيل والتي تضم عددا من أهم الصناعات منها الصناعات الغذائية والنسجية والبلاستيكية والطبية الدوائية والكهربائية والإلكترونية والكيماوية الهندسية والمعدنية والخشبية ومواد البناء والورق والخزف, وأوضح التقرير أن180 شركة ومصنعا بالمدينة أغلقت أبوابها وأوشكت100 شركة أخري علي الإغلاق والإفلاس نتيجة للأزمات المتعلقة بانتشار السرقات وندرة المواد الخام وارتفاع أسعارها وأسعار الشحن والتفريغ بسبب قطاع الطرق, وأيضا ارتفاع قيمة مقايسات توصيل الغاز إلي ثمانية أضعاف وعدم انتظام التيار الكهربائي. أما المنطقة الصناعية بمدينة6 أكتوبر فقد توقف فيها نحو350 مصنعا عن العمل منها200 مصنع توقف كليا والباقي قاموا بتأجيره كمخازن لأفراد لا يمارسون المهنة ولا يمارسون أي انتاج ويشير تقرير المسح الميداني إلي أن المدينة تعاني إهمال الحكومة برغم انها من أكبر التجمعات الصناعية والاستثمارية علي مستوي الجمهورية لافتا إلي أن عدد العمالة بالمدينة115 ألفا, والمنطقة بها1452 مصنعا برأس مال قدره30 مليار جنيه والانتاج السنوي لهذه المصانع36 مليار جنيه, بينما يبلغ عدد المصانع تحت الانشاء الآن384 مصنعا برأس مال قدره7,2 مليار جنيه وقيمة الانتاج السنوي9,9 مليون جنيه. وفي عامي الثورة فقد ما يقرب من20 ألف عامل وظائفهم في مدينة6 أكتوبر بعد إغلاق350 مصنعا أعلنت إفلاسها كانت استثماراتها حوالي250 جنيها. أما عدد من فقدوا وظائفهم بالمنطقة الصناعية بدمياط نتيجة ركود السوق في عامي الثورة تجاوز ال15 ألف عامل وفني, حيث أن الحركة داخل المدينة قد انخفضت وتيرتها للغاية نتيجة الركود من ناحية والانفلات الأمني من ناحية أخري, وتعتبر أهم الأنشطة الاستثمارية بالمنطقة الأثاث وتصنيع وتجارة الأخشاب والصناعات الغذائية والصناعات الهندسية والميكانيكية والبويات والنسيج والملابس الجاهزة والصناعات الكيماوية والأدوية والرخام والصناعات الورقية والأعلاف. وعن أبرز المشكلات التي تعاني منها المنطقة الصناعية بدمياط يؤكد التقرير أن الغياب الأمني أهمها حيث أدي لانتشار حالات السرقة والتعدي علي المصانع بشكل كبير في الفترة الماضية بالاضافة إلي عدم قدرة المصانع علي تسويق انتاجها وصعوبة نقل العمال من المحافظات المجاورة ما جعل العديد من المصانع يتوقف عن الانتاج بسبب نقص العمالة الذين امتنعوا عن العمل خاصة الورديات الليلية بالاضافة إلي مشكلة ارتفاع أسعار ورسوم مقايسات التوصيلات الخارجية للغاز الطبيعي للمشروعات الصناعية ومشكلة ارتفاع أسعار الكهرباء ومقايسات التوصيل ورسوم زيادة القدرة الكهربية للمشروعات الصناعية مما أوجد أعباء كبيرة علي المشروعات. وفي منطقة بياض العرب ببني سويف وصل عدد المصانع المغلقة إلي أكثر من20 مصنعا خلال العامين الماضيين كان يعمل بها أكثر من7 آلاف عامل وعاملة في جميع المجالات وأوضح التقرير أن المشكلة الحقيقية التي تواجه المنطقة هي أن أغلب المصانع لا تصلها المادة الخام بسبب رفض الشركات الحكومية التعامل مع المصانع بغير سبب وعزوف أبناء المحافظة من الشباب عن العمل في المصانع بسبب ضعف الأجر من وجهة نظر الشباب أنفسهم وصعوبة المواصلات بالاضافة إلي المياه من محطة المعالجة للصرف الصحي الموجودة بمدينة بني سويفالجديدة والتي أغرقت8 مصانع وأثرت علي استثماراتها التي بلغت100 مليون جنيه. فيما قدر عدد المصانع التي أغلقت بالمنطقة الصناعية بالعبور خلال العامين الماضيين ب250 مصنعا كان يعمل بها ما يقدر20 ألف عامل وعاملة.