من يفض الاشتباك بين السنة والشيعة في سوريا ولبنان؟ من يطفئ الحريق الهائل قبل تفاقمه؟ من ينقذ المنطقة من حرب شاملة بين المسلمين في سوريا ولبنان والعراق وتركيا وإيران علي خلفية مذهبية؟ أخبار تورط مقاتلي حزب الله في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا إلي جانب قوات الأسد كانت تتردد علي استحياء علي أنها مبالغات إعلامية أو تكهنات لا دليل عليها أو تهويل محللين سياسيين, الآن اصبحت حقيقة واقعة علي الأرض. الحرب بين السنة والشيعة تطرق الأبواب بعنف لم يسبق له مثيل, والسلاح بات في أيدي الجميع. الوضع في غاية الخطورة. قيادات إسلامية لبنانية دعت منذ يومين إلي الجاهزية لقتال حزب الله في سوريا لنصرة السنة المضطهدين هناك, في ظل ما تعتبره تساهلا من جانب الحكومة اللبنانية في التعامل مع حزب الله. الشيخ أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح دعا أنصاره لتأسيس كتائب المقاومة الحرة انطلاقا من مدينة صيدا, بينما أعلن الشيخ سالم الرافعي التعبئة العامة لنصرة أهل السنة في القصير بعد هجوم حزب الله السافر علي المدنيين السوريين هناك. فهل بعد هذه الدعوات من مجال للتشكيك في إمكان تصاعد الأزمة؟ العلويون يطحنون السنة في سوريا فيما يشبه حروب التطهير العرقي, يساندهم خبراء عسكريون إيرانيون ومقاتلون شيعة من دول الجوار, وحزب الله اللبناني يتمادي في مساندة النظام السوري بلا مواربة. اللبنانيون ليسوا كلهم حزب الله ففيهم سنة كانوا يؤثرون الصمت في ضوء هيمنة السلاح علي الدولة. طفح كيلهم ولم تعد لديهم قدرة علي تحمل مشاهد العنف الوحشي الذي تعرض له إخوانهم السوريين السنة في القصير علي أيدي مقاتلي حزب إيران إشارة إلي حزب الله من تقتيل وذبح, وربما زاد هذا من تخوفهم علي مستقبلهم مع ميليشيات الحزب المتغولة بعد أن يفرغوا من مهمتهم في سوريا وهو ما دعاهم لقرار الانغماس في الجهاد بعد أن طلب منهم المسلمون السنة في سوريا نصرتهم. لم يعد أمام اللبنانيين السنة من خيار سوي المقاومة المسلحة للدفاع عن السنة في الداخل السوري بعدما ثبت عجز المجتمع الدولي عن الدفاع عنهم, وبعد أن يئسوا من إبقاء بلدهم بعيدا عما يجري في سوريا. الخطر فيما يجري أن القتال بين الفصيلين يتم تحت شعار الجهاد من الطرفين, فكل طرف منهما يعتقد أنه أمام واجب ديني شرعي لا سبيل للتخاذل فيه وهو ما يعني أنه سيكون عنيفا جدا, وستسال فيه أنهار من الدماء. الفتنة الكبري علي الأبواب.. فمن يوقف نعرتها؟