في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة النقل والمواصلات عن البدء في خطة عاجلة لتطوير وتحديث مزلقانات السكك الحديدية بعد وقوع العديد من الحوادث في السنوات الأخيرة أدت لكوارث عديدة راح ضحيتها العديد من الأبرياء إلا أن تصريحات المسئولين التي تعقب كل كارثة تذهب مع الريح كالعادة. ويعتبر مزلقان السكة الحديد بميدان الشون بمدينة المحلة مثالا صارخا علي ذلك بعد أن أصبح يمثل قنبلة موقوتة تنذر بحدوث كارثة في أي لحظة حيث يقع المزلقان في منطقة حيوية ومهمة مكتظة بالسكان والحركة المرورية علي مدي ساعات الليل والنهار ويربط العديد من المناطق المهمة ورغم ذلك يواجه المزلقان تجاهلا تاما من المسئولين حيث لايزال يعمل بالطرق البدائية ويتم غلقه بسلسلة من الحديد عند مرور القطارات وهو ما يجعل البعض من قائدي المركبات لا يلتزمون بالانتظار حتي تمر القطارات ويصرون علي المرور رغم محاولات عامل المزلقان تحذيرهم ولكنهم لا يكترثون لأي تحذيرات ولايستطيع عامل المزلقان بمفرده منعهم لعدم وجود الحماية الأمنية له وهو ما يمكن أن يعرضه للعديد من المشكلات التي يمكن أن تؤذيه. بداية كشف أحمد عطية عامل مزلقان سكة حديد ميدان الشون بالمحلة الكبري عن الكثير من الحقائق والسلبيات التي يواجهها يوميا حيث يؤكد أنه لاتوجد العمالة الكافية وهو ما يضطره للعمل ساعات طويلة بمفرده وسط ظروف وأجواء مشحونة بالتوتر دون الحصول علي أي قسط من الراحة وهو ما يؤثر بالطبع علي تركيزه خاصة هذه الأيام ومنذ اندلاع الثورة حيث تحول المزلقان إلي منطقة شغب وعنف يومية من المتظاهرين وأصبحنا نعيش وسط الحرائق والغازات الخانقة الناتجة عن القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها قوات الأمن لتفرقة المتظاهرين الذين يعطلون حركة القطارات بشكل دائم. وأضاف أنه شخصيا لم يحصل طوال عام كامل إلا علي أربعة أيام إجازة فقط مشيرا إلي أنه يعمل منذ17 عاما كعامل مزلقان رغم عدم حصوله علي حقوقه المادية التي تضمن له حياة كريمة هو وأسرته حيث إن المرتبات متدينة للغاية في ظل تجاهل الوزارة كما لاتوجد نقابة تبحث عن حقوق العمال الذين يتعرضون يوميا للخطر وفي النهاية يتحملون مسئولية أي مشكلة تحدث مشيرا علي سبيل المثال لحادث قطار السكة الحديد الذي أطاح بسيارة ميكروباص علي مزلقان شبشير الحصة بمركز طنطا وتدخلت العناية الإلهية لإنقاذ حياة14 راكبا وأن عامل المزلقان الذي تم اتهامه بالإهمال ليس هو العامل الأصلي المخصص لهذه المهمة وأنه كان يعمل في قسم الصيانة بورش هيئة السكة الحديد وتم انتدابه يوم الحادث طبقا لتحقيقات النيابة للقيام بوظيفة عامل المزلقان المتغيب في هذا اليوم عن العمل لظروف خاصة لتضطر الهيئة للاستعانة بأحد عمال الصيانة للقيام بالمهمة بشكل مؤقت والذي ساقته الأقدار ليتحول في لحظة إلي متهم مسئول عن حدوث كارثة. بينما يؤكد زميله فوزي عطا عامل المزلقان أيضا أن مزلقان الشون أصبح في حاجة لتطوير لوقوعه وسط كتلة سكانية عالية الكثافة ولايوجد لغلق المزلقان سوي سلسلة حديدية يتم رفعها بسهولة من جانب قائدي السيارات والمركبات للمرور رغم التحذيرات للتنبيه من خطر المرور. واضاف لقد ناشدنا وحدة مرور المحلة وشرطة المرافق من أجل التنسيق معنا لتنظيم عملية المرور وتحرير مخالفات لمن يحاول تجاوز القانون وأيضا استبعادالباعة الجائلين من الجوانب المحيطة بالمزلقان والتي تؤدي لضيق الطريق وتعوق حركة المرور من المزلقان بسبب تكدس وزحام السيارات بسبب احتلال الباعة الجائلين جوانب الطرق المؤدية للمرور من المزلقان ولكن للأسف قوات شرطة المرور أو المرافق تتغاضي عن القيام بمهامها والأسباب معروفة وتساءل عامل المزلقان: لو تعرض لأي إصابة أثناء مواجهته الظروف الصعبة الحالية فمن سوف يتحمل مسئولية أسرته وأولاده في ظل حالة التجاهل التي يواجهونها في نفس الوقت الذي يتحولون فيه لكبش فداء عندما تحدث أي كارثة ويتحدثون عن تطوير المزلقانات. وطالب العامل المسئولين بالوزارة والذين يتحدثون عن تطوير المزلقانات والمعدات الخاصة بهيئة السكة الحديد بأن يراعوا أيضا العمال الذين يحتاجون هم أيضا لرعاية وتطوير حياتهم من خلال النظر لحقوقهم المادية والتي أصبحت لاتكفيهم لمواجهة أعباء حياتهم المادية وتوفير حياة كريمة لأولادهم وأسرهم.