لم يخرج مقاتلو حزب الله في عمليات خلف خطوط العدو الإسرائيلي حتي في أحلك الظروف, ولم يبادروا باختراق صفوفه لتنفيذ هجمات داخل الأراضي المحتلة ردا علي الاجتياح الإسرائيلي للبنان في يوليو 2006 والاعتداءات الوحشية التي استهدفت العمق اللبناني ودمرت البنية التحتية بالكامل من محطات مياه وكهرباء وشبكات الجسور والطرق والاتصالات والمباني وقتلت عشرات المدنيين خلال34 يوما من القصف الجوي المكثف. ولو ضرب مقاتلو حزب الله تل أبيب بالصواريخ لما لامهم أحد, ولو قتلوا ألف إسرائيلي لصفق لهم العالم, ولو اغتالوا القيادات الصهيونية لسجل لهم ذلك في صفحات التاريخ بحروف من نور, ولكنهم اكتفوا بالتصدي للاقتحام البري في جنوب لبنان في دفاع مشروع عن النفس. حزب الله الآن متورط في دعم الديكتاتور السوري بشار الأسد بالمقاتلين الذين انضموا لصفوفه بأوامر من طهران, ومن عجب أنهم عبروا حدود بلدهم الي الأراضي السورية وانخرطوا في معارك شرسة ضد السوريين السنة ليؤججوا حربا مذهبية غاية في الخطورة علي أمن واستقرار المنطقة بأسرها. نائب رئيس أركان الجيش الحر وقائد جبهة حمص العقيد فاتح حسون أكد أن عناصر حزب الله وصلت إدلب وحلب لتنفيذ تكتيك قتالي ضد المعارضين السنة بالتنسيق مع قوات الأسد التي تقوم بالقصف الصاروخي والمدفعي تمهيدا لتسلل مقاتلي الحزب, مثلما حدث في القصير بريف حمص. قوات حزب الله تعرضت لخساره فادحة خلال حربها غير المشروعة بسوريا, وصلت أمس30 جثة لمقاتليهم الي لبنان, بينهم القيادي أبوعجيب, قائد لواء القدس, ووفقا للشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله سقط138 قتيلا للحزب في معارك سوريا. ليس هذا آخر المطاف, ولكنه أول نزيف الدم الذي قد يتحول الي شلال هادر من الدماء المسلمة في سوريا ولبنان بين السنة والشيعة في البلدين. الطفيلي أعلن أن مقاتلي الحزب لا يقاتلون دفاعا عن مقام السيدة زينب في سوريا, بل دفاعا عن نظام الأسد, محذرا من عواقب الفتنة, ومذكرا بحرمة نصرة الظالم وقتل المسلمين في سوريا, كان الأولي بهذه القوات أن توجه سلاحها للعدو الصهيوني. كان الأجدر بهم أن يستحضروا قول الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم: إذا التقي المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار. كان عليهم أن يطبقوا صحيح الدين قبل تنفيذ تعليمات طهران. قتلاكم يا حزب الله ليسوا مجاهدين.. ولكنهم قتلة مأجورين جزاؤهم علي الله. [email protected] رابط دائم :