حي عين شمس من الأحياء القديمة بالقاهرة يرجع تاريخه إلي عهد القدماء المصريين. وتيمنا به تغير جامعة إبراهيم باشا التي انشئت في يوليو عام1950 الي عين شمس.غير أن الحي الهادئ . الذي كان يضم العديد من القصور الأثرية القديمة والكنوز الفرعونية التي عثر عليها في بعض مناطقه تحول إلي حي عشوائي يرتكب فيه كل أنواع الجرائم وتغطيه القمامة وينخر في عظامه البلطجة وتجارة المخدرات ويشوهه سوء الحالة المرورية وتهالك شوارعه والعشوائيات وانتشار الباعة الجائلين والإشغالات ومواقف سيارات السرفيس, حتي أصبح الحي عبارة عن كتل من المشكلات التي تبحث عن حلول لها للحفاظ علي البقية المتبقية من الحي الأثري وخاصة بعد اعتراف المسئول الأول عن الحي بكل هذه المشكلات. في البداية يقول طه الشافعي أعمال حرة إن مشكلة القمامة مازالت موجودة في الحي بكثرة علي الرغم من المحاولات الايجابية التي يقوم بها رئيس الحي الجديد غير انه لم يستطع حتي الآن الحد من المشكلة بسبب بعض السلوكيات من المواطنين الذين يلقون الزبالة في الشارع غير مهتمين بالشكل الحضاري للحي الذي يضع لافتات إرشادية بضرورة المحافظة علي نظافة الحي. ويؤكد عبد الرءوف الفرماوي صاحب سوبر ماركت أن سيارات الهيئة العامة للنظافة تمر في بعض الشوارع الرئيسية فقط وليس كلها مما يؤدي هذا إلي تراكم القمامة في الشوارع وخاصة في شارع أحمد عصمت الذي يعد من اشهر الشوارع بالحي حيث يوجد عدد من البؤر التي تكتظ بالقمامة أمام مدارس مودورن سكول الخاصة وعلي نواصي الشوارع الجانبية, فضلا عن تواجد تراكمات أخري في شوارع العشرين بجوار المقابر والزهراء قبل المدرسة وإبراهيم عبد الرازق. ويري مرزوق عويس موظف إن مشكلة القمامة لن تحل بالحي مهما بذل المسئولين جهود مضاعفة نظرا لضعف الإمكانيات وقلة العمالة البشرية والزيادة الكبيرة في عدد السكان, مشيرا إلي أن القمامة مشكلة لن تحل في فترة وجيزة وخاصة أن اي مواطن يسير في اي شارع بعين شمس لابد أن يصطدم بعدد من أكوام القمامة لدرجة إنها تتواجد أيضا بجوار قطار السكة الحديد ومحطة مترو الأنفاق. وأشار حسان الشقيري مدرس الي إن المسئولين مازالوا يعملون بالنظام السابق نفسه, ولا يوجد تغيير في اي شي علي الرغم من الثورة التي أطاحت بأعوان الرئيس المخلوع, مضيفا أن هناك مشكلات عديدة يعاني منها المواطنون غير القمامة ومنها مواقف سيارات السرفيس العشوائية التي تقف في اي مكان دون احترام لأحد حتي لرجل المرور في حالة تواجده بعد أن فقدت الشرطة هيبتها بعد أحداث الثورة, حيث يفعل سائق الميكروباص ما يريد في الشارع لغياب الرقابة التي كانت بمثابة قوة ردع أمام اي متجاوز. وأعلن أحمد عطية أن الحي يسيطر عليه في الوقت الراهن مجموعة من البلطجية يرون أنفسهم أقوي من القانون ويعملون علي نشر الخوف والرعب بين السكان لدرجة انه لا يمر يوم دون سماع دوي طلقات نيران حية وخرطوش وحدوث مشاجرات تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة تصيب المواطنون بالهلع خشية تعرضهم لمكروه, في الوقت الذي لا نري فرد امن في الشوارع من قسم شرطة عين شمس لفض نزاع أو إنهاء مشاجرة. وأضاف أن انتشار المخدرات أصبح ظاهرة لابد من التصدي لها بكل قوة من رجال الأمن والمواطنين بعد وجود العديد من تجار التجزئة من الصبية وصغار السن لدرجة إنهم يستوقفون المارة لعرض عليهم شراء المخدرات بمختلف أنواعها من بانجو وبرشام وحشيش. ويصف أمجد المنياوي شوارع عين شمس بالمهملة من المسئولين لعدم وجود شارع واحد ممهد يصلح لسير السيارات لافتقاد المنطقة للرصف منذ سنوات طويلة, ووجود حفر يتعرقل فيها المواطنون والأطفال نتيجة أعمال الصيانة للمرافق وبعد الانتهاء منها لا يقوم الحي بترميم الشوارع وإعادة رصفها مرة أخري مما يؤدي إلي تزايد وتراكم الحفر وإصابة الناس بالملل والزهق. ويقول السيد الدرديري صاحب ورشة لإصلاح السيارات إن المناطق العشوائية بحاجة إلي التطوير وإصلاح كافة المرافق وخاصة شبكة الصرف الصحي المتهالكة التي تطفح بصفة مستمرة وتغرق الشوارع وتعوق حركة المارة, فضلا عن ضرورة إيجاد حل للباعة الجائلين الذين ينتشرون بشكل كبير في الحي علي نواصي الشوارع وقارعة الطريق وعلي الرصيف, وكذلك لابد من اتخاذ موقف حازم ضد أصحاب المحلات التي يغلقون الطرق لدرجة إن اي صاحب محل يقوم بامتلاك الرصيف وجزء من الشارع حتي قال البعض استأجر محل لتمتلك الرصيف والشارع. أما بشاي ميخائيل طبيب بشري فقال إن حي عين شمس يغيب عنه التنظيم في كل شئ وخاصة من الناحية المرورية, حيث لا يوجد رجل مرور واحد طوال اليوم لتنظيم حركة سير السيارات مما يؤدي إلي التكدس والفوضي و يغلب الصوت العالي والفتونة والبلطجة علي صوت العقل ويصبح الرجل المحترم لا يستطيع فعل اي شئ سوي التمهل والانتظار حتي لا يدخل في مشادات غير محسوبة لصالحه, معلنا بلطجة الشوارع معاناة يومية يواجهها أصحاب السيارات أثناء محاولة الانتظار علي جانب اي شارع حيث يظهر من يريد الحصول علي أموال مقابل الانتظار وألا سوف يعود صاحب السيارة بعد الانتهاء من أعماله ليجد سرقة بعض محتوياتها أو وجود فوانيس مكسورة أو علي الأقل فض أطار السيارة مما يضطرنا للانصياع لطلباتهم لدرء اي مخاطر قد تحدث. بينما يري حامد السعيد عامل خراطة أن منطقة عين شمس لم يطرأ عليها اي تغييرات سواء قبل رحيل رئيس الحي السابق أو بعد تولي الرئيس الحالي المهمة, فكل مسئول يهتم بالناحية الإعلامية والتصوير عند نزوله في حملة لإزالة إشغالات أو لرفع مقلب قمامة. وأوضح أن الإشغالات التي قام بها بعض المواطنين بعد الثورة كثيرة للغاية لدرجة أن بعض الأفراد أستولي علي قطعة ارض ملك للحي والبعض وضع يده علي ارض مملوكة للغير, فضلا عن البناء بدون تراخيص والزيادة في ارتفاعات الطوابق علي منازل لا تتحمل هذه الارتفاعات التي قد تؤدي إلي كارثة محققة دون أن يتحرك مسئول من الحي أو المحافظة لإزالة هذه الإشغالات وكأنهم لا يريدون الدخول في مشكلات مع المخالفين في ظل الغياب الامني. يقول المهندس عز الدين خضير رئيس الحي أنه يباشر أعمال رفع القمامة من الشوارع وإزالة الإشغالات من خلال الحملات المكثفة التي يقودها بنفسه الغرض منها القضاء علي السلبيات بقدر المستطاع التي أصابت المواطنين بحالة من الأرق الشديد, مشيرا إلي انه يقوم برفع نحو600 طن قمامة يوميا من مناطق الحي المختلفة يتم إلقائها في نقطة المناولة المتواجدة خلف النادي الثقافي بمبني الحي القديم بشارع6 أكتوبر, موضحا انه يسعي إلي إنشاء نقطة مناولة أخري لاستيعاب كميات القمامة التي ترفع يوميا. وأضاف أن الشركة الأسبانية تقوم بجمع القمامة من20% فقط من المنازل طبقا للتعاقد المبرم بينها وبين المحافظة ويتولي المتعهدون جمع القمامة من النسبة المتبقية وإلقاءها في الصناديق المخصصة لذلك أو في نقطة المناولة, وتقوم الهيئة العامة للنظافة والتجميل بدور المساعد من خلال أعمال التجميل والتشجير, لافتا إلي أن الشركة رفضت تعديل التعاقد منذ عامين مع المحافظة لجمع القمامة من كل المنازل المتواجدة بالحي ولكنها رفضت وحاليا هناك محاولات نبذلها مع الشركة لتعديل التعاقد لتحسين الخدمة, فضلا عن استغلال المنحة التركية التي يتلقاها الحي وإسهامات بعض رجال الأعمال من سكان الحي لشراء معدات جديدة خاصة وان المعدات الحالية غير كافية بالمقارنة مع حجم المخلفات التي تخرج من الحي. وقال إنه يقوم حاليا بإعداد قاعدة بيانات وحصر جميع الهيئات الحكومية وغير الحكومية المتواجدة في نطاق الحي من مستشفيات ومدارس وجامعات, مضيفا أن مركز المعلومات بالحي أعد مشروعا لتحسين الخدمات التي تقدم للمواطنين حتي لا يكون هناك اي تأخيرات في مواعيد إنهاء الأعمال المطلوبة. وأستطرد إن منطقة عين شمس تعاني من مشكلات عديدة نظر لمساحتها الضيقة والكثافة السكانية العالية ومن ضمن هذه المشكلات النظافة والمرور والباعة الجائلين ومواقف السرفيس العشوائية والسلوكيات غير السوية لبعض المواطنين والمخدرات وأعمال البلطجة, فضلا عن الطرق غير الممهدة التي تحتاج إلي إعادة رصفها من جديد والمرافق المختلفة التي يوجد بها بعض المشكلات. وأوضح انه علي الرغم من كل هذه المشكلات غير انه متفائل لتعاون عدد من المواطنين معه ومساندة بعض رجال الأعمال حيث تبرع أحدهم بمبلغ140 ألف جنيه للحي بالإضافة إلي استعداداته لبناء مدرسة جديدة ومجمع خدمات بشرط تخصيص الاراضي اللازمة لذلك. وأخيرا قال رئيس الحي انه يتلقي تهديدات بالقتل من مجهولين علي تليفونه المحمول من خلال رسائل مجهولة المصدر, مؤكدا انه لن يلتفت لكل هذه الإرهاصات التي يعتبرها بمثابة بالونة اختبار وكل ما يشغله في الوقت الراهن أنجاز ما خطط له لتحسن أحوال المواطنين ولن يتواني في عمله الموكل له وبخاصة أن المهمة الملقاة علي عاتقه ثقيلة جدا ولكن بجهود أبناء الحي المخلصين سيتم التغلب عليها. رابط دائم :